أدلة جديدة على «تعمّد» إيران إسقاط الطائرة الأوكرانية

«الحرس» تعاون مع الدفاع الجوي في تطوير تقنية للتشويش الإلكتروني

الطائرة الأوكرانية التي سقطت في يناير 2020 جنوب غربي طهران (أ.ب)
الطائرة الأوكرانية التي سقطت في يناير 2020 جنوب غربي طهران (أ.ب)
TT

أدلة جديدة على «تعمّد» إيران إسقاط الطائرة الأوكرانية

الطائرة الأوكرانية التي سقطت في يناير 2020 جنوب غربي طهران (أ.ب)
الطائرة الأوكرانية التي سقطت في يناير 2020 جنوب غربي طهران (أ.ب)

ظهرت أدلة دامغة جديدة تشير إلى أن حادثة إسقاط رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية 752 من قبل قوات الحرس الثوري الإيراني، لم تكن على سبيل الخطأ بأي حال من الأحوال، وإنما عمل متعمد مقصود. وخلص محققو السلامة من هيئة الطيران المدني الإيرانية إلى أن طائرة الركاب المنكوبة من طراز «بوينغ 737 - 800» قد أُسقطت عن طريق الخطأ في يناير (كانون الثاني) 2020، بعد وقوع خطأ في التحديد من قبل إحدى وحدات الدفاع الجوي الإيرانية التي اعتبرت الطائرة المدنية هدفاً معادياً وتعاملت معها على هذا الأساس. ولقد لقي كل ركاب الطائرة رفقة أفراد الطاقم مصرعهم والذين بلغ عددهم 176 راكباً في الحادثة.
ومنذ اليوم الأول لوقوع الحادثة، عكف خبير الطيران الكندي أندريه ميلنيه من شركة «يونيكورن إيروسبيس» على التحقيق في الأمر، فيما تستعين كورينياك، وهي المدعية العامة في قضايا مكافحة الإرهاب في أوكرانيا، بشهادته والأدلة التي توصل إليها في الوقوف على ما إذا كانت هناك أسباب وجيهة تدعو إلى رفع دعوى قضائية دولية بحق الحكومة الإيرانية أمام المحكمة العالمية للجرائم ضد الإنسانية في حادثة إسقاط طائرة رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية 752.
ويصف ميلنيه، وفق ما ذكرته نقلاً عن مجلة «كينغ ويكلي سينتينال» الكندية، الأمر بأنه هجوم متعمد مع سبق الإصرار بواسطة قذيفتين صاروخيتين من طراز «سام» على رحلة الخطوط الجوية الدولية الأوكرانية 752 بعد إقلاعها خارج أجواء العاصمة طهران. وكان الغرض من وراء الهجوم الإيراني يتمثل في تعطيل ضربة عسكرية أميركية مضادة ومحتملة ضد إيران من خلال إقامة درع بشري تلقائي يتألف من عشرات المسؤولين الحكوميين الأجانب الذين شرعوا في السفر إلى إيران بعد مرور 5 ساعات فقط من الهجوم بصاروخ «سام» من قبل الحرس الثوري الإيراني ضد تمركز القوات الأميركية والكندية في العراق.
وبعد الاطلاع على التقرير النهائي الصادر عن المجلس الإيراني للتحقيق في حوادث الطائرات، خلص ميلنيه إلى وجود دلائل تؤكد أن الحرس الثوري الإيراني قد تعمد نشر تقانات التشويش بالحرب الإلكترونية بالتنسيق المباشر مع وحدة «تور إم 1» للدفاع الجوي الإيراني والمسؤولة عن إطلاق الصاروخين اللذين تسببا في إسقاط طائرة الركاب المدنية الأوكرانية.
وقال ميلنيه في إفادته: «شرع الحرس الثوري الإيراني في وقت واحد بحجب ترددات البث لأجهزة إرسال نظام التموضع العالمي الملاحية عبر الأقمار الصناعية مع التشويش على محدد مواقع الطوارئ للطائرة الأوكرانية. واستمر التشويش حتى تمكن الحرس الثوري من الوصول إلى موقع سقوط الطائرة للعمل على تعطيل محدد مواقع الطوارئ فعلياً إثر البدء في بثه الإشارات إلى شبكة الأقمار الصناعية العالمية للطوارئ في الثانية نفسها التي شهدت إطلاق الصاروخ الإيراني الأول».
رفع ميلنيه النتائج التي توصل إليها مباشرة إلى وزير العدل الأوكراني، مستشهداً فيها بنصوص التسجيلات الصوتية لقُمرة القيادة التي تضم الطيارين الذين انتابهم قلق بالغ على الفور من فقدان نظام التموضع العالمي، وذلك قبل تعرض الطائرة للصاروخ الأول من قوات الحرس الثوري الإيراني. وأشار في إفادته أيضاً: «نظراً للخبرات الطويلة التي يملكها الحرس الثوري الإيراني في تنسيق أعمال الحرب الإلكترونية عند التشويش على نظام التموضع العالمي ضد السفن في الخليج العربي كجزء من عمليات القرصنة المنظمة، فإنه من المثير للقلق البالغ، وإنما ليس من المستغرب على الإطلاق، أن يستعين الحرس الثوري الإيراني بنظام التموضع العالمي وأجهزة التشويش على الأقمار الصناعية ضد طائرة الركاب المدنية الأوكرانية حال التخطيط المنسق للهجوم الصاروخي على الطائرة».
وأضاف أيضاً أنه كانت هناك 4 رحلات جوية مدنية منفصلة تغادر المطار نفسه قد دخلت ضمن مجال الكشف الراداري البالغ طوله 25 كيلومتراً للقذيفة الصاروخية «سام». وترسل كل الطائرات المدنية إشارات الاستقبال والإرسال للتعريف بنفسها. ولقد لاحظ ميلنيه أنه قد جرى إرسال ما لا يقل عن 168 إشارة، واكتشافها، وتحديدها خلال هذا الوقت. ودخلت الطائرة الأوكرانية المنكوبة إلى المجال نفسه، ثم بثت ما لا يقل عن 18 إشارة للتعريف بنفسها، وكان من الممكن بسهولة اكتشاف هذه الإشارات وتحديدها على أنها كلها صادرة من طائرة ركاب مدنية من قبل وحدة الدفاع الجوي الإيرانية «تور إم 1» التي نفذت الهجوم. علاوة على ذلك، أشار ميلنيه إلى أنه جرى تحديد «إشارة رادارية للكشف الشبحي» كانت صادرة من الاتجاه الجنوب الغربي صوب تمركز وحدة الدفاع الجوي الإيرانية «تور إم 1»، ما يُعد تهديداً.
زعم الحرس الثوري الإيراني إلى أن الطائرة المدنية الأوكرانية - التي حددها ميلنيه بأنها الشبح 2 على الرادار - لم يتم اكتشافها أو تعقبها بالأساس عند اقترابها من وحدة الدفاع الجوي الإيرانية «تور إم 1»، ومع ذلك كانت الرحلة المدنية الحقيقية لا تزال مستهدفة من قبل الوحدة العسكرية وأطلقت ضدها صاروخين. حدث الأمر برمته في الوقت الذي كانت فيه وحدة الدفاع الجوي الإيرانية تزعم فيه محاولتها تتبع واستهداف أول تهديد شبحي يظهر على مسافة 23 كيلومتراً في اتجاه مختلف تماماً. وأشار ميلنيه في استنتاجاته إلى أن نظام الصواريخ الإيراني «تور إم 1» يعمل فيه نظامان منفصلان للرادار، أحدهما موجه للكشف والتحديد والآخر موجه للاستهداف والتعامل.


مقالات ذات صلة

قتيل بتحطم طائرة شحن في ليتوانيا... والشرطة لا تستبعد «فرضية الإرهاب»

أوروبا حطام طائرة شحن في باحة منزل قرب مطار فيلنيوس بليتوانيا (أ.ف.ب) play-circle 00:39

قتيل بتحطم طائرة شحن في ليتوانيا... والشرطة لا تستبعد «فرضية الإرهاب»

قال مسؤولون من المطار والشرطة والإطفاء إن طائرة شحن تابعة لشركة «دي إتش إل» تحطمت قرب مطار فيلنيوس في ليتوانيا.

«الشرق الأوسط» (فيلنيوس)
أوروبا صورة مثبتة من مقطع فيديو يظهر تحطم الطائرة

مقتل طيارين بتحطم طائرة عسكرية في بلغاريا

قال وزير الدفاع البلغارى أتاناس زابريانوف اليوم (الجمعة) إن طائرة تدريب عسكرية تحطمت في بلغاريا، مما أسفر عن مقتل الطيارين.

«الشرق الأوسط» (صوفيا )
أوروبا زيلينسكي في مؤتمر صحافي... وتظهر خلفه المقاتلة «إف-16» (أ.ب)

تحطم طائرة أوكرانية من طراز «إف-16»

نقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤول أميركي قوله إن طائرة أوكرانية من طراز «إف-16» تحطمت.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم قاذفة استراتيجية روسية فوق المياه المحايدة لبحر بيرنغ في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من مقطع فيديو تم إصداره في 14 فبراير 2023 (رويترز)

طيار قتيل في تحطم القاذفة الروسية في سيبيريا

قُتل أحد طياري قاذفة روسية تحطمت في منطقة إيركوتسك في سيبيريا الروسية، على ما قال الحاكم المحلي إيغور كوبزيف.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا طائرتان مقاتلتان فرنسيتان من طراز «رافال» تحلقان خلال مناورة عسكرية دولية مع البحرية الهندية في 11 مايو 2017 قبالة سواحل بريست غرب فرنسا (أ.ف.ب)

اصطدام مقاتلتين من طراز «رافال» في شمال شرقي فرنسا

اصطدمت طائرتان مقاتلتان من طراز رافال أثناء تحليقهما في الجو، قبل أن تسقطا على الأرض وتتحطما في شمال شرقي فرنسا، اليوم (الأربعاء).

«الشرق الأوسط» (باريس)

الجيش الإسرائيلي: 4 مجموعات قتالية لا تزال في جنوب سوريا

آليات إسرائيلية قرب بلدة مجدل شمس في الجولان (إ.ب.أ)
آليات إسرائيلية قرب بلدة مجدل شمس في الجولان (إ.ب.أ)
TT

الجيش الإسرائيلي: 4 مجموعات قتالية لا تزال في جنوب سوريا

آليات إسرائيلية قرب بلدة مجدل شمس في الجولان (إ.ب.أ)
آليات إسرائيلية قرب بلدة مجدل شمس في الجولان (إ.ب.أ)

قال الجيش الإسرائيلي، اليوم (الأربعاء)، إن أربع مجموعات قتالية تابعة للجيش لا تزال منتشرة في جنوب سوريا. وأضاف أن فرقة قتالية تعاملت مع تهديدات على طول الحدود، وصادرت دبابات الجيش السوري غير المستخدمة.

وأوضح أن هدف العملية الإسرائيلية هو ضمان أمن السكان المدنيين في شمال إسرائيل.

وأشار إلى أن وحدات أخرى عثرت على ما يبدو على موقع للجيش السوري على الجانب السوري من جبل الشيخ داخل المنطقة العازلة بين إسرائيل وسوريا.

وصادرت الوحدات ألغاماً ومتفجرات وصواريخ من مستودع أسلحة تم العثور عليه في الموقع.

وقام الجيش الإسرائيلي بنقل قوات إلى المنطقة العازلة بين مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل وسوريا المجاورة بعدما أطاح مقاتلو المعارضة بالرئيس السوري بشار الأسد في نهاية الأسبوع.

وتحدث وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن مع نظيره الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم، وأكد أهمية «التشاور الوثيق بين الولايات المتحدة وإسرائيل مع تطور الأحداث في سوريا».