نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة ومناهضوه غارقون في الخلافات

نتنياهو التقى الوزير البريطاني ماكل غوف الذي زار اسرائيل لبحث التعاون المشترك بين البلدين (د. ب. أ)
نتنياهو التقى الوزير البريطاني ماكل غوف الذي زار اسرائيل لبحث التعاون المشترك بين البلدين (د. ب. أ)
TT
20

نتنياهو لن يستطيع تشكيل حكومة ومناهضوه غارقون في الخلافات

نتنياهو التقى الوزير البريطاني ماكل غوف الذي زار اسرائيل لبحث التعاون المشترك بين البلدين (د. ب. أ)
نتنياهو التقى الوزير البريطاني ماكل غوف الذي زار اسرائيل لبحث التعاون المشترك بين البلدين (د. ب. أ)

بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أنه لم يعد قادراً على تشكيل حكومة «بسبب الخلافات الداخلية في صفوف اليمين، وتغليب المصالح الذاتية على المصلحة العامة»، قال مصدر مقرب منه، إن «خصوم نتنياهو الساعين إلى استبداله غارقون هم أيضاً في خلافات داخلية تمنعهم من تشكيل حكومة بديلة».
وعليه، فإن إسرائيل تنتظر حالياً أعجوبة ما تمنع تدهورها إلى انتخابات خامسة، أو تنتظر من نتنياهو أن يستل أرنباً مخفياً، على طريقة الساحر، يفاجئ به الجميع ويضمن الاستمرار في الحكم.
ومع أن نتنياهو صرح، أمس، بأنه لا يستطيع الاستغناء عن تأييد الحركة الإسلامية برئاسة النائب منصور عباس، فإن خصومه يحذرون من أن الخلافات بينهم ستجعلهم يضيعون الفرصة لاستبداله، وستجعله يقتنص الفرصة من جديد ويفاجئ باتفاق غير متوقع، فهو لا يجلس متفرجاً ولا يهدأ له بال ويجري محادثات علنية وسرية لإنجاز اتفاق ما.
المعروف أن نتنياهو حصل على التكليف لتشكيل الحكومة قبل 14 يوماً، ولم يتمكن خلالها من تحقيق هدفه، ولديه 14 يوماً أخرى لإنجاز المهمة. وقد خرج، أمس (الأربعاء)، بهجوم كاسح على رئيس «يمينا»، نفتالي بنيت، يتهمه بالتخريب على فرصة تشكيل حكومة يمين «بسبب دوافعه الجنونية ليصبح رئيس حكومة يسار». وقال، إن هناك إمكانية لتشكيل حكومة يمين من دون دعم الحركة الإسلامية، إذا وافقوا على اقتراحنا بتغيير القانون والتوجه لانتخاب رئيس حكومة بشكل مباشر. وأضاف «عندما ينتخب الجمهور رئيس حكومة بشكل مباشر فلن تكون هناك أي عقبة أمام تشكيل حكومة يمين. فالجمهور الإسرائيلي منح غالبية أصواته لأحزاب اليمين وعلينا أن نسلمه صلاحية اختيار رئيس حكومة. وأنا سأقبل بأي نتيجة يقررها الجمهور. وكلي ثقة بأن رئيس الحكومة المنتخب مباشرة من الشعب سيشكل حكومة في غضون يومين وينقذ الدولة من الفوضى الحالية».
ورد مقربون من بنيت بالقول، إن نتنياهو يضلل الجمهور ولا يقول الحقيقة، فتغيير القانون بقانون انتخاب مباشر لرئيس الحكومة، يحتاج هو أيضاً إلى أكثرية في الكنيست، ولن يستطيع تحقيقه من دون الاستناد إلى الحركة الإسلامية. وأضاف أحدهم «نتنياهو يحاول التستر على الحقيقة بأنه هو العقبة أمام تشكيل حكومة من اليمين. هو المشكلة وليس الحل. فإذا زاح جانباً، سنستطيع تشكيل حكومة يقف الليكود في مركزها. ولن تستند إلى أصوات الحركة الإسلامية».
وكانت مصادر سياسية قد أكدت، أن بنيت يدير مفاوضات معمقة مع رئيس المعسكر المناوئ، يائير لبيد، لتشكيل حكومة بديلة وأن لبيد وافق على تقديم تنازلات كبيرة لنفتالي بنيت، بضمنها منح نصف عدد الوزراء إلى أحزاب اليمين (يمينا برئاسة بنيت و«يسرائيل بيتنا» برئاسة أفيغدور ليبرمان و«أمل جديد» برئاسة غدعون ساعر)، ويمنح بنيت رئاسة الحكومة لنصف مدة الدورة. لكن بنيت، الذي يخشى معارضة جمهوره اليميني، يطلب امتيازاً إضافياً، هو أن يكون صوته في الحكومة بصوتين، حتى يضمن أن تكون هذه حكومة غير معادية لليمين. وهذا ما يرفضه لبيد.
لكن حكومة كهذه ستكون مؤلفة من 58 نائباً وستحتاج إلى أصوات كتلة واحدة من الكتلتين العربيتين («القائمة المشتركة» برئاسة أيمن عودة و«الحركة الإسلامية» برئاسة منصور عباس). و«المشتركة» ترفض دعم حكومة برئاسة بنيت، وبنيت يرفض الاستناد إلى «الإسلامية». ويحاول لبيد إقناع بنيت بأن يقبل بحكومة كهذه كحل مؤقت. ويقول له، إن سقوط نتنياهو بحد ذاته سيفتح الآفاق لاستبداله بشخصية أخرى من الليكود، وعندها يمكن تغيير تركيبة الحكومة ويمكن ضم حزب ديني أو أكثر، وتشكيل حكومة جديدة مستقرة من دون الحاجة لإرهاق المواطنين بانتخابات خامسة. لكن بنيت لا يستعجل التوجه إلى حل كهذا. وينتظر أن يفشل نتنياهو أولاً. فيكون لجوؤه إلى حكومة مع اليسار والوسط «حلاً اضطرارياً حتى لا تتدهور البلاد لانتخابات أخرى».



تهديدات الحوثيين تغلق مستشفى تديره «أطباء بلا حدود»

تدريب الكادر الصحي على التعامل مع مرض الكوليرا (الأمم المتحدة)
تدريب الكادر الصحي على التعامل مع مرض الكوليرا (الأمم المتحدة)
TT
20

تهديدات الحوثيين تغلق مستشفى تديره «أطباء بلا حدود»

تدريب الكادر الصحي على التعامل مع مرض الكوليرا (الأمم المتحدة)
تدريب الكادر الصحي على التعامل مع مرض الكوليرا (الأمم المتحدة)

فيما عاد وباء الكوليرا للظهور في اليمن، مسجلاً 11 ألف إصابة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، علَّقت منظمة «أطباء بلا حدود» أنشطة مستشفى تديره في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد تعرض موظفين ومرضى لتهديدات أمنية.

وفي بيان لها أدانت منظمة «أطباء بلا حدود» بشدة أعمال العنف الخطيرة التي عرَّضت المرضى وعائلاتهم والموظفين للخطر في مستشفى خمر بمحافظة عمران الخاضعة لسيطرة الحوثيين (شمال صنعاء).

وأعلنت المنظمة تعليق العمل في المستشفى بعد أن انعدمت بيئة الأمن «في مكان يُفترض أن يكون ملاذاً آمناً لتلقي الرعاية الصحية الأساسية».

ووفق المنظمة، فإن فرقها واجهت منذ يناير (كانون الثاني) الماضي تهديدات أمنية متكررة استهدفت كلّاً من المستشفى التابع لها ومكتبها في منطقة خمر بمحافظة عمران، وأن الأمر تصاعد منتصف الأسبوع بشكل خطير عندما اقتحم شخص مسلح المستشفى، وهدَّد بتفجير قنبلة يدوية داخله، وقالت إن هذا العدوان غير المبرر «أمر مؤسف»، ويعرّض حياة المرضى والموظفين لخطر مباشر.

تطعيم مليون طفل ضد الأمراض القاتلة في مناطق سيطرة الحكومة (إعلام محلي)
تطعيم مليون طفل ضد الأمراض القاتلة في مناطق سيطرة الحكومة (إعلام محلي)

من جهتها، قالت إلاريا رسولو، الممثلة القطرية لـ«أطباء بلا حدود» في اليمن، إنه من غير المقبول كلياً أن يتعرض موظفو الرعاية الصحية، الذين يعملون على إنقاذ الأرواح، للتهديد «بالعنف المميت».

وأكدت وجوب بقاء المستشفيات أماكن آمنة للجميع، وضمان سلامة المرضى والموظفين. وقالت إنه وحتى يتحقق ذلك، «لا يمكننا الاستمرار في تقديم الرعاية الصحية الأساسية».

عودة الكوليرا

هذه التطورات تزامنت مع تأكيد منظمة الصحة العالمية تسجيل أكثر من 11 ألف حالة إصابة جديدة بالكوليرا في اليمن خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، إلى جانب 9 وفيات مرتبطة به.

وأوضحت المنظمة الأممية في تقرير جديد أن عدد الحالات والوفيات المُبلّغ عنها في اليمن خلال مارس (آذار) الماضي وحده، وصل إلى 1278 حالة، إلا أنه لم يتم تسجيل أي حالة وفاة مرتبطة بالمرض في الشهر نفسه.

المراكز الطبية في عدن تقدم الرعاية لمرضى الإسهالات (الأمم المتحدة)
المراكز الطبية في عدن تقدم الرعاية لمرضى الإسهالات (الأمم المتحدة)

ووصفت المنظمة اليمن بأنها رابع أكبر دولة في تفشي هذا الوباء على مستوى العالم، بعد جنوب السودان (29050 حالة)، وأفغانستان (21533 حالة)، والكونغو الديمقراطية (15785 حالة).

وطبقاً لبيانات الصحة العالمية فإن اليمن يحتل المرتبة الثالثة في عدد حالات الإصابة بالكوليرا على مستوى إقليم شرق المتوسط، بعد أفغانستان (21 ألف حالة)، والسودان (8 آلاف)، وذلك خلال الأشهر الثلاثة الأولى من هذا العام. كما احتل المرتبة الثانية في عدد الوفيات المرتبطة بالمرض بعد السودان (160)، تليهما كل من أفغانستان (8) والصومال (حالة واحدة).

تفشي الأوبئة

وسجَّلت المنظمة الأممية نحو 28 ألف حالة إصابة بالحصبة، و260 حالة وفاة مرتبطة بهذا المرض في اليمن خلال العام الماضي، وأكدت استمرار تفشي الأمراض التي يمكن الوقاية منها باللقاحات، نتيجة تدهور البنية التحتية للرعاية الصحية جرّاء الصراع المستمر، إضافة إلى العقبات اللوجيستية التي تفرض على الأسر في المناطق النائية والمحرومة مواجهة تحديات كبيرة في الحصول على التطعيمات المنقذة للحياة.

وحسب «الصحة العالمية»، فإنه ومنذ عام 2017، «سُجِّلت في اليمن أكثر من 1500 حالة إصابة بالدفتيريا، من بينها أكثر من 200 حالة وفاة، ومع عودة فيروس شلل الأطفال في عام 2021 أُصيب 272 طفلاً بالفيروس المتحور. ورأت في ذلك تذكيراً بالعواقب الوخيمة الناتجة عن محدودية الوصول إلى اللقاحات».

ومع تأكيدها تطعيم نحو مليون طفل دون سن الخامسة في اليمن خلال العام الماضي، ذكرت أن ذلك ساهم في حمايتهم من أمراض مثل الحصبة وشلل الأطفال والدفتيريا، إلا أنها عادت وحذرت. ورغم التقدم المحرز، لا يزال العديد من السكان يواجهون عقبات في الحصول على اللقاحات.