صالح يشدد على الحوار الإقليمي لتخفيف التوترات

الرئيس العراقي خلال المحادثات مع نائب رئيس الوزراء الروسي في بغداد أمس (الرئاسة العراقية)
الرئيس العراقي خلال المحادثات مع نائب رئيس الوزراء الروسي في بغداد أمس (الرئاسة العراقية)
TT

صالح يشدد على الحوار الإقليمي لتخفيف التوترات

الرئيس العراقي خلال المحادثات مع نائب رئيس الوزراء الروسي في بغداد أمس (الرئاسة العراقية)
الرئيس العراقي خلال المحادثات مع نائب رئيس الوزراء الروسي في بغداد أمس (الرئاسة العراقية)

أكد الرئيس العراقي برهم صالح أهمية الحوار بين بلدان المنطقة بهدف تخفيف التوترات في العلاقات بينها، خلال استقباله في بغداد، أمس، نائب رئيس الحكومة الروسية يوري بوريسوف الذي يقود ممثلي بلاده في اللجنة العراقية - الروسية المشتركة.
ونقل بيان رئاسي عن صالح قوله إن «المنطقة تواجه تحديات عدة وينبغي العمل والتنسيق لتجاوز الخلافات وتخفيف الاختلالات والتوترات عبر الحوار». وأضاف أن «انفتاح العراق على محيطه الإقليمي يهدف لتكريس الأمن والاستقرار». وشدد على أن «استقرار العراق وأمنه وسيادته جزء لا يتجزأ من أمن وسلام المنطقة، وعامل مهم نحو تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري ودعم فرص التنمية».
من جهته، أكد المسؤول الروسي «دعم بلاده لاستقرار وسيادة العراق، وجهوده في مكافحة الإرهاب وإرساء الأمن، وتطلُّع روسيا لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين على الصعد كافة»، بحسب البيان العراقي.
وجرى خلال اللقاء بحث العلاقات بين البلدين الصديقين وسبل تطويرها في المجالات كافة، وأهمية تعزيز التعاون في مجالي الأمن والدفاع، فضلاً عن استعراض التعاون التجاري والاقتصادي والثقافي وبما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الصديقين، كما تمت مناقشة أعمال اللجنة العراقية - الروسية المشتركة وضرورة السعي المشترك لإنجاح مقرراتها من خلال متابعة توقيع الاتفاقيات التي تتوصل إليها.
وكان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي اتفق مع الولايات المتحدة على شكل جديد للعلاقات يغير طبيعة الوجود العسكري الأميركي في العراق. وحددت الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي بين البلدين قبل أسبوعين الآليات الخاصة بالانسحاب الأميركي وطبيعة الوجود العسكري لأميركا والناتو مستقبلاً.
وبالإضافة إلى ذلك، نجح العراق في العودة إلى محيطه العربي عبر الزيارات التي قام بها الكاظمي إلى السعودية والإمارات، فضلا عن الاستعدادات العراقية لعقد القمة الثلاثية بين مصر والعراق والأردن في بغداد والتي تأجلت مرتين لأسباب لوجيستية.
وبشأن عودة العراق إلى محيطه العربي وما يمكن أن يترتب على ذلك من إرساء لدعائم الأمن والاستقرار، يقول أستاذ العلوم السياسية في كلية النهرين الدكتور ياسين البكري لـ«الشرق الأوسط» إن «المنطقة تشهد حراكاً واضحاً نتيجة تغير الإدارة الأميركية فضلاً عن موضوع العودة إلى المباحثات الخاصة بالاتفاق النووي والملفات التي يمكن أن يشملها هذا الاتفاق... والعراق خصوصاً جزء من هذه المفاوضات بشكل أو بآخر باعتباره الأكثر تأثراً بأجواء الصراع الأميركي - الإيراني». وأضاف أن «العراق في ضوء هذه المعطيات يحتاج إلى حراك في المنطقة فضلاً عن حراك بين الفاعلين الرئيسيين في المحيط الدولي وهو نتاج للانفتاح الذي بدأته هذه الحكومة على المحيط العربي وما يمكن أن ينتج عنه من تحقيق حالة من التوازن بين كل الأطراف».



طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

TT

طائرات سورية وروسية تقصف شمال غربي سوريا الخاضع لسيطرة المعارضة

قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)
قوات جوية روسية وسورية تقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة في شمال غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا (أ.ب)

قال الجيش السوري ومصادر من قوات المعارضة إن قوات جوية روسية وسورية قصفت مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، شمال غربي سوريا، قرب الحدود مع تركيا، اليوم (الخميس)، لصد هجوم لقوات المعارضة استولت خلاله على أراضٍ لأول مرة منذ سنوات.

ووفقاً لـ«رويترز»، شن تحالف من فصائل مسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام هجوماً، أمس (الأربعاء)، اجتاح خلاله 10 بلدات وقرى تحت سيطرة قوات الرئيس السوري بشار الأسد في محافظة حلب، شمال غربي البلاد.

وكان الهجوم هو الأكبر منذ مارس (آذار) 2020، حين وافقت روسيا التي تدعم الأسد، وتركيا التي تدعم المعارضة، على وقف إطلاق نار أنهى سنوات من القتال الذي تسبب في تشريد ملايين السوريين المعارضين لحكم الأسد.

وفي أول بيان له، منذ بدء الحملة المفاجئة قال الجيش السوري: «تصدَّت قواتنا المسلحة للهجوم الإرهابي الذي ما زال مستمراً حتى الآن، وكبَّدت التنظيمات الإرهابية المهاجمة خسائر فادحة في العتاد والأرواح».

وأضاف الجيش أنه يتعاون مع روسيا و«قوات صديقة» لم يسمِّها، لاستعادة الأرض وإعادة الوضع إلى ما كان عليه.

وقال مصدر عسكري إن المسلحين تقدموا، وأصبحوا على مسافة 10 كيلومترات تقريباً من مشارف مدينة حلب، وعلى بُعد بضعة كيلومترات من بلدتَي نبل والزهراء الشيعيتين اللتين بهما حضور قوي لجماعة «حزب الله» اللبنانية المدعومة من إيران.

كما هاجموا مطار النيرب، شرق حلب، حيث تتمركز فصائل موالية لإيران.

وتقول قوات المعارضة إن الهجوم جاء رداً على تصعيد الضربات في الأسابيع الماضية ضد المدنيين من قبل القوات الجوية الروسية والسورية في مناطق جنوب إدلب، واستباقاً لأي هجمات من جانب الجيش السوري الذي يحشد قواته بالقرب من خطوط المواجهة مع قوات المعارضة.

وفي الوقت نفسه، ذكرت وسائل إعلام إيرانية رسمية، اليوم (الخميس)، أن البريجادير جنرال كيومارس بورهاشمي، وهو مستشار عسكري إيراني كبير في سوريا، قُتل في حلب على يد قوات المعارضة.

وأرسلت إيران آلاف المقاتلين إلى سوريا خلال الصراع هناك. وبينما شمل هؤلاء عناصر من الحرس الثوري، الذين يعملون رسمياً مستشارين، فإن العدد الأكبر منهم من عناصر جماعات شيعية من أنحاء المنطقة.

وقالت مصادر أمنية تركية اليوم (الخميس) إن قوات للمعارضة في شمال سوريا شنَّت عملية محدودة، في أعقاب هجمات نفذتها قوات الحكومة السورية على منطقة خفض التصعيد في إدلب، لكنها وسَّعت عمليتها بعد أن تخلَّت القوات الحكومية عن مواقعها.

وأضافت المصادر الأمنية أن تحركات المعارضة ظلَّت ضمن حدود منطقة خفض التصعيد في إدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في عام 2019، بهدف الحد من الأعمال القتالية بين قوات المعارضة وقوات الحكومة.

وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية إن تركيا تتابع التطورات في شمال سوريا عن كثب، واتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان أمن القوات التركية هناك.

ولطالما كانت هيئة تحرير الشام، التي تصنِّفها الولايات المتحدة وتركيا منظمة إرهابية، هدفاً للقوات الحكومية السورية والروسية.

وتتنافس الهيئة مع فصائل مسلحة مدعومة من تركيا، وتسيطر هي الأخرى على مساحات شاسعة من الأراضي على الحدود مع تركيا، شمال غربي سوريا.

وتقول قوات المعارضة إن أكثر من 80 شخصاً، معظمهم من المدنيين، قُتلوا منذ بداية العام في غارات بطائرات مُسيرة على قرى تخضع لسيطرة قوات المعارضة.

وتقول دمشق إنها تشن حرباً ضد مسلحين يستلهمون نهج تنظيم القاعدة، وتنفي استهداف المدنيين دون تمييز.