رئيس الحكومة المغربية يعترف بوجود خلافات داخل ائتلاف الغالبية بشأن بعض القضايا

قال إن وزارته محتاجة للصبر بسبب الكذب والبهتان والتشويش الذي تتعرض له

رئيس الحكومة المغربية يعترف بوجود خلافات داخل ائتلاف الغالبية بشأن بعض القضايا
TT

رئيس الحكومة المغربية يعترف بوجود خلافات داخل ائتلاف الغالبية بشأن بعض القضايا

رئيس الحكومة المغربية يعترف بوجود خلافات داخل ائتلاف الغالبية بشأن بعض القضايا

اعترف رئيس الحكومة المغربية عبد الإله ابن كيران بوجود نوع من الاختلاف بين أعضاء حكومته فيما يتعلق ببعض القضايا المرتبطة بالمرجعية السياسية، خصوصا أن الائتلاف يضم حزب العدالة والتنمية ذا المرجعية الإسلامية وحزب التقدم والاشتراكية ذا المرجعية الشيوعية، إلى جانب حزبين؛ واحد أمازيغي والثاني ليبرالي اجتماعي، بيد ابن كيران أكد صباح أمس الخميس خلال اجتماع المجلس الحكومي الأسبوعي أن اختلاف المرجعيات ليس له أي تأثير على الاتفاق الحاصل بشأن «السير ببلادنا في الطريق الصحيحة»، موضحا أن حكومته تدبر شؤون الوطن بـ«المعقول مهما كان الثمن لأن بلادنا عزيزة علينا، ونحن نتحمل الآن المسؤولية إلى جوار العاهل المغربي الملك محمد السادس».
وأكد ابن كيران أن الحكومة ماضية على «نهجها وتصبر حتى انتهاء ولايتها»، معبرا عن اعتزازه بـ«ما يسّر الله سبحانه وتعالى أن نحققه لبلادنا وما أصبح يُعترف لنا به دوليا وشعبيا»، رغم أن «الحكومة محتاجة للصبر بسبب الكذب والبهتان والتشويش الذي تتعرض له، وبسبب التوجه الصحيح الذي تسير عليه منذ 3 سنوات».
واستغل ابن كيران الكلمة المقتضبة التي تسبق اجتماع المجلس الحكومي الأسبوعي ليوجه رسائل مبطنة لأحزاب المعارضة، التي قال إنها تستعمل «نفس البيانات ونفس العبارات». وأكد أن المدخل الوحيد أمام المعارضة للتفوق على الحكومة هي أن «تقدم أحسن مما تقدمه الحكومة»، مضيفا: «المغرب لن يتبعكم في إعادته للوراء، كما أن المواطن المغربي لن يغير رأيه في رئيس الحكومة مهما قلتم».
واشتكى رئيس الحكومة المغربية من حملة التبخيس التي تتعرض لها إنجازات الحكومة من طرف بعض وسائل الإعلام التي «لا تستحي»، رغم التنويه الذي تلقاه من طرف مؤسسات مالية عالمية. وفي هذا الصدد، نوه ابن كيران بالتصنيف الجديد لوكالة «فيتش آند رايتينغ للتصنيف الائتماني»، حيث رفع تصنيف المغرب الائتماني من فئة (-BBB) دون المتوسط، إلى فئة B ما فوق المتوسط.
وكشف تقرير الوكالة الدولية أن رفعها لتصنيف المغرب يعزى بالأساس إلى التراجع المتتالي لأسعار النفط، الذي يستفيد منه المغرب بشكل كبير، كما حافظت المؤسسة الائتمانية على نظرتها المتفائلة بشأن استقرار الاقتصاد المغربي على المدى الطويل.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».