معاناة رمضان تقلّب مواجع صنعاء تحت سيطرة الحوثيين

اتهامات للجماعة بتحويل البلاد إلى إقطاعية إيرانية

شاب يمني يعمل بنقل بضائع المتسوقين في أحد الأسواق وسط صنعاء (إ.ب.أ)
شاب يمني يعمل بنقل بضائع المتسوقين في أحد الأسواق وسط صنعاء (إ.ب.أ)
TT

معاناة رمضان تقلّب مواجع صنعاء تحت سيطرة الحوثيين

شاب يمني يعمل بنقل بضائع المتسوقين في أحد الأسواق وسط صنعاء (إ.ب.أ)
شاب يمني يعمل بنقل بضائع المتسوقين في أحد الأسواق وسط صنعاء (إ.ب.أ)

«لم تعد صنعاء كما كانت عليه قبل الانقلاب، إذ لا مقومات للعيش فيها، لا رواتب، لا غاز، لا كهرباء، لا ماء، لا مساعدات، لا شيء يُذكر على أرض الواقع سوى آلة النهب الحوثية». بتلك العبارات اختصر أبو مالك السعدي، وهو موظف حكومي بصنعاء، معاناته والملايين من سكان العاصمة في ظل حكم وسيطرة الميليشيات الحوثية.
وحسب السعدي: «فمنذ أن أحكمت الجماعة قبضتها على مفاصل الدولة في صنعاء ومدن أخرى تحولت عاصمتنا التي اشتهرت سابقاً بعاصمة كل اليمنيين إلى ما يشبه الإقطاعية الإيرانية التي يملكها حصراً أقارب زعيم الجماعة والمنتمين إلى سلالته، حيث تسرح وتمرح تلك الميليشيات وتقتل وتنهب كيفما تشاء ودون حسيب أو رقيب».
يعجز الموظف الحكومي عن توفير أدنى المتطلبات الرمضانية الضرورية لأسرته المكونة من خمسة أولاد بسبب استمرار انقطاع رواتبه، ويقول: «لم نرَ المجاعة والفقر والحرمان والأمراض والأوبئة إلا في الفترة التي أعقبت سنوات الانقلاب». مشبهاً في ذات الوقت تلك الفترة بـ«السبع العجاف».
السعدي واحد من نحو 15 مليون يمني يعيشون في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية حيث باتوا يعيشون أوضاعاً مأساوية منذ الفترة التي أعقبت 2014 وهي الفترة التي انقلبت فيها الجماعة على التوافق الوطني واجتاحت العاصمة ومدناً أخرى وسخّرت كل مدخرات اليمنيين وإمكانات دولتهم لصالح بسط سيطرتها ونفوذها على ما تبقى من المناطق اليمنية.
ويتحدث مواطن سبعيني آخر يقطن ذات العاصمة لـ«الشرق الأوسط» والألم يعتصره، قائلاً: «لنا سبع سنوات من اجتياح الحوثي صنعاء لم نعرف طعم الحياة ولا مذاق الساعات والأيام والشهور والسنوات كما كنّا نعهد ذلك».
ويضيف المواطن الذي اكتفى بالترميز لاسمه بـ(ن. ح): «لم يترك لنا الحوثي ومشرفوه وميليشياته في صنعاء شيئاً نفرح به أو حتى نسعد من أجله، فالغاز معدوم والمشتقات النفطية معدومة والأسعار مرتفعة والمعاشات منهوبة وجرائم القتل والسرقة والنهب والاختطاف منتشرة في كل منطقة ومكان بصنعاء، والشوارع والطرقات وأبواب الأسواق والمساجد تعجّ بالمتسولين الذين ضاق بهم الحال كبقية سكان صنعاء نتيجة جبروت وتكبّر وبطش الجماعة».
ويتابع الرجل السبعيني حديثه عن الصورة السوداوية لحكم الجماعة الانقلابية ويقول: «في ظل حكم الجماعة وسيطرتها على العاصمة صنعاء لم تعد هناك حرمة للدماء ولا للممتلكات ولا الأموال، فكم من شخص قُتل ظلماً، وآخر اعتُقل بعد اقتحام متجره، وغيره طُرد من منزله وشُردت أسرته من دون أي أسباب سوى أنها وسيلة اعتادت الجماعة على ممارستها بحق سكان صنعاء في كل وقت وحين».
ونتيجة للتدمير الحوثي المنظم على مدى سنوات الانقلاب الفائتة لكل مقومات الاقتصاد اليمني ونهبها المتكرر لجميع موارد ومقدرات الدولة، حدث انهيار كبير ومتسارع في قيمة العملة المحلية (الريال) أمام العملات الأجنبية، ورافق ذلك ارتفاع غير مبرَّر في الأسعار، واختفاء المواد الأساسية وغياب الخدمات، ما ضاعف من معاناة اليمنيين، وأسهم في تدني قدرتهم الشرائية، حسبما يؤكد يمنيون تحدثوا لـ«الشرق الأوسط».
من جهته يستفيض في الحديث بائع «رواني»، وهي حلوى يمنية، لـ«الشرق الأوسط»، عن المحنة التي بات يعانيها ومعه كثير من المواطنين في العاصمة في ظل الوضع المعيشي الصعب لأغلب السكان والذي انعكس بشكل مباشر عليه وعلى زملائه من أصحاب المحال والمهن التجارية المختلفة.
ويقول الخبير منذ سنوات في إنتاج وصناعة الحلوى المحلية في صنعاء: «إن الفقر المدقع والبطالة وانقطاع الرواتب وغيرها من العوامل الرئيسية الأخرى عملت بشكل كبير على تراجع إقبال الناس على شراء مختلف أنواع الحلويات بشكل كبير».
ويشير إلى أنه كان في مثل هذه الأيام الرمضانية في فترات ما قبل الانقلاب يستعين بعدد من العمال الإضافيين ليساعدوه في تلبية طلبات الزبائن الذين تزداد أعدادهم يوماً بعد آخر خلال رمضان وغيره، لكن ذلك كله انتهى تماماً مع بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة بانقلابها المشؤوم، مشيراً إلى استمرار فشله في بيع ما ينتجه من الحلويات بعد أن كانت تشهد رواجاً وإقبالاً كبيراً من سكان صنعاء.
وعزا صانع الحلوى أسباب التراجع الشرائي إلى قلة الدخل التي جعلت من غالبية السكان في العاصمة يكتفون بشراء احتياجات رمضان الضرورية لأسرهم دون غيرها من المواد والمقتنيات الأخرى.
ونظراً لصعوبة الأوضاع المعيشية والحياتية التي لا تزال تعصف بملايين اليمنيين في صنعاء ومناطق أخرى تحت سيطرة الجماعة، تحدث عدد من اليمنيين لـ«الشرق الأوسط» عن بعض أوجاعهم ومن بينها ارتفاع الأسعار ونسب الجوع والفقر والبطالة وانعدام الخدمات الأساسية وانقطاع المساعدات الإنسانية الأممية عقب استيلاء الجماعة عليها والمتاجرة بها، في استغلال واضح لظروفهم.
ولفت البعض منهم إلى استمرار الجماعة في مصادرة رواتب الموظفين وفرضها المئات من حملات الجباية والإتاوات غير القانونية وافتعالها بشكل متعمد لمئات الأزمات في الأسواق المحلية.
وتأتي تلك السلسلة التي لا حصر لها من الأوجاع والمعاناة التي خلّفتها الجماعة الحوثية بحق ملايين اليمنيين في وقت تؤكد فيه أحدث الإحصاءات والتقارير الأممية والمحلية أن نحو 80% من اليمنيين بحاجة اليوم إلى نوع من المساعدات الإنسانية.
كان تقرير أممي قد كشف في وقت سابق أن 66% من سكان اليمن بحاجة إلى المساعدة أو الحماية، منهم 12 مليون شخص بحاجة ماسّة إلى المساعدة، و16 مليوناً يعانون من الجوع.
وحسب تقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، فإن 5 ملايين شخص يواجهون ظروفاً طارئة في ظل الأزمة الإنسانية التي تعد الأسوأ في العالم.
وذكر التقرير أنه من المتوقع أن يزداد الوضع تدهوراً وتزداد شدة الاحتياجات خلال العام الجاري، ما لم تكن هناك تهدئة للصراع وتحسن الاقتصاد والتمويل ومكافحة فيروس «كورونا»، الذي فرض ضغوطاً إضافية وأدى إلى سوء الخدمات الصحية مع انتشار أمراض أخرى مثل الكوليرا وحمى الضنك وغيرها.
وكان فيليب دوميل، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» في اليمن، قد قال إن «نحو 2.3 مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن من المتوقع أن يعانوا من سوء التغذية الحاد هذا العام».
وحذرت وكالات أممية من أن هذه الأرقام من بين الأعلى لمستويات سوء التغذية الحاد الوخيم المسجلة في اليمن منذ عام 2015.
وأشارت إلى أن العديد من العائلات تضطر إلى تقليل كمية أو جودة الطعام الذي يأكلونه، وفي بعض الحالات تضطر العائلات إلى القيام بالأمرين معاً.
ولفتت إلى أن من بين المحافظات الأكثر تضرراً العاصمة صنعاء ومحافظات حجة والحديدة وتعز الضالع.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.