«وحيد القرن»... أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

قوة جاذبية الثقب الأسود على شكل النجم الأحمر (جامعة ولاية أوهايو)
قوة جاذبية الثقب الأسود على شكل النجم الأحمر (جامعة ولاية أوهايو)
TT

«وحيد القرن»... أصغر ثقب أسود قريب من الأرض

قوة جاذبية الثقب الأسود على شكل النجم الأحمر (جامعة ولاية أوهايو)
قوة جاذبية الثقب الأسود على شكل النجم الأحمر (جامعة ولاية أوهايو)

منذ إعلان فريق دولي من العلماء في 10 أبريل (نيسان) 2019. عن أول صورة لثقب أسود تم التقاطها، اكتسبت الدراسات حول هذا الجسم الفضائي، زخماً كبيراً، وكانت أحدث الإنجازات في هذا الإطار، اكتشاف واحد من أصغر الثقوب السوداء المسجلة، والأقرب إلى الأرض.
والثقوب السوداء، هي منطقة تتميز بجاذبية قوية جداً، بحيث لا يمكن لأي شيء، ولا حتى الجسيمات أو موجات الإشعاع الكهرومغناطيسي مثل الضوء - الإفلات منها، وتكون كتلته كبيرة جداً تفوق كتلة الشمس، وكان أحدث الاكتشافات في هذا المجال، والتي تم الإعلان عنها أول من أمس في دورية «الإخطارات الشهرية للجمعية الملكية الفلكية»، هو الثقب الأسود الذي تمت تسميته بـ«وحيد القرن».
وأطلق عليه الباحثون هذا الاسم، لأنه فريد من نوعه من حيث الحجم، إضافة إلى أنه تم العثور عليه في كوكبة «وحيد القرن»، وهي كوكبة خافتة نسبياً وتقع إلى جهة الشرق من كوكبة الجبار الواضحة، وشمالاً من نجم الشعرى اليمانية في كوكبة الكلب الأكبر.
وتوصل العلماء بجامعة ولاية أوهايو الأميركية لاكتشاف هذا الثقب الأسود، من خلال متابعة أحد النجوم العملاقة في كوكبة «وحيد القرن»، عبر القمر الصناعي «تيس» ومقراب بولاية أوهايو الأميركية يسمى «كيلوديجري إكستريملي ليتل تيليسكوب».
ووجد الباحثون أن هناك تغييراً في شدة ضوء هذا النجم ومظهره في نقاط مختلفة حول المدار، وهو ما يعني أن هناك شيئاً يشد هذا النجم العملاق ويغير شكله، وكان أحد الخيارات هو وجود ثقب أسود، وقدروا أنه يجب أن يكون صغيراً.
وبينما تفوق كتلة بعض الثقوب السوداء كتلة الشمس مليون مرة، فإن ثقب «وحيد القرن» قدر العلماء أن كتلته تبلغ فقط ثلاثة أضعاف كتلة شمسنا، وهي صغيرة بالنسبة للثقوب السوداء، وتم العثور على عدد قليل جداً بهذه الكتلة في الكون، وهذا الثقب الأسود قريب من الأرض، إذ إنه يبعد عنها 1500 سنة ضوئية فقط.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.