ما هي الأدوية التي أظهرت نتائج واعدة في علاج «كورونا»؟

صيدلي يحمل علبة من عقار «توسيليزوماب» المضاد للالتهابات (رويترز)
صيدلي يحمل علبة من عقار «توسيليزوماب» المضاد للالتهابات (رويترز)
TT

ما هي الأدوية التي أظهرت نتائج واعدة في علاج «كورونا»؟

صيدلي يحمل علبة من عقار «توسيليزوماب» المضاد للالتهابات (رويترز)
صيدلي يحمل علبة من عقار «توسيليزوماب» المضاد للالتهابات (رويترز)

أطلقت الحكومة البريطانية حملة للعثور على عقارين على الأقل بحلول الخريف يمكن للناس تناولهما في المنزل كحبوب أو كبسولات لمنع تحول عدوى «كورونا» إلى مرض خطير وتسريع أوقات الشفاء من الفيروس.
لكن لن تكون هذه الأدوية الأولى التي أظهرت نتائج واعدة في علاج «كوفيد - 19». وجمعت صحيفة «الغارديان» بعض العقاقير التي تساعد في الشفاء من الفيروس حتى الآن:

* ديكساميثازون
وجدت تجربة «ريكافيري» ومقرها أكسفورد، في يونيو (حزيران) الماضي، أن الستيرويد الرخيص أنقذ حياة واحد من كل ثمانية أشخاص مصابين بمرض خطير يرتبط بـ«كورونا»، واحتاجوا إلى أجهزة التنفس الصناعي في المستشفيات. هذا الدواء، الذي يبلغ من العمر نحو 60 عاماً، ويُعطى بجرعات منخفضة، هو الآن العلاج القياسي للمرضى الأكثر تأثراً بالفيروس. إنه دواء مضاد للالتهابات، يمكن أن يخفف من رد الفعل المفرط لجهاز المناعة استجابةً لفيروس «كورونا». يُعتقد أن استخدامه أنقذ حياة نحو مليون شخص في جميع أنحاء العالم.

* توسيليزوماب
مثل الديكساميثازون، هذا العقار هو مضاد للالتهابات. يتم إعطاء العقار الذي يستخدم عادةً لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي عن طريق الحقن لمنع البروتين الالتهابي «آي إل 6». في فبراير (شباط)، نُشرت نتائج التجارب التي أظهرت أن العقار يقلل من خطر الوفاة لدى المرضى الذين احتاجوا إلى دخول المستشفى. كما أدى العقار إلى تقصير مدة الإقامة في المستشفى وكان من غير المرجح أن يحتاج المرضى الذين يتناولونه لاستخدام جهاز التنفس الصناعي. ولم تتم تجربة هذا العقار في المرضى بالمراحل المبكرة.

* بوديزونيد
دواء الربو، الذي يتم استنشاقه مرتين في اليوم، هو العلاج الأول الذي حقق نتائج جيدة في تجربة لكبار السن مع «كورونا». وجدت تجربة «برينسيبال»، ومقرها أيضاً جامعة أكسفورد، أن العقار يقلل مدة مرض الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً أو أكثر من 50 عاماً والذين يعانون من ظروف صحية أساسية بمتوسط ثلاثة أيام. إنه متاح على نطاق واسع وغير مكلف ويعطى الآن على أساس كل حالة على حِدة من الأطباء. وتم إدخال عدد أقل من الأشخاص الذين يتناولون بوديزونيد إلى المستشفى مقارنةً بأولئك الذين تلقوا علاجات أخرى.

* فافيبيرافير
يعد هذا دواءً مضاداً للفيروسات وليس مضاداً للالتهابات، مما يعني أنه مصمَّم لمحاربة الفيروس في مرحلة مبكرة، قبل أن يتسبب في حدوث أي التهاب. وهو أول عقار مضاد للفيروسات يتم تضمينه في تجربة «برينسيبال» في المنازل السكنية. تم ترخيصه في اليابان منذ عام 2014 لعلاج الإنفلونزا. وأشارت الدراسات المعملية والحيوانية إلى أنه يمكن أن يعمل على البشر ضد فيروس «كورونا».

* ريمديسفير
تم ترخيص هذا العقار المضاد للفيروسات للاستخدام في حالات الطوارئ في الولايات المتحدة والهند وسنغافورة، وتمت الموافقة عليه في الاتحاد الأوروبي واليابان وأستراليا للاستخدام على الأشخاص الذين يعانون من أعراض حادة.
يعد الدواء، من صناعة شركة «غيليد ساينسيز» الأميركية، مكلفاً، وكان في الأصل لعلاج التهاب الكبد الفيروس (سي). ثم أُعيد استخدامه لإيبولا. لقد أصبح استخدامه مثيراً للجدل خلال الوباء، مع تجربة مستقلة كبيرة تديرها منظمة الصحة العالمية في عدد من البلدان وجدت أن تأثيره ضئيل جداً على الوفيات.

* علاج «بلازما النقاهة»
يقوم هذا العلاج على جمع بلازما تحتوي على أجسام مضادة للفيروس من الأشخاص الذين تعافوا من «كوفيد - 19». منحته الولايات المتحدة تصريحاً طارئاً، لكن من دون إجراء تجارب لإظهار التأثير. على الرغم من استخدام «بلازما النقاهة» بنجاح في علاج أمراض أخرى، فإن معظم الخبراء لا يزالون يقولون إنه لا توجد أدلة تجريبية كافية على مدى فاعلية هذا العلاج، أو أيٌّ من المرضى يمكنهم الحصول عليه.


مقالات ذات صلة

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

يوميات الشرق سرطان الكبد من بين السرطانات الأكثر شيوعاً في العالم (جامعة ييل)

الإفراط في تناول الدهون والسكر قد يدمر الكبد

حذّرت دراسة أميركية من أن الإفراط في تناول الدهون والسكريات يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الكبد، وذلك من خلال تدمير الحمض النووي في خلايا الكبد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
يوميات الشرق شاي الكركديه يحتوي على نسبة عالية من مادة «البوليفينول» (غيتي)

مواد طبيعية قد تمنحك خصراً نحيفاً وقلباً صحياً وضغط دم منخفضاً

ثمة كلمة جديدة رائجة في مجال الصحة هي «البوليفينولات»، فبينما ظل العلماء يدرسون المركبات النباتية لسنوات، فقد جذب المصطلح الآن خيال الجمهور لسبب وجيه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق جانب من تمرين عالي الطاقة في صالة ألعاب رياضية في نيويورك (أرشيفية - رويترز)

«هارد 75»... تحدٍّ جديد يجتاح «تيك توك» مع بداية العام

مع بداية العام الجديد، انتشر تحدٍّ جديد عبر تطبيق «تيك توك» باسم «هارد 75».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك ليست جميع المشروبات قادرة بالفعل على علاجك من نزلات البرد والإنفلونزا (رويترز)

مشروب منزلي يساعد في التخلص من نزلات البرد

تحدثت اختصاصية التغذية كيلي كونيك لشبكة «فوكس نيوز» الأميركية عن المشروب المنزلي الأمثل لعلاج نزلات البرد والإنفلونزا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الفواكه والخضراوات مليئة بمضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن (رويترز)

تناول الفواكه والخضراوات يقلل خطر إصابتك بالاكتئاب

أكدت دراسة جديدة أن زيادة كمية الفواكه والخضراوات في نظامك الغذائي يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بمرور الوقت.

«الشرق الأوسط» (سيدني)

الذكاء الاصطناعي يعزز جاهزية العالم لمواجهة الأوبئة

تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض (جامعة نبراسكا - لينكولن)
تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض (جامعة نبراسكا - لينكولن)
TT

الذكاء الاصطناعي يعزز جاهزية العالم لمواجهة الأوبئة

تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض (جامعة نبراسكا - لينكولن)
تقنيات الذكاء الاصطناعي تسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض (جامعة نبراسكا - لينكولن)

سلطت دراسة هندية الضوء على الدور الحاسم للذكاء الاصطناعي في تحسين جاهزية العالم لمواجهة الأوبئة، من خلال التنبؤ السريع، والتخطيط الفعّال، وتطوير حلول طبية مبتكرة.

وأوضح الباحثون من معهد «داتا ميغي» للتعليم العالي والبحث العلمي الهندي، أن استخدام الذكاء الاصطناعي يسهم في التنبؤ بتفشي الأمراض عبر نماذج وبائية دقيقة، وتسريع تطوير اللقاحات، ونُشرت النتائج، الجمعة، في دورية «Molecular Biomedicine».

وأحدثت تقنيات الذكاء الاصطناعي مؤخراً نقلة نوعية في الممارسات الطبية والوبائية، من خلال إسهاماتها في تعزيز كفاءة الأنظمة الصحية عبر التنبؤ الدقيق بتفشي الأمراض، وتحليل البيانات الضخمة لتوجيه القرارات السريرية والصحية.

وركز الباحثون في دراستهم على التطبيقات الواسعة للذكاء الاصطناعي في مجال الصحة العامة العالمية، بما في ذلك النماذج الوبائية، وتطوير اللقاحات، وتحسين نظم الرعاية الصحية، فضلاً عن معالجة التحديات الأخلاقية والمجتمعية المرتبطة بهذه التقنيات.

وتناولت الدراسة كيف تُستخدم النماذج القائمة على الذكاء الاصطناعي، مثل نماذج «SIR» التي تستخدَم لتحليل انتشار الأمراض المعدية بين السكان و«SIS» التي تُستخدم للتنبؤ بإمكانية الإصابة بالمرض مجدداً بعد التعافي. ووفق الباحثين، أسهمت هذه النماذج في تحسين دقة التوقعات الوبائية، مما مَكّن صُناع القرار من تنفيذ تدخلات سريعة وفعّالة. كما ساعدت تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحسين تخصيص الموارد وتعزيز كفاءة استجابات الصحة العامة عبر تحليل مجموعات بيانات ضخمة ومتنوعة.

وتناولت الدراسة أيضاً مساهمة الذكاء الاصطناعي في تسريع عمليات تطوير اللقاحات، حيث ساعدت تقنيات المحاكاة الجزيئية القائمة على الذكاء الاصطناعي في تسريع تصميم التجارب السريرية. وخلال جائحة «كوفيد - 19»، لعب الذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً في تطوير لقاحات «mRNA»، مما أبرز قدرته على مواجهة التحديات غير المسبوقة.

كما استعرض الباحثون دور الذكاء الاصطناعي في مراقبة الأوبئة والكشف المبكر عنها من خلال تحليل البيانات المستمدة من السجلات الصحية الإلكترونية، والتطبيقات المحمولة، ووسائل التواصل الاجتماعي. وشدد الفريق على أهمية التعاون الدولي وبناء أنظمة متكاملة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتعزيز الأمن الصحي العالمي.

وفي المقابل، أكد الفريق ضرورة معالجة التحديات الأخلاقية والمجتمعية المرتبطة بتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، مثل خصوصية البيانات، والتحيزات في الخوارزميات، وضمان الوصول العادل إلى هذه التقنيات، مع تأكيد أهمية تبني حوكمة مسؤولة وأطر أخلاقية قوية لتحقيق تطبيق عادل وشامل لها، خصوصاً في المناطق ذات الموارد المحدودة.

واختتم الباحثون دراستهم بالدعوة إلى مواصلة البحث لمعالجة الفجوات والتحديات في تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، مؤكدين ضرورة توافق هذه التقنيات مع أهداف الصحة العامة لمواجهة الأزمات الصحية العالمية بفاعلية.