مجلس الأمن يتبنى أول إعلان مشترك تجاه وضع تيغراي «الكارثي»

ناقلة جنود تحمل جنوداً من الجيش الإثيوبي على طريق في منطقة قريبة من حدود منطقتي تيغراي وأمهرة (أرشيفية - أ.ب)
ناقلة جنود تحمل جنوداً من الجيش الإثيوبي على طريق في منطقة قريبة من حدود منطقتي تيغراي وأمهرة (أرشيفية - أ.ب)
TT

مجلس الأمن يتبنى أول إعلان مشترك تجاه وضع تيغراي «الكارثي»

ناقلة جنود تحمل جنوداً من الجيش الإثيوبي على طريق في منطقة قريبة من حدود منطقتي تيغراي وأمهرة (أرشيفية - أ.ب)
ناقلة جنود تحمل جنوداً من الجيش الإثيوبي على طريق في منطقة قريبة من حدود منطقتي تيغراي وأمهرة (أرشيفية - أ.ب)

تبنى مجلس الأمن الدولي، اليوم (الخميس)، أول إعلان مشترك حول إقليم تيغراي الإثيوبي منذ بداية النزاع فيه في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث أعرب عن «القلق العميق» إزاء الاتهامات بارتكاب انتهاكات وطالب بـ«وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
واقترحت إيرلندا الإعلان الذي نوقش منذ آخر اجتماع لمجلس الأمن في 15 أبريل (نيسان) والذي دانت خلاله الأمم المتحدة تدهور الأزمة الإنسانية مع رصد أولى حالات الوفاة جراء الجوع، وعدم انسحاب القوات الإريترية المتهمة بارتكاب فظائع في المنطقة الإثيوبية.
غداة ذلك، رفضت إريتريا قطعيا الاتهامات الموجهة إلى قواتها وأعلنت بدء انسحابها من تيغراي.
وأعرب مجلس الأمن في إعلانه، الخميس، عن «القلق العميق إزاء مزاعم الاعتداءات وانتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك معلومات حول عمليات عنف جنسي ضد النساء والفتيات في منطقة تيغراي، ودعوا إلى «تحقيقات لتحديد المسؤولين وتقديمهم إلى العدالة». وطلب «تعزيز الاستجابة الإنسانية ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق إلى جميع المحتاجين»، بما يشمل المجال الغذائي.
كما عبرت الدول الأعضاء في مجلس الأمن عن «دعمها القوي للجهود والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية» للمساهمة في تسوية النزاع.
وفي بداية نوفمبر (تشرين الثاني) 2020، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد إرسال الجيش الفيدرالي إلى تيغراي لنزع سلاح «جبهة تحرير شعب تيغراي» الحاكمة في المنطقة، وذلك بعدما اتهمها بشن هجمات على معسكرات للقوات الفيدرالية.
ويشهد مجلس الأمن انقسامات مذاك، إذ يعتبر عدد من أعضائه بينهم الصين وروسيا أن ما يحصل شأن داخلي، وعطلوا اتخاذ أي موقف يطالب بوقف أعمال العنف.
كما أن الأعضاء الأفارقة كانوا مترددين إزاء مواقف مجلس الأمن، وهم يفضلون وساطة الاتحاد الأفريقي في النزاع.
من جهتها، رحبت مندوبة إيرلندا جيرالدين بيرن ناسون، في بيان، بكون مجلس الأمن قد «خرج عن صمته حول أزمة تيغراي وتحدث لأول مرة بصوت واحد للتعبير عن قلقه الجماعي حول الوضع الإنساني الكارثي» في المنطقة.



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».