دعوة وزير إسرائيلي إلى مؤتمر سياسي في تركيا

TT

دعوة وزير إسرائيلي إلى مؤتمر سياسي في تركيا

في خطوة أخرى تقدم عليها تركيا لتحسين العلاقات مع إسرائيل، تلقى وزير الطاقة، يوفال شتاينتس، المقرب من رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، دعوة رسمية من وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، للمشاركة في مؤتمر سياسي يعقد في تركيا في شهر يونيو (حزيران) المقبل.
والمؤتمر يعتبر حدثاً دبلوماسياً دولياً، يعقد برعاية رسمية من الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، في مدينة أنطاليا القائمة على الساحل الجنوبي. واختيار شتاينتس بالذات، لم يكن صدفة؛ إذ إنه فضلاً عن قربه من نتنياهو، يتولى المسؤولية عن آبار الغاز في البحر البيض المتوسط، وهو يدير جانباً أساسياً من السياسة الإسرائيلية، لتشكيل حلف مؤلف من اليونان وقبرص وإسرائيل ومصر، لمواجهة المخطط التركي للحصول على حصة من هذه الآبار.
وهذه هي أول دعوة رسمية توجهها تركيا لوزير إسرائيلي لحضور مؤتمر رسمي، منذ عام 2018، عندما استدعت تركيا سفيرها في تل أبيب، على خلفية التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة وقمع مظاهرات العودة وكسر الحصار. واعتبر الإسرائيليون الدعوة، خطوة أخرى تأتي ضمن المساعي التركية لتوطيد العلاقات مع إسرائيل، وتفكيك تحالفها مع خصوم أنقرة في المنطقة.
وكان إردوغان قد بادر بنفسه إلى هذه الخطوات، قبل خمسة أشهر؛ إذ أعلن في ديسمبر (كانون الأول)، الماضي، أن تركيا لديها مشاكل مع شخصيات على أعلى مستوى سياسي في إسرائيل، في إشارة إلى نتنياهو «لكن علاقاتنا في مجال المخابرات والاقتصاد والسياحة ممتازة». واعتبر إردوغان، أن العلاقات التركية - الإسرائيلية من الممكن أن تكون «مختلفة تماماً» لو لم تكن الخلافات السياسية موجودة.
وفي يوم الثلاثاء الماضي، تطرق وزير الخارجية أوغلو، إلى هذه العلاقات فقال خلال مقابلة تلفزيونية على قناة «خبر تورك»، إن العلاقات التركية مع إسرائيل تحتاج إلى تصحيح. وأضاف، أن «الأمر مرتبط بسياسات الحكومة الإسرائيلية. فإذا طرأ تغيير على سياسة إسرائيل، سنعمل على تقييمه. لدينا حالياً علاقة اقتصادية جيدة مع إسرائيل، لكن العلاقات في المجالات المختلفة تحتاج إلى اتخاذ خطوات لإصلاحها».
اعتبر الإسرائيليون الدعوة خطوة أخرى تأتي ضمن المساعي التركية، لتوطيد العلاقات مع إسرائيل وتفكيك تحالفها مع خصوم أنقرة في المنطقة.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.