مواجهات ليلية في القدس الشرقية غداة أعنف اشتباكات منذ سنوات

واشنطن أبدت «قلقها» وأدانت خطاب «الكراهية»

الشرطة الإسرائيلية تعمل على تفريق متظاهرين فلسطينيين في القدس (أ.ف.ب)
الشرطة الإسرائيلية تعمل على تفريق متظاهرين فلسطينيين في القدس (أ.ف.ب)
TT

مواجهات ليلية في القدس الشرقية غداة أعنف اشتباكات منذ سنوات

الشرطة الإسرائيلية تعمل على تفريق متظاهرين فلسطينيين في القدس (أ.ف.ب)
الشرطة الإسرائيلية تعمل على تفريق متظاهرين فلسطينيين في القدس (أ.ف.ب)

دارت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية ومتظاهرين فلسطينيين في القدس الشرقية، مساء أمس (الجمعة)، غداة إصابة أكثر من مائة فلسطيني وعشرين شرطياً إسرائيلياً بجروح، في اشتباكات هي الأعنف منذ سنوات في المدينة المقدّسة، وأعقبت مسيرة نظّمها يهود متشدّدون في القدس الغربية، أطلقوا خلالها هتافات معادية للعرب، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
واندلعت المواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية التي نشرت تعزيزات أمنية ضخمة في ضواحي البلدة القديمة، في أعقاب الاشتباكات التي دارت في الليلة الماضية.
وفي ختام نهار اتّسم بالهدوء، خرج مساء أمس آلاف المصلّين من المسجد الأقصى حيث أدّوا صلاة العشاء، ليجدوا أنفسهم وسط أجواء متوترة، في ظلّ وجود عشرات من عناصر الشرطة المسلّحين يؤازرهم عناصر من الخيّالة، بحسب ما أفاد به صحافي في «وكالة الصحافة الفرنسية».

وما لبثت أن دارت مواجهات بين الطرفين؛ إذ ألقى المتظاهرون قوارير مياه على عناصر الشرطة الذين ردّوا عليهم بإطلاق القنابل الصوتية في محاولة لتفريقهم.

وعند معبر قلنديا الذي يصل بين القدس ورام الله، تجمّع مئات الفلسطينيين، مساء أمس، بحسب الشرطة الإسرائيلية التي قالت إن عناصرها «سيتصرفون بحزم وصرامة في مواجهة أي محاولة لزعزعة النظام العام».
كما أعلنت الشرطة الإسرائيلية أنّ فلسطينيين ألقوا حجارة وزجاجات حارقة على قبر راحيل، وهو موقع يهودي مقدّس في بيت لحم بالضفّة الغربية المحتلة.
وليل الخميس - الجمعة، أصيب أكثر من مائة فلسطيني وعشرين شرطياً إسرائيلياً بجروح، في اشتباكات دارت بين الطرفين في القدس الشرقية، وأعقبت مسيرة نظّمها يهود متشدّدون.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنّ 105 فلسطينيين على الأقل جُرحوا، نقل نحو عشرين منهم إلى المستشفى، بينما ذكرت الشرطة الإسرائيلية أنها أحصت عشرين جريحاً في صفوفها.
من جهتها، أبدت الولايات المتّحدة، أمس، «قلقها العميق» إزاء «تصعيد العنف في القدس»، مؤكّدة إدانتها خطاب «الكراهية»، بعد أن أطلق يهود متشدّدون هتافات مناهضة للفلسطينيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس في تغريدة على «تويتر»: «نشعر بقلق عميق إزاء تصعيد العنف في القدس»، داعياً إلى «رفض خطاب المتظاهرين المتطرّفين الذين يردّدون شعارات تنمّ عن كراهية وعنف».
وأضاف: «ندعو إلى الهدوء والوحدة، ونحضّ السلطات على ضمان سلامة الجميع في القدس وأمنهم وحقوقهم».
وتعود آخر صدامات كبيرة بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية إلى أغسطس (آب) 2019، عندما تزامن عيد الأضحى مع احتفال يوم التاسع من أغسطس (آب) اليهودي. وأسفرت عن جرح نحو ستين فلسطينياً في ساحات المسجد الأقصى.
واندلعت الاشتباكات مساء الخميس عند مدخل البلدة القديمة في القدس، حيث كانت الشرطة الإسرائيلية نشرت مئات العناصر لمواكبة مسيرة نظّمتها في القدس الغربية حركة «لاهافا» (لهب) اليهودية اليمينية المتطرّفة.
ومنعت الشرطة وصول المشاركين في المسيرة الذين كانوا يهتفون: «الموت للعرب»، إلى بعض المناطق التي يتجمع فيها الفلسطينيون عادة بأعداد كبيرة خلال شهر رمضان.
ونظّم شبّان فلسطينيون، بعد صلاة العشاء والتراويح في القدس الشرقية المحتلة مظاهرة مضادّة للاحتجاج على تلك المسيرة التي اعتبروها استفزازية. وما لبثت أن اندلعت صدامات بينهم وبين عناصر الشرطة، استمرت حتى فجر أمس.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.