حصيلة إصابات قياسية بـ«كوفيد ـ 19» حول العالم

شح الأكسجين يفاقم مأساة الهند... وأوروبا تسجل تقدماً في حملات التطعيم

مريضة «كورونا» تحصل على الأكسجين في سيارة تبرع بها مركز ديني في نيودلهي أمس (أ.ب)
مريضة «كورونا» تحصل على الأكسجين في سيارة تبرع بها مركز ديني في نيودلهي أمس (أ.ب)
TT

حصيلة إصابات قياسية بـ«كوفيد ـ 19» حول العالم

مريضة «كورونا» تحصل على الأكسجين في سيارة تبرع بها مركز ديني في نيودلهي أمس (أ.ب)
مريضة «كورونا» تحصل على الأكسجين في سيارة تبرع بها مركز ديني في نيودلهي أمس (أ.ب)

سجّل العالم عدداً قياسياً يومياً لإصابات «كوفيد - 19»، بلغ أكثر من 893 ألفاً، نظراً بشكل أساسي إلى تفشي فيروس كورونا بشكل واسع في الهند، وفق تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية.
يذكر أن إجمالي عدد الحالات المسجّلة خلال يوم الجمعة، مبني على أرقام رسمية. وبلغ العدد القياسي اليومي السابق 819 ألف إصابة أُعلنت في الثامن من يناير (كانون الثاني). وسُجّل أكثر من ثلث الإصابات في الهند، التي أعلنت 332.730 إصابة جديدة الجمعة و346.786 إصابة السبت، وهي أعداد قياسية أيضاً بالنسبة لبلد واحد منذ ظهر الوباء.
وعلى مدى أسبوع، سجّلت أكثر من 5.5 مليون إصابة في العالم، بينها نحو مليونين في الهند. كما سجّلت الهند عدداً قياسياً للوفيات بلغ 2624 حالة خلال الساعات الـ24 الماضية. وأودى الوباء بنحو 190 ألف شخص بالمجمل في البلاد.
وتسجّل الولايات المتحدة أعلى عدد من الإصابات الجديدة بعد الهند، إذ أعلنت عن 490 ألف حالة خلال أسبوع، تليها البرازيل (459 ألفاً) ومن ثم تركيا (404 آلاف). ويتوقع أن يصل العالم إلى عتبة 150 مليون إصابة الأسبوع المقبل.
- تفاقم معاناة الهند
سجّلت الهند عدداً قياسياً جديداً من الوفيات جراء فيروس كورونا أمس، في حين تحاول الحكومة تأمين الأكسجين للمستشفيات المكتظة. ورغم الحصيلة المعلنة المثيرة للقلق، فإن الخبراء يعتبرون أن الأعداد الفعلية قد تكون أعلى بكثير، وينسبون الموجة الوبائية الجديدة إلى «تحوّر مزدوج» للفيروس وتجمّعات حاشدة مثل مهرجان «كومبه ميلا» الهندوسي الذي جمع الملايين.
في نيودلهي، التي تخضع لإغلاق يستمرّ حتى غد (الاثنين)، أطلقت مستشفيات تعاني نقصاً حاداً في الأكسجين والأدوية، نداءات استغاثة للحكومة كي تؤمن لها بشكل عاجل الأكسجين لمئات المرضى على أجهزة التنفس. وقال المدير الطبي لمستشفى «سور غانغارام» في نيودلهي: «توفي 25 مريضاً خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة. (لم يعد لدينا ما يكفي من) الأكسجين سوى لساعتين فقط (...) من المرجّح حصول أزمة كبيرة. حياة 60 مريضاً آخر معرضة للخطر، هناك ضرورة لتدخل عاجل». ونشر حساب سلسلة مستشفيات «ماكس هيلثكير»، وهي من بين أكبر المستشفيات الخاصة في نيودلهي، على «تويتر»: «نداء استغاثة، هناك إمدادات أكسجين لأقل من ساعة في مستشفى (ماكس سمارت) و(ماكس ساكيت)». وبعد وفاة 22 مريضاً في مستشفى بسبب انقطاع الأكسجين، توفي 13 آخرون الجمعة في مستشفى بضاحية بومباي العاصمة الاقتصادية الهندية.
كما أغلقت دول عدة حدودها أمام الهند، فقد صنّفتها ألمانيا أمس، ضمن فئة الدول ذات الخطر الشديد بدءاً من اليوم (الأحد)، وأوصت الولايات المتحدة بعدم السفر إليها حتى للأشخاص الذين تلقوا اللقاح، كما أن كندا علّقت الجمعة ولمدة 30 يوماً الرحلات المقبلة من الهند وباكستان.
ويثير رصد النسخة المتحوّرة «الهندية» من الفيروس في بلجيكا القلق، حيث ثَبُتت إصابة 21 طالباً هندياً وصلوا منتصف أبريل (نيسان) إلى بلجيكا عبر مطار رواسي الباريسي، بهذه المتحوّرة ووُضعوا في الحجر الصحي. كما أعلنت بريطانيا رصد عشرات حالات الإصابة بالفيروس المتحور.
- قلق في آسيا
وفي حين تُعد الطفرة المسجّلة هذا الأسبوع في آسيا مرتبطة بشكل أساسي بالوضع في الهند، فإن نيبال شهدت أيضاً تفشياً واسعاً للوباء، بارتفاع نسبته 242 في المائة، مع تسجيل 1400 إصابة جديدة يومياً.
وقبل ثلاثة أشهر من موعد استضافة الألعاب الأولمبية، تثير اليابان القلق أيضاً. فقد فُرضت حالة الطوارئ في طوكيو وثلاث مناطق أخرى بدءاً من اليوم (الأحد) وحتى 11 مايو (أيار)، وفق ما أعلن رئيس الوزراء يوسيهيدي سوغا.
ويؤجج بطء حملة التلقيح الشكوك في قدرة اليابان على تنظيم الألعاب الأولمبية قبل أقل من مائة يوم من موعدها، إذ لم يتلقَّ سوى 1.5 مليون شخص جرعة أولى حتى الأربعاء، فيما تلقى 827 ألفاً جرعتين، أي أقل من 0.7 في المائة من السكان.
- تقدم حملات التلقيح
وأودى الوباء بحياة 3073969 شخصاً في العالم منذ أن أبلغ مكتب منظمة الصحة العالمية في الصين عن ظهور المرض في نهاية ديسمبر (كانون الأول) 2019، بحسب حصيلة وكالة الصحافة الفرنسية.
غير أن حملات التلقيح بدأت تعطي ثمارها في دول أخرى، كما في الولايات المتحدة، حيث تمّ تجاوز عتبة مائتي مليون جرعة الأربعاء.
وهناك تقدم أيضاً في مجال التلقيح في أوروبا، حيث أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين الجمعة، أنها تأمل في أن يتم بحلول يوليو (تموز) بلوغ هدف تلقيح 70 في المائة من البالغين في الاتحاد الأوروبي، الذي كان متوقعاً في سبتمبر (أيلول).
من جهتها، أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية بعد دراسة جديدة أنّ فوائد لقاح أسترازينيكا ضد فيروس كورونا تزداد مع ارتفاع سن متلقيه، وهي لا تزال تفوق المخاطر على غرار التعرّض لتجلطات دموية. وأضافت أنّ «فوائد فاكسزفريا (اسم لقاح أسترازينيكا) تفوق المخاطر عند البالغين من جميع الفئات العمرية».
- نسخة «محسنة» من لقاح «فايزر»
تستعد شركة «فايزر» لإنتاج نسخة من لقاحها المضاد لفيروس كورونا يمكن تخزينها لأشهر في درجة حرارة ثلاجة حفظ الأدوية الكلاسيكية، بدلاً من -70 درجة حالياً هذا الصيف، وفق ما أكد رئيسها التنفيذي ألبير بورلا في حوار مع وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال رئيس شركة الأدوية الأميركية العملاقة إنه «متفائل» بشأن قدرة المصل على مواجهة المتحور الهندي، ودافع عن السياسة السعرية التي تعتمدها الشركة.
وقال بورلا: «لدينا بيانات عن المتحور البريطاني المنتشر على سبيل المثال في إسرائيل وتبلغ فاعلية اللقاح ضدها 97 في المائة. في جنوب أفريقيا، اللقاح فعال ضد المتحور المحلي بنسبة 100 في المائة. وتظهر البيانات من البرازيل أنه يؤمن على نحو جيد جداً التحصين ضد المتحور البرازيلي».
وتابع أنه بالنسبة للمتحور الجديد الذي رُصد في الهند «ليس لدينا أي بيانات، لكنني متفائل بشأن قدرتنا على السيطرة عليه».
وحول النسخة الجديدة من لقاح «كورونا»، قال بورلا: «نعمل على تركيبة أخرى محسّنة بشكل كبير يمكن معها توفير اللقاح مخففاً وجاهزاً للاستخدام. سيكون بالإمكان تخزينه لمدة شهرين إلى ثلاثة أشهر في الثلاجة في حرارة درجتين إلى ثماني درجات، بالإضافة إلى شهرين أو ثلاثة أشهر في مبردات الأدوية التقليدية. نتوقع أن نتوصل إلى ذلك هذا الصيف».


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.