«كورونا» يعرّض النساء الحوامل وأطفالهن لمخاطر متزايدة

الحوامل اللواتي تم تشخيصهن بـ«كوفيد-19» كن أكثر عرضة لخطر النتائج السلبية مثل تسمم الحمل (أرشيفية-رويترز)
الحوامل اللواتي تم تشخيصهن بـ«كوفيد-19» كن أكثر عرضة لخطر النتائج السلبية مثل تسمم الحمل (أرشيفية-رويترز)
TT

«كورونا» يعرّض النساء الحوامل وأطفالهن لمخاطر متزايدة

الحوامل اللواتي تم تشخيصهن بـ«كوفيد-19» كن أكثر عرضة لخطر النتائج السلبية مثل تسمم الحمل (أرشيفية-رويترز)
الحوامل اللواتي تم تشخيصهن بـ«كوفيد-19» كن أكثر عرضة لخطر النتائج السلبية مثل تسمم الحمل (أرشيفية-رويترز)

كشفت دراسة جديدة أن النساء الحوامل المصابات بفيروس «كورونا» يتعرضن لمخاطر متزايدة ترتبط بحدوث آثار سلبية تؤثر عليهن وعلى أطفالهن أيضاً، بحسب شبكة «سي إن إن».
وكانت الأمهات الحوامل اللواتي تم تشخيصهن بـ«كوفيد - 19» من 18 دولة مختلفة أكثر عرضة لخطر النتائج السلبية، مثل تسمم الحمل والالتهابات والدخول إلى وحدات العناية المركزة بالمستشفى، وحتى الموت.
وبحسب الدراسة، بلغ خطر وفاة النساء الحوامل المصابات بـالفيروس 1.6 في المائة، وهو ما يزيد 22 مرة عن الحوامل غير المصابات.
ووجدت الدراسة أن الأطفال المولودين لأمهات مصابات بفيروس «كورونا» معرضون لخطر أكبر إلى حد ما للولادة المبكرة وانخفاض الوزن عند الولادة.
وكتبت طبيبة الأطفال الدكتورة كاثرين ماري هيلي: «النتائج التي تم الإبلاغ عنها واقعية... المخاطر عالية للنتائج السيئة».
والدراسة، التي بدأت، في مارس (آذار) 2020، وانتهت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام نفسه، سجلت أكثر من ألفي امرأة حامل من 43 مؤسسة طبية في 18 دولة: الأرجنتين، البرازيل، مصر، فرنسا، غانا، الهند، إندونيسيا، إيطاليا، اليابان، المكسيك، نيجيريا، مقدونيا الشمالية وباكستان وروسيا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.
وكتبت هيلي أنها تعتقد أن الدراسة هي واحدة من الأكبر حتى الآن، حيث تنظر في تقارير من مختلف البلدان.
من بين 2130 امرأة في الدراسة، تم تشخيص 706 مصابات بـ«كورونا».
ولم تظهر على ما يقرب من 60 في المائة من النساء المصابات أعراض، مما يعني أنه لم يكن لديهن حمى أو علامات أخرى للفيروس. ومع ذلك، كتبت هيلي أن هؤلاء النساء «كُنّ أكثر عرضة لخطر النتائج السيئة، مثل تسمُّم الحمل أو الالتهابات الشديدة، والدخول إلى وحدة العناية المركزة... والوفاة».
وتُعتبر مقدمات الارتعاج إحدى مضاعفات الحمل التي تتميز بارتفاع ضغط الدم وعلامات تلف عضو آخر، وغالباً ما يكون الكبد والكلى. ويُعد تسمم الحمل من المضاعفات الشديدة لمقدمات الارتعاج التي تسبب النوبات.
ووجدت الدراسة أن النساء الحوامل المصابات بـ«كورونا» اللائي يعانين من زيادة الوزن أو المصابات بداء السكري أو أمراض القلب أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الجهاز التنفسي المزمنة، كن أكثر عرضة للإصابة بمقدمات الارتعاج بأربعة أضعاف.
* ما سبب المخاطر المرتبطة بالحمل؟
لماذا يعرض الحمل المرأة لخطر أكبر يرتبط بالفيروس؟ أحد الأسباب هو انخفاض سعة الرئة للمرأة الحامل، مع نمو الطفل داخلها.
وقالت الدكتورة كجيرسيتي آغارد، اختصاصية طب الأم والجنين في مستشفى الأطفال في تكساس، لشبكة «سي إن إن» إن قلب المرأة الحامل يضخ 1.5 مرة أكثر من المعتاد لتوفير الدم الكافي للطفل والمشيمة.
وأضافت: «هذا العمل المفرط للقلب، الذي نسميه زيادة في النتاج القلبي، يعرض النساء الحوامل أيضاً لخطر الإصابة بمشاكل قصور القلب، التي يمكن أن تكون مظهراً وسببا محتملاً للوفاة بسبب (كوفيد - 19)».
وقد تكون النساء الحوامل أكثر عرضة للإصابة بحماسة مفرطة في الجهاز المناعي المصمم لحماية الجنين النامي، مما قد يؤدي إلى ما يسمى بعاصفة السيتوكين - استجابة مفرطة من قبل الجهاز المناعي لـ«كورونا»، التي تشير إلى مرض أكثر شدة وغالباً ما تحتاج هذه النساء إلى العناية المركزة.
وأخيراً، هناك احتمالية متزايدة لتجلط الدم أثناء الحمل، التي من المعروف أن الفيروس يجعلها أسوأ.


مقالات ذات صلة

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

صحتك استخدام الحوامل لمنتجات العناية الشخصية يؤدي إلى ارتفاع مستويات «المواد الكيميائية الأبدية» السامة في دمائهن (رويترز)

دراسة تحذّر الحوامل: المكياج وصبغة الشعر يزيدان مستويات المواد السامة بحليب الثدي

حذرت دراسة جديدة من الاستخدام الزائد لمنتجات العناية الشخصية مثل المكياج وخيط تنظيف الأسنان وصبغة الشعر بين النساء الحوامل.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الأمهات الجدد يمكنهن استئناف ممارسة الرياضة بالمشي «اللطيف» مع أطفالهن (رويترز)

لمحاربة «اكتئاب ما بعد الولادة»... مارسي الرياضة لأكثر من ساعة أسبوعياً

تشير أكبر دراسة تحليلية للأدلة إلى أن ممارسة أكثر من ساعة من التمارين الرياضية متوسطة الشدة كل أسبوع قد تقلل من شدة «اكتئاب ما بعد الولادة».

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك الحمل قد ينشط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات (رويترز)

الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي

اكتشفت مجموعة من الباحثين أن الحمل قد ينشّط فيروسات قديمة خاملة في الحمض النووي للأمهات، وذلك لزيادة الاستجابة المناعية التي تزيد من إنتاج كرات الدم الحمراء.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك مريضة بالسرطان (رويترز)

وسيلة لمنع الحمل قد تزيد خطر إصابة النساء بسرطان الثدي

أكدت دراسة جديدة أن النساء اللاتي يستخدمن اللولب الرحمي الهرموني وسيلةً لمنع الحمل قد يكون لديهن خطر أعلى للإصابة بسرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (كوبنهاغن)
صحتك توصي الإرشادات الدولية النساء الحوامل بالحد من كمية القهوة التي يقمن بتناولها (أ.ب)

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة في إصابة أطفالهن بفرط الحركة؟

هل يتسبب شرب النساء الحوامل للقهوة -حقّاً- في إصابة الأطفال ببعض الاضطرابات العصبية، مثل اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه؟

«الشرق الأوسط» (لندن)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.