هل تشكل الأطعمة الغنية بالكولسترول خطراً كبيراً على صحتك؟

يعاني عدد كبير من الأشخاص حول العالم من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم؛ الأمر الذي يعرضهم لخطر الإصابة بالسكتة الدماغية وأمراض القلب.
ومن المنطقي الاعتقاد بأن تناول الأطعمة الغنية بالكولسترول سيرفع من مستويات هذه المادة في دمك. إلا إن العلماء يشيرون إلى أن الأمر ليس بهذه البساطة.
وبحسب شبكة «سي إن إن» الأميركية، فقد قالت أليس ليختنشتاين، مديرة «مختبر التغذية القلبية الوعائية» بجامعة «تافتس» الأميركية: «غالبية البيانات المتاحة حالياً تظهر أن تقليل تناول الأطعمة الغنية بالكولسترول ليس هو الحل حقاً للوقاية من هذه المشكلة. فإن كمية الكولسترول في طعامك لا تعادل بالضرورة كمية الكولسترول في أوعيتك الدموية».
ولا تحدد الإرشادات الغذائية الحالية لوزارة الزراعة الأميركية الحد الأقصى لمستوى الكولسترول الذي يجب أن يتناوله الشخص في نظامه الغذائي، حيث حُذفت الإرشادات السابقة التي كان معمولاً بها، والتي وضعت حداً لكمية الكولسترول التي يمكن تناولها يوميا بلغ 300 ملليغرام.
وأكدت ليختنشتاين، التي كانت عضواً في اللجنة التي قررت التوجيهات الغذائية السابقة، أن تحديد هذه الكمية (الـ300 ملليغرام) لم يكن أمراً ضرورياً؛ «لأن معظمنا لا يتعدى هذا الحد بالفعل».
وأضافت: «تستهلك النساء، في المتوسط، 250 ملليغراماً من الكولسترول يومياً، ويستهلك الرجال 350 ملليغراماً، لذلك، فإن الحد من نسبة الكولسترول لـ300 ملليغرام لن يحدث فرقاً كبيراً».
من جهته، أوضح الدكتور ستيفن ديفريز، طبيب القلب الوقائي والمدير التنفيذي لـ«معهد جابلز التعليمي» بمدينة ديرفيلد بولاية إلينوي: «إن تناول الأطعمة الغنية بالكولسترول يزيد من نسبة الكولسترول في الدم، عادة بكمية صغيرة. ومن ثم؛ فإن خطر تناول الأطعمة التي تحتوي على كثير من الكولسترول قد لا يكون مرتفعاً كما قد يتوقعه كثيرون، لأن معظم الكولسترول في الدم ينتجه الجسم نفسه في الواقع».
وأشار ديفريز إلى أن مصدر القلق الأكبر هو تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، مثل الزيوت المهدرجة والزبدة واللحوم المصنعة والشوكولاته.
وتابع: «يزيد تناول كثير من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة من إنتاج الجسم للبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، أو الكولسترول الضار (LDL)، والذي يمكن أن يتراكم داخل الشرايين، مما يحد من تدفق الدم إلى القلب والدماغ ويزيد من فرصة الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية».
وأكد ديفريز أن «الدهون المشبعة مسبب أكبر لرفع نسبة الكولسترول في الدم من الكولسترول الغذائي».
وهناك طعام شائع واحد يتعارض مع هذا الاتجاه؛ هو البيض. فالبيض يحتوي على نسبة منخفضة من الدهون المشبعة، ولكنه مرتفع جداً في الكولسترول.
وتحتوي بيضة واحدة كبيرة على 1.6 غرام من الدهون المشبعة، و187 ملليغرام من الكولسترول.
ولم يقرر العلم بشكل واضح ما إذا كان البيض مفيداً أم سيئاً لصحتك. فبعض الدراسات تشير إلى أن تناول البيض يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بينما يؤكد البعض الآخر أنه لا يفعل ذلك.
ولفت العلماء وخبراء الصحة إلى ضرورة النظر إلى طرق خفض الكولسترول في الدم بصورة أكثر منطقية وشمولاً، مؤكدين أن التحكم في مستوى هذه المادة في الجسم يكون باتباع نظام غذائي صحي، لا بالتقليل من الأطعمة الغنية بالكولسترول فقط.