قاآني يلوّح بـ{خطوة أساسية» يومية ضد أميركا وإسرائيل

لوح مسؤول العمليات الخارجية في «الحرس الثوري»، إسماعيل قاآني، الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل بأنها ستواجه يومياً، «خطوة أساسية» من «جبهات المقاومة»، في إشارة إلى ميليشيات متعددة الجنسية تدين بالولاء الآيديولوجي لقوات «الحرس الثوري» الإيراني.
وتعهد قاآني في مراسم تشييع نائبه الجنرال محمد حجازي في مسقط رأسه، مدينة أصفهان، وسط البلاد، بـ«مواصلة طريق» سلفه، الجنرال قاسم سليماني الذي قضى بضربة جوية أميركية في بغداد مطلع العام الماضي، وأشار إلى الدافع الآيديولوجي لأنشطة قواته في المنطقة، قائلاً إن «الطريق مستمر بنجاح ويتوقف فقط عندما تقام الدولة العالمية للمهدي المنتظر».
وأشار قاآني إلى دور حجازي في «توسع» الأنشطة الإقليمية لـ«الحرس» الإيراني، بعد نهاية سليماني. وأضاف: «كان من السائرين الحقيقيين على طريقه، وقام بعمل جيد، ودرّب (الآخرين)»، وتطرق بالتحديد إلى أنشطة وكلاء إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن. وقال أيضاً «كل يوم نقوم بخطوة أساسية ضد أعداء الثورة، أميركا والنظام الصهيوني، وسنواصل الطريق حتى إقامة الحكم العالمي للمهدي المنتظر».
تأتي تصريحات القيادي العسكري الإيراني بينما تحاول الولايات المتحدة أن تجعل من إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، منطلقا للوصول إلى اتفاق أشمل، تطالب به حلفائها الأوروبيين والإقليميين، يهدف إلى معالجة أنشطة «الحرس الثوري» على صعيد التدخلات الإقليمية ورعاية الميليشيات، أو ضبط البرنامج الصاروخي، في ظل إصرار إيران على تزويد وكلائها الإقليميين بصواريخ باليستية مسيرة قصيرة المدى ومتوسطة المدى. وضد الانتقادات الدولية خلال السنوات الأخيرة، يلجأ كبار المسؤولين والدبلوماسيين الإيرانيين عادة إلى تبرير الأنشطة الإقليمية بأنها «تلبية» لطلب «دول صديقة».
وكان «الحرس الثوري» قد أعلن وفاة حجازي الأحد على إثر نوبة قلبية، لكنه تراجع لاحقاً عن روايته الأولى وربط النوبة القلبية بأعراض الإصابة الكيميائية القديمة، وذلك بعدما استخدم مسؤولون إيرانيون من بينهم نائب رئيس البرلمان مفردة «الشهيد» لوصف حجازي. وبدأت التكهنات حول إمكانية تعرضه لاغتيال أو سقوط في معارك عابرة للحدود الإيرانية، بتغريدة من نجل قيادي سابق في «الحرس الثوري» قبل أن يحذف التغريدة.
وأثار تضارب المعلومات شكوكاً حول رواية «الحرس الثوري». وصف محمد إسماعيل كوثري، مستشار قائد الحرس الثوري إشارة الشكوك حول إمكانية تعرض لـ«اغتيال بيولوجي»، بأنها «شائعات شيطانية للأعداء». وقال لوكالة «أرنا» الرسمية إن «الأعداء يتظاهرون بأنهم متغلغلون في كل مكان وقادرون على القيام بأي عمليات في الداخل الإيراني».
ولفت كوثري إلى أن حجازي «عاني من متاعب جسدية» جراء «أعراض إصابة كيماوية» تعود إلى حرب الخليج الأولى.
وكان حجازي واحد من أرفع قادة «الحرس الثوري» ومسؤولاً مباشراً عن أمن العاصمة طهران، في احتجاجات الحركة الخضراء، عقب الانتخابات الرئاسية 2009.
وما عمق الشكوك حول وفاة حجازي أنه يأتي بعد أقل من أسبوعين على تفجير هز منشأة نطنز، تتهم السلطات الإيرانية العدو اللدود إسرائيل بالوقوف ورائه.
بدورها، شككت صحيفة «نيويورك تايمز» بالرواية الإيرانية، مشيرة إلى مقتل قيادي من القاعدة الصيف الماضي في طهران، واغتيال محسن فخري زاده، مسؤول الأبعاد العسكرية والأمنية في البرنامج النووي، وانفجارين استهدفتا منشأة نطنز لتخصيب اليورانيوم، كان آخرها قبل نحو أسبوعين، وهي ما تؤكد وجود «ثغرات» أمنية في إيران.
وكان «الحرس الثوري» قد أعلن أول من أمس، عن ترقية الرجل الثالث في «فيلق القدس» الجنرال محمد رضا فلاح زاده نائباً لقائد «فيلق القدس».
بعد ساعات من نهاية تشييع حجازي، أعلن «الحرس الثوري» لإيراني، وفاة الجنرال آخر في «فيلق القدس»، جراء الإصابة بفيروس كورونا. وأفادت وكالة «تسنيم» المنبر الإعلامي لجهاز استخبارات «الحرس الثوري»، بأن الجنرال محمد علي حق بين من قاعدة «فيلق القدس» في محافظة جيلان، شمالي البلاد، ومستشار قائد القوات البرية في «الحرس الثوري». وهو من قادة عملية «نبل والزهرا» في ضواحي حلب.