جماعات سودانية مسلحة قلقة من {التلكؤ} في تنفيذ «اتفاقية جوبا»

الترتيبات الأمنية تصطدم بشح التمويل

رئيس الوزراء السوداني يحضر توقيع اتفاقية جوبا في أغسطس الماضي (رويترز)
رئيس الوزراء السوداني يحضر توقيع اتفاقية جوبا في أغسطس الماضي (رويترز)
TT

جماعات سودانية مسلحة قلقة من {التلكؤ} في تنفيذ «اتفاقية جوبا»

رئيس الوزراء السوداني يحضر توقيع اتفاقية جوبا في أغسطس الماضي (رويترز)
رئيس الوزراء السوداني يحضر توقيع اتفاقية جوبا في أغسطس الماضي (رويترز)

عبرت جماعات مسلحة موقعة على اتفاقية السلام مع الحكومة السودانية عن قلقها من التلكؤ في إنفاذ «اتفاقية جوبا»، محذرة من أن يؤدي تراكم العثرات والتحديات التي تواجه إنفاذ الاتفاقية الموقعة بين الحكومة الانتقالية وتحالف «الجبهة الثورية»، إلى تأخير إنفاذ الترتيبات الأمنية التي نصت عليها الاتفاقية.
بيد أن الجبهة الثورية أبدت في الوقت ذاته تفاؤلاً بتجاوز تلك التعقيدات في القريب العاجل لتحقيق أهداف ثورة ديسمبر (كانون الأول) التي أطاحت بحكم الإسلاميين في السودان برئاسة عمر البشير في أبريل (نيسان) 2019.
وقال مسؤل ملف الترتيبات الأمنية في حركة العدل والمساواة السودانية - مسار كردفان – التوم حامد توتو، إن هناك تحديات عديدة تواجه تنفيذ اتفاق السلام، لكنه أعرب عن ثقته في تحقيق تطلعات شعب السودان، وثورته ضد ما أطلق عليه «الظلم والطغيان»، وفقاً لوكالة الأنباء الرسمية «سونا».
ونصت اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة المنضوية تحت لواء «الجبهة الثورية»، في عاصمة جنوب السودان جوبا في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على تطبيق ترتيبات أمنية يتم بموجبها إعادة دمج وتسريح المقاتلين التابعين للحركات المسلحة في القوات النظامية، لكن العملية واجهت صعوبات في التمويل.
وأثناء مخاطبة لقوات الحركة بمنطقة «الطينة» بولاية شمال دارفور أوضح توتو، ويحمل رتبة اللواء في الحركة، أن معاناة أهل «الهامش السوداني» دفعتهم للثورة في وجه «الطغاة الظالمين» لبناء دولة المواطنة والحقوق المتساوية. وحذر المتمرد السابق من استمرار تهميش المواطنين واحتكار الخدمات في المركز، قائلاً: «نقول لكم قاتلتم بشرف، وجئتم للسلام أعزاء مكرمين، وبعد اليوم لن نسمح بالتهميش وقلة الخدمات»، ودعا لتوزيع الثروة بشكل عادل، وتحقيق التنمية المتوازنة في كل السودان، بدون تمييز أو تمايز.
وقال إن حركته بدأت مرحلة جديدة، لإنزال مشروعها في العدالة والمساواة والحكم الفيدرالي، ودعا لتسريع تنفيذ الترتيبات الأمنية والتي يشارك بموجبها من يطلق عليهم أهل الهامش في إدارة الدولة. وشدد على أهمية عودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم والاهتمام بالمرأة، مضيفاً أن «الحركة خصصت نسبة 40 في المائة من المبالغ المتعلقة بالترتيبات الأمنية للمرأة». ويقود حركة العدل والمساواة جبريل إبراهيم، الذي يشغل منصب وزير المالية في الحكومة الانتقالية، وتم تعيينه في المنصب بناءً على قواعد تقاسم السلطة بين الحركات المسلحة والحكومة الانتقالية، وفقاً لما نصت عليه اتفاقية سلام جوبا. ووقع اتفاقية سلام جوبا تحالف الجبهة الثورية، ويضم حركات مسلحة من إقليم دارفور، وجناحاً من الحركة الشعبية لتحرير السودان، ومكونات مدنية وعسكرية أخرى، وقضت بتقاسم السلطة والثروة بين الحركات المسلحة والمدنيين، وباستيعاب المسلحين السابقين في القوات النظامية، وتسريح وإعادة دمج المتبقين في المجتمعات المدنية.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.