نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة ومناهضوه غارقون في الخلافات

نتنياهو التقى الوزير البريطاني ماكل غوف الذي زار اسرائيل لبحث التعاون المشترك بين البلدين (د. ب. أ)
نتنياهو التقى الوزير البريطاني ماكل غوف الذي زار اسرائيل لبحث التعاون المشترك بين البلدين (د. ب. أ)
TT

نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة ومناهضوه غارقون في الخلافات

نتنياهو التقى الوزير البريطاني ماكل غوف الذي زار اسرائيل لبحث التعاون المشترك بين البلدين (د. ب. أ)
نتنياهو التقى الوزير البريطاني ماكل غوف الذي زار اسرائيل لبحث التعاون المشترك بين البلدين (د. ب. أ)

بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه لم يعد قادراً على تشكيل حكومة «بسبب الخلافات الداخلية في صفوف اليمين، وتغليب المصالح الذاتية على المصلحة العامة»، قال مصدر مقرب منه، إن «خصوم نتنياهو الساعين إلى استبداله غارقون هم أيضاً في خلافات داخلية تمنعهم من تشكيل حكومة بديلة».
وعليه، فإن إسرائيل تنتظر حالياً أعجوبة ما تمنع تدهورها إلى انتخابات خامسة، أو تنتظر من نتنياهو أن يستل أرنباً مخفياً، على طريقة الساحر، يفاجئ به الجميع ويضمن الاستمرار في الحكم.
ومع أن نتنياهو صرح، أمس، بأنه لا يستطيع الاستغناء عن تأييد الحركة الإسلامية برئاسة النائب منصور عباس، فإن خصومه يحذرون من أن الخلافات بينهم ستجعلهم يضيعون الفرصة لاستبداله، وستجعله يقتنص الفرصة من جديد ويفاجئ باتفاق غير متوقع، فهو لا يجلس متفرجاً ولا يهدأ له بال ويجري محادثات علنية وسرية لإنجاز اتفاق ما.
المعروف أن نتنياهو حصل على التكليف لتشكيل الحكومة قبل 14 يوماً، ولم يتمكن خلالها من تحقيق هدفه، ولديه 14 يوماً أخرى لإنجاز المهمة. وقد خرج، أمس (الأربعاء)، بهجوم كاسح على رئيس «يمينا»، نفتالي بنيت، يتهمه بالتخريب على فرصة تشكيل حكومة يمين «بسبب دوافعه الجنونية ليصبح رئيس حكومة يسار». وقال، إن هناك إمكانية لتشكيل حكومة يمين من دون دعم الحركة الإسلامية، إذا وافقوا على اقتراحنا بتغيير القانون والتوجه لانتخاب رئيس حكومة بشكل مباشر. وأضاف «عندما ينتخب الجمهور رئيس حكومة بشكل مباشر فلن تكون هناك أي عقبة أمام تشكيل حكومة يمين. فالجمهور الإسرائيلي منح غالبية أصواته لأحزاب اليمين وعلينا أن نسلمه صلاحية اختيار رئيس حكومة. وأنا سأقبل بأي نتيجة يقررها الجمهور. وكلي ثقة بأن رئيس الحكومة المنتخب مباشرة من الشعب سيشكل حكومة في غضون يومين وينقذ الدولة من الفوضى الحالية».
ورد مقربون من بنيت بالقول، إن نتنياهو يضلل الجمهور ولا يقول الحقيقة، فتغيير القانون بقانون انتخاب مباشر لرئيس الحكومة، يحتاج هو أيضاً إلى أكثرية في الكنيست، ولن يستطيع تحقيقه من دون الاستناد إلى الحركة الإسلامية. وأضاف أحدهم «نتنياهو يحاول التستر على الحقيقة بأنه هو العقبة أمام تشكيل حكومة من اليمين. هو المشكلة وليس الحل. فإذا زاح جانباً، سنستطيع تشكيل حكومة يقف الليكود في مركزها. ولن تستند إلى أصوات الحركة الإسلامية».
وكانت مصادر سياسية قد أكدت، أن بنيت يدير مفاوضات معمقة مع رئيس المعسكر المناوئ، يائير لبيد، لتشكيل حكومة بديلة وأن لبيد وافق على تقديم تنازلات كبيرة لنفتالي بنيت، بضمنها منح نصف عدد الوزراء إلى أحزاب اليمين (يمينا برئاسة بنيت و«يسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان و«أمل جديد» برئاسة غدعون ساعر)، ويمنح بنيت رئاسة الحكومة لنصف مدة الدورة. لكن بنيت، الذي يخشى معارضة جمهوره اليميني، يطلب امتيازاً إضافياً، هو أن يكون صوته في الحكومة بصوتين، حتى يضمن أن تكون هذه حكومة غير معادية لليمين. وهذا ما يرفضه لبيد.
لكن حكومة كهذه ستكون مؤلفة من 58 نائباً وستحتاج إلى أصوات كتلة واحدة من الكتلتين العربيتين («القائمة المشتركة» برئاسة أيمن عودة و«الحركة الإسلامية» برئاسة منصور عباس). و«المشتركة» ترفض دعم حكومة برئاسة بنيت، وبنيت يرفض الاستناد إلى «الإسلامية». ويحاول لبيد إقناع بنيت بأن يقبل بحكومة كهذه كحل مؤقت. ويقول له، إن سقوط نتنياهو بحد ذاته سيفتح الآفاق لاستبداله بشخصية أخرى من الليكود، وعندها يمكن تغيير تركيبة الحكومة ويمكن ضم حزب ديني أو أكثر، وتشكيل حكومة جديدة مستقرة من دون الحاجة لإرهاق المواطنين بانتخابات خامسة. لكن بنيت لا يستعجل التوجه إلى حل كهذا. وينتظر أن يفشل نتنياهو أولاً. فيكون لجوؤه إلى حكومة مع اليسار والوسط «حلاً اضطرارياً حتى لا تتدهور البلاد لانتخابات أخرى».



«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
TT

«حماس» تُرحّب بمذكرتي توقيف نتنياهو وغالانت وتصفهما بخطوة «تاريخية»

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت (أرشيفية - رويترز)

رحبت حركة «حماس»، اليوم (الخميس)، بإصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت، معتبرة أنه خطوة «تاريخية مهمة».

وقالت الحركة في بيان إنها «خطوة ... تشكل سابقة تاريخيّة مهمة، وتصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا»، من دون الإشارة إلى مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق محمد الضيف، قائد الجناح المسلح لـ«حماس».

ودعت الحركة في بيان «محكمة الجنايات الدولية إلى توسيع دائرة استهدافها بالمحاسبة، لكل قادة الاحتلال».

وعدّت «حماس» القرار «سابقة تاريخية مهمة»، وقالت إن هذه الخطوة تمثل «تصحيحاً لمسار طويل من الظلم التاريخي لشعبنا، وحالة التغاضي المريب عن انتهاكات بشعة يتعرض لها طيلة 46 عاماً من الاحتلال».

كما حثت الحركة الفلسطينية كل دول العالم على التعاون مع المحكمة الجنائية في جلب نتنياهو وغالانت، «والعمل فوراً لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين العزل في قطاع غزة».

وفي وقت سابق اليوم، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت؛ لتورطهما في «جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب»، منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

وقال القيادي بحركة «حماس»، عزت الرشق، لوكالة «رويترز» للأنباء، إن أمر الجنائية الدولية يصب في المصلحة الفلسطينية.

وعدّ أن أمر «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو وغالانت يكشف عن «أن العدالة الدولية معنا، وأنها ضد الكيان الصهيوني».

من الجانب الإسرائيلي، قال رئيس الوزراء السابق، نفتالي بينيت، إن قرار المحكمة بإصدار أمري اعتقال بحق نتنياهو وغالانت «وصمة عار» للمحكمة. وندد زعيم المعارضة في إسرائيل، يائير لابيد، أيضاً بخطوة المحكمة، ووصفها بأنها «مكافأة للإرهاب».

ونفى المسؤولان الإسرائيليان الاتهامات بارتكاب جرائم حرب. ولا تمتلك المحكمة قوة شرطة خاصة بها لتنفيذ أوامر الاعتقال، وتعتمد في ذلك على الدول الأعضاء بها.