محادثات سودانية - فرنسية بشأن تطورات تشاد

محمد حمدان دقلو (غيتي)
محمد حمدان دقلو (غيتي)
TT

محادثات سودانية - فرنسية بشأن تطورات تشاد

محمد حمدان دقلو (غيتي)
محمد حمدان دقلو (غيتي)

ذكر بيان لمجلس السيادة في السودان، أن نائب الرئيس، محمد حمدان دقلو «حميدتي»، بحث مع المبعوث الفرنسي للسودان جان ميشيل دايموند، تطورات الأوضاع في تشاد، عقب رحيل الرئيس إدريس ديبي.
وقال «حميدتي»؛ ناقشت مع المبعوث الفرنسي الأوضاع في دولة تشاد، وأكدت حرص السودان على تعزيز الأمن والاستقرار في تشاد، والإقليم بصفة عامة، مضيفاً: «اتفقنا على ضرورة التنسيق المشترك للعمل معاً من أجل استقرار الأوضاع في تشاد». ومن جانبه، أعلن المسؤول الفرنسي دعم بلاده المجلس الانتقالي الذي تم تشكيله في تشاد، بقيادة نجل الرئيس إدريس ديبي «محمد كاكا»، حاثاً المجلس للعمل على قيادة تحول سريع وآمن نحو الانتقال للديمقراطية.
وقال، في تصريحات صحافية، إن وزير الخارجية الفرنسية طلب منه لقاء نائب رئيس مجلس السيادة «حميدتي» لمناقشة الأوضاع في جمهورية تشاد، مشيراً إلى أن السودان وفرنسا يتشاركان ذات الأهداف المتعلقة بضرورة المحافظة على الأمن والاستقرار في جمهورية تشاد. وأضاف المبعوث الفرنسي أن ما يحدث في تشاد يؤثر في السودان، والعكس صحيح. وقال جان ميشيل إن اللقاء تطرق للأوضاع في دولة تشاد وإمكانية التنسيق والفهم المشترك بين السودان وفرنسا بشأن الوضع في هذا البلد، من أجل المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في تشاد، والإقليم بصفة عامة، مشيراً إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيزور إنجمينا للمشاركة في مراسم تشييع الرئيس الراحل إدريس ديبي.
وأوضح أن الزيارة ستشكل فرصة سانحة للقاء قادة ورؤساء دول الإقليم، بهدف توطيد دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة. وبحسب البيان، اتفق الجانبان، السوداني والفرنسي، على ضرورة التنسيق والعمل معاً من أجل استقرار الأوضاع في تشاد. ومن جهة ثانية، أشار المبعوث الفرنسي إلى أن النموذج الناجح في السودان، والمتمثل في تجربة حكومة انتقالية مشتركة بين المدنيين والعسكريين، يمكن أن يقدم نموذجاً ملهماً لنجاح التشاديين، رغم عدم تطابق الأوضاع في البلدين.
وقالت مصادر حكومية لـ«الشرق الأوسط»؛ من الراجح أن يشارك رئيس مجلس السيادة الانتقالي في البلاد ونائبه، في مراسم تشييع الرئيس التشادي، التي تقام اليوم بـ«إنجمينا»، مشيرة إلى العلاقات الجيدة التي جمعت بين البلدين بعد سقوط نظام الرئيس السوداني عمر البشير. وشاركت تشاد ضمن فريق الوساطة، إلى جانب دولة جنوب السوان، في محادثات السلام، التي أفضت إلى توقيع اتفاق «جوبا» للسلام بين الحكومة الانتقالية في السودان والحركات المسلحة في دارفور. وتبرز مخاوف سودانية من تأثير الاضطراب الأمني في تشاد على عدم الاستقرار في إقليم دارفور.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.