قصة فنان بريطاني نقل فن الزجاج المُعشَّق إلى أميركا قبل 200 عام

أسس أقدم استديو من نوعه في كاليفورنيا وأحفاد أحفاده يمارسون المهنة

TT

قصة فنان بريطاني نقل فن الزجاج المُعشَّق إلى أميركا قبل 200 عام

في عام 1893 وصل رسام إنجليزي جوال إلى الساحل الغربي بالولايات المتحدة متوقعاً موته في أي لحظة. ونظر ويليام ليس جادسون، البالغ من العمر 51 عاماً، إلى الوراء ليستطلع حياة مليئة بالمغامرات: التجوال عبر المحيط الأطلسي، وزراعة السهول في أونتاريو الكندية، والقتال تحت إمرة الجنرال أوليسيس غرانت في الحرب الأهلية الأميركية، ثم الانغماس في عشق الفنون الجميلة لدى أكاديمية «جوليان» الفنية في باريس. وعندما توفيت زوجته على نحو مفاجئ ثم تدهورت صحته بعد ذلك، نصحه عدد من الأطباء بالاستفادة من «علاج كاليفورنيا» وقضاء الأيام الأخيرة من حياته في الهواء الدافئ والجاف في الأرض المعروفة بالولاية الذهبية.
يقول حفيد حفيد ديفيد جادسون مؤخراً من استديو الزجاج المُعشَّق الذي أسّسه جده الأكبر عام 1897: «بدلاً من ذلك، عاش جدي 35 عاماً أخرى، وأنشأ خلالها كلية الفنون الجميلة في جامعة جنوب كاليفورنيا في نفس هذا المبنى، كما ساعد في إنشاء حركة الفنون والحرف اليدوية في المدينة».
ومن داخل الاستديو الواقع في هايلاند بارك، مع إطلالته على جبال سان غابرييل ونهر أرويو سيكو، كانت نماذج التيجان الأصلية، ورواق تيرا كوتا، ومصابيح الإضاءة المثبتة بعناية، مع أكثر من 500 نوع من الزجاج الملون المعروض –فيما يشبه لوح الألوان الذي يتخير منه الفنانون ما يشاءون– يمكن لأحدنا أن يتصور على نحو تقريبي مشاهد من لوس أنجليس كأنها بلدة الأبقار الناعسة على النحو الذي كانت عليه في الزمن القديم.
عكفت خمسة أجيال متتابعة من عائلة جادسون على صناعة نوافذ الزجاج المُعشَّق لمنازل أصحاب الحرف في باسادينا وهوليوود، بما في ذلك منزل «إينيس» و«منزل هوليهوك» من تصميم المعماري الشهير فرانك لويد رايت –ولقد صارا من مواقع «اليونيسكو» التي أُطلق على نوافذها ذات الزوايا التجريدية الزجاجية الحادة مسمى «الشاشات الخفيفة»– بالإضافة إلى الجداريات الزجاجية للمسرح المصري من تصميم غرومان، وثريّا الكرة الأرضية الموجودة في المكتبة المركزية العامة في مدينة لوس أنجليس، فضلاً عن عدد آخر لا يُحصى من الكنائس، والمعابد، والمتاحف.
كان من أبرز أعمال الاستديو الأكثر شهرة خارج ولاية كاليفورنيا، الزجاج العصري التصميم في كنيس الطلاب التابع لكلية القوات الجوية الأميركية والذي يعد أعجوبة منتصف القرن في كولورادو، ونافذة الزجاج المُعشَّق بعرض 100 قدم وتكلفت 3.4 مليون دولار داخل كنيسة القيامة في ليوود بولاية كانساس. ابتكر الحرفيون عملاً يبلغ 30 ألف رطل من 17 قطعة زجاجية ملونة في نافورة برج العرب فائق الفخامة في مدينة دبي، والزجاج المطعم بالبرونز لتزيين الخزائن الفاخرة من تصميم كيلي ويرستلر، مع الأبواب المقطعة من الألواح الزجاجية الموشاة بالعقيق لصالح المغنية الأميركية الشهيرة كريستينا ماريا أغيليرا.
نشأت فكرة الزجاج المُعشَّق في كنائس العصور الوسطى الأوروبية، وكانت تُصنع بالأسلوب التقليدي القديم لصناعة الزجاج من حيث النفخ بالفم، ثم التقطيع اليدوي، ثم الجمع بشرائط مصنوعة من الرصاص. وكان جادسون، الرائد الأول، منغمساً في تقاليد صناعة الزجاج الذي يحتوي على شرائط الرصاص، غير أنه تفوق عليهم في عملية يستطيع من خلالها تسخين الزجاج إلى أكثر من 1000 درجة فهرنهايت (538 مئوية تقريباً)، تلك التي يتمكن فيها من دمج القطع الزجاجية المتعددة مع تشكيل الألوان الجديدة في نفس الوقت. وكان أغلى الألوان ثمناً هو اللون الوردي، نظراً لأنه يُصنع من رقائق الذهب.
كان استديو الزجاج المُعشَّق قد تعاون على مدى السنوات الأربع الماضية مع عدد من الفنانين المحليين المخضرمين والناشئين في تصميم الجداريات، ومناظر الشوارع، وحتى بعض المنحوتات، تلك التي صنعها من أجل عرض أوّلي جرى إرجاء افتتاحه إثر تفشي الجائحة الأخيرة والمستمرة.
يقول السيد جادسون، الذي أغلق أبواب الاستديو لمدة 3 أشهر خلال العام الماضي بسبب الوباء: «كنا نواصل العمل بلا توقف إبان الحرب العالمية الأولى، ثم الوباء الكبير لعام 1918، ثم خلال سنوات الحرب العالمية الثانية»، (ولقد انخفض عدد العمال لديه من 30 إلى 18 موظفاً فقط لنفس السبب المذكور).
طرح هذا التوقف المؤقت عن مباشرة الأعمال أمراً غير متوقع ساعد في أن يؤتي العرض ثماره: فلقد حان الوقت لاستكمال المهام متعددة السنوات ذات العمالة المكثفة تلك التي تستغرق من 8 إلى 10 ساعات من التصميم والطلاء في كل قدم مربعة من العمل. وفي الأسبوع المقبل، سوف يُماط اللثام عن تلك القطع التي بدأ الفنانون العمل عليها منذ أعوام مضت في المعرض الأول، في متحف «فورست لون»، الذي يعد حديقة مقبرة تذكارية ويُعرف بأنه من المعالم المميزة في مدينة لوس أنجليس.
هناك صور مزججة للاعب كرة السلة الأميركي الشهير كوبي براينت، وفسيفساء بالخط القوطي مع منحوتات تجريدية من بين ممتزجات تيم كاري، والذي كان يشارك العمل رفقة الفنان المكسيكي الإيطالي نارسيس كوالياتا في نافذة البعث، وديفيد فلوريس المعروف بجداريات فنون البوب والأعمال التجارية الأخرى، والرسام مايلز ماكغريغور –المعروف أيضا باسم «إل ماك»– وهو فنان جداريات الأكريليك في كوبا وكمبوديا، ثم ماركو زامورا المشهور برسومات أصحاب الياقات الزرقاء في المدينة، فضلاً عن مخرجة الأفلام التجريبية أليس وانغ التي تأثرت في أعمالها بحفريات «لا بريا تار بيتس» في ولاية كاليفورنيا.
يقول السيد جيمس فيشبورن، مدير متحف «فورست لون»: «يكسر التعاون كل قواعد الزجاج المُعشَّق المعروفة»، في حين قال ماركو زامورا: «إن المجال نفسه يخالف تلك القواعد أيضاً»، والذي وصف متحف «فورست لون» بقوله: «موضع غير متوقع للعرض في عام غير متوقع للعمل».
يستمر العرض المجاني من 28 أبريل (نيسان) الجاري حتى 12 سبتمبر (أيلول) المقبل، ويشتمل على ما يقرب من 100 قطعة فنية أصلية. كما أنه يكشف أيضاً عن الزجاج الملون الذي يرجع إلى القرون الوسطى والمبنيّ في جدران «فورست لون»، بما في ذلك عدد من التصاميم التي أنشأها البريخت دورر. ولقد جرى إنشاء كثير من القطع الزجاجية ضمن مجموعة «فورست لون» التي سوف تكون جزءاً من العرض لما بين القرنين الثاني عشر والسادس عشر في فرنسا وألمانيا والتي جرى شراؤها من مجموعة ويليام راندولف هيرست الشخصية.
يقول جيمس فيشبورن، مدير متحف «فورست لون»: «متحفنا جوهرة مخفية ونحن جهدنا لإماطة اللثام عنها أمام الجميع».
شرعت «استديوهات جادسون» في العمل مع متحف «فورست لون» منذ عام 1920 على تنفيذ مجموعة من مصابيح السقف والنوافذ لصالح «الضريح العظيم».
أوضح السيد جادسون طريقة العمل متعددة الخطوات في إنشاء النوافذ، الأمر الذي يعني وجود مساحة كبيرة أمام الأخطاء. ولقد تمت الإشارة إلى ذلك بصفة خاصة فيما قد يكون أكثر مشاريع الاستديو خاصته طموحاً: «الباغودا»، وهي عبارة عن قبة زجاجية ضخمة من أعمال الفنان التشكيلي التايواني الأميركي جيمس جان. وتبلغ تكاليف أعمال التصميم، والتأطير، والمواد، والبناء، وتحليل البيانات، والهندسة الإنشائية، فضلاً عن التكلفة الشخصية، نحواً من 1.5 مليون دولار.
يقول الفنان جيمس جان، الذي عمل مع جادسون في مشروع سابق عبارة عن تمثال «غايا» من الزجاج موجود حالياً في متحف بكوريا الجنوبية: «عندما بدأت العمل مع جادسون، استخدمنا تقنية القطع بالمياه النفاثة مع جلب البخاخ الهوائي وصناعة النماذج الأولية بالتصاميم ثلاثية الأبعاد»، وأضاف جان قائلاً: «أدت الشراكة إلى مشروع قبة باغودا الضخمة التي تسمح للمشاهدين بالدخول وأن يكونوا محاطين بالكامل بالألوان والأضواء مع معاينة تحولات الضوء على أجسادهم». ولسوف يجري عرض لوحات من هذا العمل الكبير بحلول أواخر صيف العام الجاري.
- خدمة «نيويورك تايمز»



الغضب... كيف تتعرّف على هذا الشعور وتتعامل معه؟

الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
TT

الغضب... كيف تتعرّف على هذا الشعور وتتعامل معه؟

الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)
الغضب يُصبح مشكلة عندما نفرط في إظهاره ويبدأ بالتأثير على الحياة اليومية (بيكسلز)

الغضب شعورٌ قويٌّ ينتابك عندما تسوء الأمور، أو يظلمك أحدهم. عادةً ما يتسم بأحاسيس ترتبط بالتوتر، والإحباط، والضيق. يشعر كل شخص بالغضب من حين لآخر، فهو رد فعل طبيعي تماماً تجاه المواقف المُحبطة، أو الصعبة.

لا يُصبح الغضب مشكلة إلا عندما تُفرط في إظهاره، ويبدأ بالتأثير على حياتك اليومية، وعلاقاتك بالآخرين. تتفاوت شدة الغضب من مجرد انزعاج بسيط، إلى غضب عارم. وقد يكون أحياناً مفرطاً، أو غير منطقي. في هذه الحالات، تصعب السيطرة على هذا الشعور، وقد يدفعك ذلك إلى التصرف بطرقٍ لم تكن لتتصرف بها في الظروف العادية، وفقاً لموقع «فيري ويل هيلث».

ما أبرز خصائص الغضب؟

عندما نغضب، يمر جسمنا بتغيرات بيولوجية وفسيولوجية معينة. من أمثلة التغيرات البيولوجية التي قد يمر بها جسمك ما يلي:

- زيادة مستويات الطاقة.

- ارتفاع ضغط الدم.

- زيادة في هرمونات مثل الأدرينالين.

- ارتفاع درجة حرارة الجسم.

- زيادة توتر العضلات.

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، ونعبّر عنه بطرق مختلفة. من بين السمات الخارجية التي قد تلاحظها عند الغضب ما يلي:

- ارتفاع الصوت.

- قبضة اليد المشدودة.

- العبوس، أو التجهم.

- شد الفك.

- ارتجاف الجسم.

- سرعة ضربات القلب.

- التعرق المفرط.

- المشي ذهاباً وإياباً بشكل مفرط.

ما مضاعفات الغضب؟

الغضب شعور طبيعي، وصحي في الغالب. ومع ذلك، يمكن أن يكون ضاراً بصحتك النفسية، والجسدية عندما تفقد السيطرة عليه.

عندما تغضب، يزداد معدل ضربات قلبك، ويرتفع ضغط دمك بشكل حاد. وتعريض جسمك لهذه التغيرات بشكل متكرر قد يؤدي إلى حالات ومضاعفات طبية مثل:

- ارتفاع ضغط الدم.

- الاكتئاب.

- القلق.

- الأرق.

- إدمان المخدرات.

- قرحة المعدة.

- أمراض الأمعاء.

- داء السكري من النوع الثاني.

التعرف على الغضب

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، فنحن نعبّر عنه بطرق مختلفة. قد يجد البعض في الصراخ متنفساً لغضبهم، بينما قد يعبّر عنه آخرون بضرب شيء ما.

الغضب شعور إنساني طبيعي، ولكن من المهم إيجاد طرق صحية للتعبير عنه.

ما أبرز الأسباب؟

لا يظهر الغضب بنفس الشكل لدى الجميع، فنحن نعبّر عنه بطرق مختلفة. قد يجد البعض في الصراخ متنفساً لغضبهم، بينما قد يعبّر عنه آخرون بضرب شيء ما.

الغضب شعور إنساني طبيعي، ولكن من المهم إيجاد طرق صحية للتعبير عنه.

ما أبرز الأسباب؟

قد ينجم الغضب عن مؤثرات خارجية، أو داخلية. قد يثير غضبك شخص ما، أو حدث ما. قد تغضب لأن أحدهم تجاوز دورك في الطابور. قد تشعر بالغضب عندما تتعرض للأذى العاطفي، أو التهديد، أو الألم، أو عند مواجهة موقف ما.

أحياناً نستخدم الغضب بديلاً لمشاعر أخرى نفضل تجنبها، كالألم العاطفي، أو الخوف، أو الوحدة، أو الفقد. في هذه الحالات، يصبح الغضب شعوراً ثانوياً. قد يكون الغضب رد فعل على ألم جسدي، أو استجابة لمشاعر الخوف، أو لحماية النفس من هجوم مُتَوَهَّم، أو رد فعل على موقف مُحبط.

غالباً ما يكون سبب الغضب مُحفِّزاً، قد يكون منطقياً، أو غير منطقي. من بين المُحفِّزات الشائعة التي تُسبب الغضب:

- التعامل مع فقدان شخص عزيز.

- فقدان وظيفة.

- الانفصال العاطفي.

- الفشل في عمل أو مهمة.

- الشعور بالإرهاق.

- التعرض لحادث، أو الإصابة بحالة تُسبب تغيرات جسدية (مثل فقدان البصر، أو القدرة على المشي).

كما قد يكون الغضب عرَضاً، أو رد فعل لحالة طبية. قد يكون الغضب عرَضاً للاكتئاب، أو تعاطي المخدرات، أو اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط، أو اضطراب ثنائي القطب.

العلاج

الغضب شعور طبيعي نشعر به جميعاً، ويستطيع معظم الناس إيجاد طرق صحية للتعبير عنه. مع ذلك، يحتاج البعض إلى العلاج. يُعدّ العلاج النفسي الطريقة الأكثر شيوعاً لعلاج الغضب المفرط.

يسهل على معظم الناس تحديد مُسببات الغضب، والمشاعر الكامنة وراءه. لكن البعض الآخر يُعاني من الغضب فجأة، وبشكل حاد دون القدرة على كبحه، أو تحديد مُسبباته.

إذا كنت تُعاني من نوبات غضب متكررة، وحادة تُسبب لك أو لمن حولك ضرراً جسدياً ونفسياً، فقد تحتاج إلى مساعدة متخصصة للتعامل مع غضبك.

يُستخدم علاج إدارة الغضب لمساعدتك على تعلّم طرق صحية للتعامل مع هذا الشعور.

آليات التأقلم

يُعدّ إيجاد طرق للتأقلم مع الغضب أمراً بالغ الأهمية. عندما نسمح للغضب بالسيطرة على حياتنا، فإنه يؤثر على كل ما نقوم به. قد يُلحق الضرر بعلاقاتنا مع أحبائنا، ويُسبب مشكلات في مكان العمل. إذا كنت تجد صعوبة في كبح جماح غضبك في بعض المواقف، فإليك بعض آليات التأقلم التي قد تُساعدك.

تحديد السبب: الخطوة الأولى للتعامل مع الغضب هي تحديد السبب الجذري له. قد يكون شعوراً آخر، كالخوف، أو الوحدة. قد يكون سببه شجاراً، أو فكرة مزعجة خطرت ببالك.

التأمل: يُعدّ التأمل مفيداً جداً في المساعدة على التحكم في المشاعر الإنسانية. يمكنك البدء بتقنيات تأمل بسيطة، كتمارين التنفس العميق. عندما تواجه موقفاً يُثير غضبك، خذ لحظة قبل أن تُبدي رد فعل. يمكنك أخذ عدة أنفاس عميقة لتهدئة نفسك، أو محاولة العدّ حتى تشعر بالهدوء.

ممارسة الرياضة: لا تقتصر فوائد الرياضة على صحتك البدنية فحسب، بل تمتد لتشمل صحتك النفسية أيضاً. كما أنها وسيلة لتوجيه مشاعرك، كالغضب مثلاً، بطريقة مفيدة، وبنّاءة. فممارسة الجري أو السباحة لفترة قصيرة عند الشعور بالغضب قد تساعد في تهدئة المشاعر.

التعبير عن الغضب: لا تكبت غضبك، فالتعبير عنه فور الشعور به هو أفضل طريقة لتجاوزه. فكبت المشاعر قد يؤدي إلى انفجار مفاجئ وشديد في وقت غير متوقع.

تجنب المحفزات: إذا كنت سريع الغضب، فمن المفيد محاولة تحديد محفزاتك، وتجنبها. إذا كنت تشعر بالغضب غالباً عند التحدث مع شخص معين، أو حول موضوع معين، فتجنبه، أو تجنب ذلك الموضوع حتى تتعلم كيفية التحكم في غضبك بشكل أفضل.


أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة
TT

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

أقوى مسلسلات 2025... عودة الوهج إلى دراما المنصات بعد سنتَين من الرتابة

في اللحظة التي ظنّ فيها النقّاد ومتابعو منصّات البث أن «نتفليكس» وأخواتها قد وصلت إلى نقطة اللا عودة في صناعة المحتوى القيّم، حلّ عام 2025 حاملاً معه عدداً لا بأس به من المفاجآت الإيجابية.

فبعد قرابة 3 سنوات فرغت خلالها المنصات تقريباً من أي دراما جديدة مثيرة للعين والعقل، باستثناء مواسم تستكمل مسلسلات قديمة، بدأت الصناعة التلفزيونية تستعيد عصرها الذهبي هذه السنة. من «The Pitt» الذي افتتح 2025 على «HBO»، مروراً بـ«Adolescence» على «نتفليكس» والذي شكّل مفاجأة الموسم، وليس انتهاءً بـ«The Studio» على «أبل تي في» الذي نال الإجماع كأفضل عمل كوميدي.

ما هي المسلسلات التي تصدّرت بورصة 2025 بمحتواها الجريء، وبصورتها الأنيقة، وبمواكبتها الواقعية للزمن الذي نعيش فيه؟

* Adolescence (مراهَقة) - نتفليكس -

منذ اللحظة التي اقتحمت فيها الشرطة غرفة «جيمي ميلر» (13 سنة) لاقتياده إلى السجن بتهمة قتل زميلته في المدرسة، تسمّرت العيون أمام شاشة «نتفليكس» لتتابع الحكاية. بحلقاته الـ4، يشرّح المسلسل البريطاني بواقعية كبيرة وإحساسٍ عالٍ الانعكاسات المدمّرة للثقافة الذكورية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، على الصِبية المراهقين.

بمجهودٍ مشترك بين المخرج فيليب بارانتيني والكاتب والممثل ستيفن غراهام، حلّق «Adolescence» بسرعة إلى صدارة المشاهَدات. وانتقلت العاصفة التي أحدثها إلى حفل «إيمي» حيث حصد 8 جوائز، من بينها واحدة لبطل المسلسل الصغير أوين كوبر الذي أذهل الجمهور والنقّاد بأدائه لشخصية جيمي.

* Dept. Q (القسم كيو) - نتفليكس -

ينطلق تصوير الموسم الثاني من «Dept. Q» في العاصمة الاسكوتلندية إدنبره مطلع 2026، نظراً للإقبال الجماهيري الواسع الذي ناله الموسم الأول منه. شكّل هذا المسلسل حصاناً رابحاً آخر بالنسبة إلى «نتفليكس»، وهو يتمحور حول مجموعة من المحققين المُبعَدين عن محوَر الأحداث بسبب فشلٍ شخصي أو مهني سابق. على رأس هؤلاء «كارل مورك» والذي يؤدي شخصيته الممثل ماثيو غود.

يعود كارل إلى الوظيفة بعد حادثٍ تسبّب فيه وأدّى إلى إصابة أحد زملائه بالشلل. لا يجد لنفسه مكتباً سوى في الطابق السفلي من المركز، أما القضايا التي تُسلّم إليه فبائدة وغطّى الغبار ملفّاتها. بنصٍ عميق وإخراجٍ مُحكَم، لا يبدّي Dept Q. التشويق والجريمة على حساب الأبعاد النفسية، فللحكاية مقلبٌ آخر يدور حول العلاقات الإنسانية والعائلية.

* The Pitt (الحفرة) - HBO -

وفق أرقام المُشاهَدات وإجماع النقّاد وعدد جوائز الـ«إيمي» التي حصدها، فإنّ «The Pitt» هو مسلسل العام من دون منازع، وهو عائد قريباً في موسم ثانٍ. صحيح أنّ الدراما التي تدور أحداثها في المستشفيات وغرف الطوارئ وحيث الأبطال هم أطبّاء ومرضى وممرّضون، كانت قد دخلت خزانة الذكريات وتحوّلت إلى موضة بائدة، إلا أن دراما «HBO» قلبت المعادلة.

منطلقاً من الواقع وما شهده القطاع الاستشفائي خلال جائحة «كورونا»، يصوّر المسلسل 15 ساعة من يوميات فريق من الأطباء والممرضين في قسم الطوارئ في مركز طبي في ولاية بيتسبرغ الأميركية. بواقعية ودقّة يغطّي «The Pitt» المعاناة المهنية والشخصية التي يختبرها الفريق من جوانبها كافةً، لا سيّما على خلفية الجائحة ونقص التمويل وعديد الموظفين.

* Pluribus (من بين الكثرة، واحد) - أبل تي في -

ينتمي مسلسل «Pluribus» إلى فئة الخيال العلمي وتدور أحداثه في ولاية نيو مكسيكو، حيث تجد شخصيته الأساسية «كارول ستوركا» نفسها معزولة بعد أن حوّل فيروس فضائي بقية البشرية إلى عقل جماعي مسالم وراضٍ، ويسعى هذا المجتمع الجديد إلى استيعاب كارول و12 شخصاً آخر يتمتعون بالمناعة. غير أن البطلة تقف في مواجهة تلك المساعي، بل تحاول أن تنقذ الأكثرية من هذا التخدير الجماعي.

بدأ عرض المسلسل على منصة أبل الشهر الماضي، وسرعان ما تحوّل إلى ظاهرة عالمية ما استدعى البدء بتصوير موسمٍ ثانٍ منه.

* The Studio (الاستوديو) - أبل تي في -

نجمُ الكوميديا من دون منازع لهذا العام مسلسل The Studio وذلك بشهادة جوائز الـ«إيمي» التي نال منها 13. انطلق العرض في مارس (آذار) 2025 على أبل، ونظراً للشعبيّة الكبيرة، جرى التجديد لموسم ثانٍ.

المسلسل بمثابة نقدٍ ذاتي لعالم صناعة السينما والدراما في هوليوود، حيث يسخر من المنحى التجاري الذي يعتمده. يصارع البطل «مات» لتحقيق التوازن بين شغفه بصناعة أفلام عالية الجودة ومتطلبات الشركات لإنتاج محتوى مربح. ضمن إطارٍ مضحك، يسلّط «The Studio» الضوء على الفوضى والضغوط التي تكتنف كواليس صناعة الأفلام، حيث تقدم كل حلقة تحدياً جديداً، مثل استقطاب نجم ضيف بارز أو إدارة كارثة في موقع التصوير.

* Death by Lightning (الموت بصاعقة) - نتفليكس -

بالعودة إلى مسلسلات «نتفليكس» التي تميّزت هذه السنة، «Death by Lightning» الذي يعود إلى حادثة اغتيال الرئيس الأميركي جيمس غارفيلد عام 1881.

بـ4 حلقات كثيفة، تغوص القصة في العلاقة الغريبة التي جمعت غارفيلد، الرئيس المناضل من أجل الحقوق المدنية ومكافحة الفساد، بقاتله تشارلز غيتو الذي كان من أشدّ معجبيه قبل أن يصبح كارهاً له. وقدّم كلٌ من مايكل شانون بشخصية غارفيلد، وماثيو ماكفايدن بدور القاتل أداءً آسراً شكّل دعامةً للمسلسل.

* The Beast in Me (الوحش الذي بداخلي) - نتفليكس -

خبّأت «نتفليكس» إحدى مفاجآتها حتى نهاية العام، فقدّمت مسلسلاً من العيار الدرامي الثقيل بعنوان The Beast in Me. أعاد العمل الممثلة كلير داينز إلى الواجهة بشخصية الكاتبة «آغي ويغز»، التي تهجس بجارها المشتبه فيه بقتل زوجته السابقة. في هذا الدور، يطلّ الممثل ماثيو ريس خاطفاً الأضواء والأنفاس بأدائه. ما يجمع بين «نايل جارفيس» والكاتبة ويغز ليس حباً بل لعبة خطرة، ظاهرُها رغبة منها في كتابة مذكّراته وباطنُها حبكة نفسية معقّدة.


«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
TT

«لون لا يموت»... معرض يستحضر الأساطير الشعبية في الريف المصري

إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)
إحدى لوحات المعرض (الشرق الأوسط)

عبر أكثر من 100 لوحة في فن الجرافيك والرسم بالأبيض والأسود، وكذلك الأعمال الملونة التي ترصد تفاصيل الحياة الشعبية بالشارع المصري، استضاف متحف محمود مختار بالجزيرة (وسط القاهرة)، معرضاً استعاديّاً للفنان الراحل وحيد البلقاسي، الملقب بـ«شيخ الحفارين»، تضمن رصداً لأعماله وجانباً كبيراً من مسيرته الفنية.

المعرض الذي انطلق 18 ديسمبر (كانون الأول) الحالي ويستمر حتى 28 من الشهر نفسه في قاعتي «نهضة مصر» و«إيزيس» رصد مراحل فنية متنوعة للفنان الراحل، وبرزت خلاله فكرة الأسطورة الشعبية من خلال رموز بعينها رسمها ضمن اللوحات، مثل: العين الحارسة، والأجواء الأسطورية، للحكايات التي تتضمنها القرية المصرية.

وبينما تضمنت إحدى القاعات الأعمال الملونة والغرافيك المميز الذي قدمه الفنان وحيد البلقاسي، والتي تعبر عن الأسرة المصرية بكل ما تمثله من دفء وحميمية، كذلك ما يبدو فيها من ملامح غرائبية مثل القصص والحكايات الأسطورية التي يتغذى عليها الخيال الشعبي.

البورتريه الملون من أعمال الفنان وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

ولد وحيد البلقاسي في محافظة كفر الشيخ (دلتا مصر) عام 1962، وتخرج في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية، قسم الغرافيك عام 1986، واشتهر بأعماله في فن الغرافيك، وله عشرات المعارض الفردية والجماعية، كما أسس جماعة فنية باسم «بصمات»، وكان لها دور فاعل في الحياة الفنية عبر معارض وفعاليات متنوعة.

يقول عمار وحيد البلقاسي، منسق المعرض، نجل الفنان الراحل، إن المعرض يمثل تجربة مهمة لشيخ الحفارين وحيد البلقاسي، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «اختيار اسم المعرض للتأكيد على أن أعمال الفنان لا تموت وتظل خالدة للأبد، تحمل اسمه وتحيي أعماله الفنية»، وتابع: «قبل وفاة الفنان عام 2022 كان يتمنى أن يعرض هذه المجموعة المتنوعة من أعماله الفنية، بما فيها الحفر على الخشب في دار الأوبرا المصرية، واستطعنا أن نعرض من مجموعته 100 عمل فني تصوير، من بينها 30 عملاً فنياً بطول مترين وعرض 170 سنتمتراً، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال الصغيرة».

وأشار إلى أن الأعمال في مجملها ترصد القرية والحياة الريفية بمصر، وتتضمن موتيفات ورموزاً شعبية كثيرة تدل على الأصالة وعشقه للقرية والحياة الشعبية بكل ما تتضمنه من سحر وجمال.

ويصف الإعلامي المصري والفنان طارق عبد الفتاح معرض «لون لا يموت» بأنه «يعبر عن مسيرة الفنان وحيد البلقاسي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «أعدُّ الفنان الراحل فناناً عالمياً؛ لأنه جمع بين الإغراق في المحلية ومفردات التراث في لوحاته، واللوحات التي تنطق بالتعبيرية وتمثل الروح المصرية الأصيلة، واستخدم الأبيض والأسود في أغلب أعماله، لكن له مجموعة أعمال بالألوان مبهرة، ويظهر في أعماله مدى اهتمامه بالجمال والاحتفاء بالمرأة وبالمفردات الشعبية وتفاصيل القرية المصرية».

الفنان الراحل وحيد البلقاسي (الشرق الأوسط)

وتابع عبد الفتاح: «لوحات المعرض سواء الكبيرة، التي يصل ارتفاعها إلى مترين، أو الصغيرة، فيها طاقة تعبيرية تبهر المتلقي الذي ينجذب فوراً للتفاصيل الموجودة بها».

وإلى جانب أعماله الفنية المتميزة، فقد شارك وحيد البلقاسي في الحركة التشكيلية عبر أنشطة عدّة، وأُنتج فيلم تسجيلي عن مسيرته الفنية بعنوان «شيخ الحفارين»، من تأليف علي عفيفي، وإخراج علاء منصور، سجل رحلته الفنية وعلاقته بالقرية والمفردات التي استقى منها فنه.