بايرن ميونيخ على موعد مع التتويج بلقب تاسع للدوري الألماني على التوالي

ليفاندوفسكي يعود لصفوف بايرن بعد شفائه من الإصابة مع منتخب بولندا (رويترز)
ليفاندوفسكي يعود لصفوف بايرن بعد شفائه من الإصابة مع منتخب بولندا (رويترز)
TT
20

بايرن ميونيخ على موعد مع التتويج بلقب تاسع للدوري الألماني على التوالي

ليفاندوفسكي يعود لصفوف بايرن بعد شفائه من الإصابة مع منتخب بولندا (رويترز)
ليفاندوفسكي يعود لصفوف بايرن بعد شفائه من الإصابة مع منتخب بولندا (رويترز)

يتطلع فريق بايرن ميونيخ لحسم التتويج بلقبه التاسع على التوالي في الدوري الألماني لكرة القدم (بوندسليغا) عندما يواجه فريق ماينز، اليوم، في الجولة الحادية والثلاثين من المسابقة، ويبدو أن بايرن سيعتمد على روبرت ليفاندوفسكي في تلك المباراة بعد شفائه من الإصابة. في المقابل، سيكون بوروسيا دورتموند على موعد مع مباراة مهمة أمام مضيفه فولفسبورغ في ذات اليوم أيضا، وذلك في محاولة لحجز مكان يؤهله للعب في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
ويحل بايرن ضيفاً على ماينز، وهو يتصدر جدول الترتيب برصيد 71 نقطة، بفارق عشر نقاط أمام لايبزغ مع تبقي أربع جولات على نهاية المسابقة. وسيضمن بايرن التتويج باللقب إذا حقق الفوز، أو إذا حقق نتيجة مشابهة لنتيجة لايبزغ في مباراته أمام شتوتغرت غداً. وتحت القمة مباشرة، هناك مباراتان حاسمتان في صراع الحصول على مراكز مؤهلة للعب في أوروبا، حيث يلتقي بوروسيا دورتموند، صاحب المركز الخامس مع فولفسبورغ، صاحب المركز الثالث، ويلعب آينتراخت فرانكفورت، صاحب المركز الرابع، مع باير ليفركوزن، صاحب المركز السادس.
وتغلب بايرن ميونيخ على ليفركوزن 2 / صفر، الثلاثاء، ولم تظهر أي بوادر للفوضى في أعقاب إعلان هانسي فليك، مدرب بايرن، عن رغبته في الرحيل بنهاية الموسم الحالي. وقال ليون غوريتسكا: «ما يجعلنا نتحرك هو أننا نريد الفوز بكل مباراة»، وأضاف غوشوا كيميتش: «نريد الفوز باللقب ونحن قريبون للغاية. هذا هو طموحنا». وقال فليك ببساطة: «نريد أن ننهي الأمر يوم السبت».
العودة الوشيكة لليفاندوفسكي من الإصابة التي تعرض لها في الركبة ينبغي أن تعطي الفريق دفعة كبيرة. وقال فليك إنه يتمنى أن يتمكن ليفاندوفسكي من العودة أمام ماينز. وسيكون المهاجم البولندي متعطشاً لتسجيل الأهداف، حيث إنه سجل 35 هدفاً هذا الموسم ويحتاج إلى خمسة أهداف فقط ليعادل رقم أكثر لاعب تسجيلاً للأهداف في موسم واحد بالبوندسليغا، والمسجل باسم جيرد مولر، الذي سجل 40 هدفاً في موسم 1971 / 1972.
ويعود أيضاً الجناح سيرغ نابري من الإصابة بفيروس كورونا، ومن الممكن أن يشارك أمام ماينز، الذي حقق انتعاشة استثنائية من خلال عدم خسارة أي مباراة في آخر ست مواجهات، والتي بسببها ابتعد الفريق عن المنطقة المهددة بالهبوط بفارق خمس نقاط، علماً بأن لديه مباراة مؤجلة.
في الوقت نفسه، يبدو أن دورتموند عاد لمستواه بعد فترة من النجاحات والإخفاقات في الموسم، ويعد الوصول إلى دوري الأبطال أمراً حاسماً بالنسبة للفريق لمنع إيرلينغ هالاند و/أو الجناح جادون سانشو من الرحيل عن الفريق في الصيف المقبل. وحقق الفريق الفوز في آخر ثلاث مباريات، ولكنه ما زال يبتعد بفارق أربع نقاط عن المربع الذهبي، ويعلم اللاعب الشاب جود بيلينغهام ما ينتظر الفريق على المحك في المباراة أمام فولفسبورغ، بطل الدوري في عام 2009، الذي يقدم موسماً مذهلاً حالياً. وقال: «بالطبع نريد أن نواصل تقديم أدائنا الجيد أمام فولفسبورغ. إنها مباراة حاسمة بكل وضوح. أظهرنا أن بإمكاننا أن نكون جيدين في المباريات الكبرى، ونريد أن نظهر هذا مرة أخرى يوم السبت».
ويلعب اليوم فرايبورغ مع هوفنهايم، ويونيون برلين مع فيردر بريمن، فيما يلعب غداً بوروسيا مونشنغلادباخ مع أرمينيا بيلفيد.



من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
TT
20

من الشغف إلى الاحتراف... الألعاب الإلكترونية في المغرب تلفت الانتباه

الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)
الألعاب الإلكترونية تجذب الشباب والفتيات في المغرب (أرشيفية - رويترز)

 

انتشرت الألعاب الإلكترونية في المغرب، لا سيما بين الشبان، كوسيلة للترفيه، وقضاء الوقت، لكن سرعة تطور هذه الألعاب شكلت لدى الدولة والمؤسسات المعنية رؤية أوسع بشأن أهمية هذا القطاع، وسبل الاستفادة منه، وتحويله لقطاع جاذب للاستثمار.

ومن بين النماذج الواعدة التي حققت خطوات ملموسة في هذا المجال أنس موسى (21 عاماً) ابن مدينة الحسيمة الساحلية الذي بدأ هاوياً قبل سنوات قليلة حتى استطاع أن يصل إلى نهائي كأس العالم لكرة القدم الإلكترونية 2024 في الرياض.

كذلك نجحت ابتسام فرحان، التي نشأت في حي شعبي بالدار البيضاء، في تحقيق منجز مغربي بمجال الألعاب الإلكترونية حين فازت بالمركز الأول في بطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية التي أقيمت في ليبيا شهر أغسطس (آب) الماضي.

وقالت ابتسام لوكالة (رويترز) للأنباء: «قرار الاحتراف جاء بشكل طبيعي بعدما لاحظت أنني قادرة على المنافسة في مستويات عالية، كنت دائماً أبحث عن التحديات، وعندما بدأت في تحقيق نتائج جيدة في البطولات، شعرت بأن هذا المجال يمكن أن يكون أكثر من مجرد هواية».

هذا الشغف المتزايد تردد صداه في أروقة المؤسسات والوزارات المعنية التي شرعت في وضع القواعد التنظيمية، وإقامة البطولات المحلية، وتأسيس منتخبات وطنية، مع الانفتاح على الاستثمار في البنى التحتية لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي للألعاب الإلكترونية، ليس على مستوى الممارسة فحسب، بل في مجال الابتكار، والبرمجة.

وفي هذا الصدد، تقول نسرين السويسي، المسؤولة عن تطوير صناعة الألعاب الإلكترونية بوزارة الشباب والثقافة والتواصل: «هذا الشغف ليس مجرد ظاهرة مؤقتة كما يعتقد البعض، بل هو تعبير عن جيل يبحث عن هوية رقمية خاصة به، سواء من خلال اللعب التنافسي الذي يجمع الملايين، أو من خلال الإبداع في تطوير الألعاب». وأضافت: «دورنا هو تحويل هذا الحماس إلى فرص عمل، وإنجازات ملموسة من خلال توفير البنية التحتية، والتدريب اللازم لهم ليصبحوا جزءاً من هذه الصناعة».

مبادرات حكومية

وتشيد نسرين بالمبادرات التي أطلقتها الدولة لدعم القطاع الناشئ، ومنها مشروع (مدينة الألعاب الإلكترونية) في الرباط الذي بدأ في الآونة الأخيرة بالشراكة مع فرنسا بهدف توفير منصات تدريبية وإبداعية حديثة، وخلق بيئة متكاملة لدعم صناعة وتطوير الألعاب.

وتستطرد قائلة: «نحن لا نبني مدينة الألعاب على أنه مجرد مبنى، أو مشروع عقاري، بل إنه جزء من استراتيجية متكاملة لتحويل المغرب إلى مركز إقليمي وعالمي في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث ستكون هذه المدينة فضاء شاملاً يضم استوديوهات تطوير متطورة، ومساحات عمل مشتركة للمبرمجين، وورش عمل لمصممي الغرافيكس، وكتاب السيناريوهات، بهدف خلق 6000 فرصة عمل بحلول 2030، وإنتاج ألعاب بجودة عالمية تنافس في الأسواق الدولية، وتضع المغرب على الخريطة العالمية».

وتشرف نسرين أيضاً على (معرض المغرب لصناعة الألعاب الإلكترونية) الذي انطلق لأول مرة العام الماضي وجذب 250 مشاركاً في نسخته الأولى، لكن هذا العدد ارتفع إلى أربعة أمثال في النسخة الثانية، مما عكس اهتماماً متزايداً من المطورين المحليين والشركات الدولية.

قاعدة أوسع

تعمل الجامعة الملكية المغربية للألعاب الإلكترونية على تعزيز الجانب التنافسي بقيادة حسناء الزومي التي تقول إن «الاهتمام بالرياضات الإلكترونية في المغرب شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث لاحظنا زيادة كبيرة في عدد اللاعبين، والمسابقات، والجمهور الذي يتابع هذه الفعاليات، سواء بشكل مباشر، أو عبر الإنترنت».

وأوضحت أن بطولات مثل «البطولة» و«الدوري» نمت بشكل كبير، حيث ارتفع عدد المشاركين في «الدوري» من 180 لاعباً و21 جمعية إلى أكثر من 1200 لاعب و51 جمعية، مع زيادة الألعاب من اثنتين إلى سبع.

كما ترى اللاعبة ابتسام فرحان أن الألعاب الإلكترونية تتيح الفرصة للفتيات لإبراز إمكاناتهن، إذ تقول إن «مستقبل الرياضات الإلكترونية للنساء في المغرب واعد جداً، خاصة مع تزايد عدد اللاعبات المشاركات في البطولات المحلية والدولية».

وتعتبر أن فوزها ببطولة البحر المتوسط للرياضات الإلكترونية لم يكن مجرد إنجاز شخصي، بل بداية لتحفيز جيل جديد من اللاعبات إذ تسعى إلى تغيير الصورة النمطية للمرأة في الألعاب وتصبح نموذجاً يلهم الفتيات الأخريات لاقتحام هذا المجال.

الجانب الثقافي للألعاب

ولا تجذب الألعاب الإلكترونية اللاعبات في المغرب فحسب، بل اقتحمت الفتيات مجال البرمجة، والتصميم، ومنهن سلمى محضر التي تحلم بصنع ألعاب تعكس الروح والهوية المغربية.

وقالت سلمى: «لدينا اهتمام العديد من الشبان المغاربة الذين يريدون تحويل شغفهم إلى مهنة في تطوير الألعاب، أو ببساطة تعلم مهارات إنشاء ألعاب الفيديو، مما دفعهم للانضمام إلى مجتمعات تطوير الألعاب المخصصة، مثل مجموعة (مطوري الألعاب المغاربة)، مما أظهر أن المزيد من الشبان مهتمون بصناعة الألعاب، وليس فقط لعبها». وأضافت: «من تجربتي الشخصية، تمكنت من التعرف أكثر على جغرافية وتاريخ العديد من الدول، وأرى كيف يمكن للألعاب المغربية أن تتناسب مع هذه الصورة باستخدام ثقافتنا الجميلة، وتاريخنا الغني، وجمالنا المحلي في الألعاب».

وتابعت قائلة: «لماذا لا ننشئ لعبة عن عمارتنا في المدن القديمة مثل مراكش وفاس المعروفة بتصاميمها التفصيلية، والأسواق الملونة، والمعالم التاريخية، حيث يتبع اللاعب قصة جيدة بينما يزور أماكن تاريخية مثل مسجد الكتبية، ساحة جامع الفنا، قصر الباهية في مراكش، وجامعة القرويين، المدينة، والمدرسة البوعنانية في فاس».

وختمت بالقول: «لضمان نجاح عالمي للعبة... يجب أن تتابع اتجاهات الألعاب الحديثة، ما هو جديد في الصناعة، وتستمع إلى آراء اللاعبين في كل مراجعة للعبة لفهم ما حدث من خطأ، أو ما حدث بشكل صحيح... ببساطة، يجب أن تكون شخصاً مبدعاً، تحليلياً، صبوراً ومتفهماً».

سوق واعد

وبحسب التقديرات الرسمية تبلغ قيمة سوق الألعاب المغربية 2.24 مليار درهم (نحو 230 مليون دولار)، مع التطلع لمضاعفة هذه القيمة إلى خمسة مليارات درهم بحلول 2023.

ورغم التطور السريع، والانتشار الواسع للألعاب الإلكترونية في المغرب، فإن ثمة تحديات تواجه القطاع الواعد من وجهة نظر المتخصصين.

ويقول الإعلامي المتخصص في الألعاب والرياضات الإلكترونية الطيب جبوج إن البنية التحتية للإنترنت في المغرب شهدت تطوراً كبيراً في السنوات القليلة الماضية، لا سيما في المدن الكبرى، مثل الدار البيضاء، والرباط، ومراكش، لكن لا تزال هناك تفاوتات في المناطق الريفية، أو الأقل تطوراً.

وأضاف أنه من أجل تحقيق نتائج أفضل مستقبلاً يحتاج الأمر إلى تعزيز البنية التحتية الرقمية، وتشجيع تدريب المواهب، والاستثمار في التدريب، والبحث، وإقامة أحداث رياضية إلكترونية منظمة تسمح بتوحيد مجتمع يتزايد عدده باستمرار.