مساعي تأليف الحكومة اللبنانية مجمدة في غياب فرص جديدة للحل

TT

مساعي تأليف الحكومة اللبنانية مجمدة في غياب فرص جديدة للحل

يكاد موضوع ملف تأليف الحكومة أن يكون شبه غائب عن الاتصالات واللقاءات السياسية في لبنان رغم محاولة البعض الإيحاء بغير ذلك، وكان آخرها ما أطلقه أمس النائب في «حزب الله» حسن عز الدين بالقول إن الحزب يبذل الجهود لتذليل عقبات التأليف، داعياً في الوقت عينه حكومة تصريف الأعمال إلى تفعيل دورها.
وقال عز الدين خلال لقاءات سياسية في صور في الجنوب: «إن (حزب الله) مستمر بحواره مع الجهات المعنية بتشكيل الحكومة، وبذل الجهود لتذليل العقبات المتبقية لتسهيل ولادة حكومة جديدة، قادرة على التصدي للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والمالية القاسية، التي باتت ترخي بثقلها بشكل كبير على جميع المواطنين في لبنان، الأمر الذي يفرض على جميع المسؤولين الابتعاد عن الكيدية السياسية والمزاجية، والترفع عن الحسابات الضيقة من أجل إنقاذ لبنان».
وشدد على «ضرورة أن تعكس الحكومة الجديدة هموم الناس عبر تأمين كل متطلبات الحياة الكريمة لهم، وكذلك السير ببرنامج إصلاحي، ومكافحة الفساد، ودعم عمليات التدقيق الجنائي المالي»، داعياً حكومة تصريف الأعمال إلى «أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تفعّل عملها، وتسير أمور الدولة لا سيما مع الاستمرار في تعثر تأليف حكومة جديدة».
وعن هذه الجهود التي تحدث عنها الحزب، تُجمع مصادر في «التيار الوطني الحر» وأخرى مقربة من «الثنائي الشيعي» على القول إنه لم يسجّل أي جديد على خط الحكومة والمحركات مطفأة حتى الساعة ولا تواصُل بين الأطراف حول التأليف.
وفي حين ترمي مصادر «التيار» المسؤولية على رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، بقولها لـ«الشرق الأوسط»: «ما دام الحريري خارج البلاد فلا مجال للحديث عن الحكومة»، تؤكد المصادر المقربة من «الثنائي الشيعي» أن المَخرج الوحيد اليوم هي مبادرة رئيس البرلمان نبيه بري، التي تنص على تشكيل حكومة من 24 وزيراً، لا ثلث معطلاً فيها لأي طرف، وتضيف: «من الواضح أنه لا قرار لتأليف الحكومة حتى الساعة، لا سيما من رئيس الجمهورية ميشال عون والنائب جبران باسيل»، مذكّرةً كذلك بأن «الأميركي (في إشارة إلى مساعد وزير الخارجية ديفيد هيل)، والعربي (في إشارة إلى وزير الخارجية المصري ومساعد أمين عام الجامعة العربية)، أبديا دعماً للمبادرة، لكن في المقابل لا يزال (التيار) الذي يكاد (حزب الله) يضيق ذرعاً منه، يقول حيناً إنه لا يريد المشاركة في الحكومة وحيناً آخر: لماذا لا يتواصل معنا الرئيس المكلف؟». في المقابل، لا تنظر مصادر «التيار» إلى مبادرة بري كطرح كامل وترى أنها طُرحت فقط في الإعلام، وتقول: «الرئيس بري لم يحرك مبادرته حتى الآن»، وهو ما تردّ عليه مصادر الثنائي بالقول: «المبادرة باتت واضحة وهم لم يعلنوا موقفهم منها، وهذا الكلام ليس إلا نوعاً من المناورة التي اعتادوا عليها ليقولوا عند إعلان بري عن مبادرته: أفشلناه».
في موازاة ذلك، رأى نائب رئيس تيار «المستقبل» مصطفى علوش، أن المطلوب التخلي عن السيطرة على الحكومة من الجميع، مشيراً إلى أن الرئيس المكلف سيؤكد خلال لقائه البابا فرنسيس، الخميس المقبل، أن الإشاعات هي سيدة الموقف في ملف تشكيل الحكومة، وأن لبنان سيبقى وطن الرسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني.
من جهة أخرى، قال رئيس «حزب السلام» روجيه إده، من بكركي بعد لقائه البطريرك الماروني بشارة الراعي، إن أهم ما يعمل عليه الأخير هو المؤتمر الدولي بإشراف أممي، وتشارك فيه المنظومة، وما هو قيد التحضير من منظومة بديلة مؤلفة من شخصيات مستقلة وتنظيمات ثورية تريد أن تطور لبنان وفق اتفاق الطائف، ما يعني إلغاء الطائفية مقابل اللامركزية الاتحادية، وتنفيذ اتفاق الطائف لجهة إقامة مجلس الشيوخ وإجراء انتخابات خارج القيد الطائفي، مشيراً إلى أن هذا المؤتمر قد يؤدي إلى تفاهم وإلى حكومة انتقالية.



توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
TT

توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)

تعتزم الجماعة الحوثية في اليمن تأسيس كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس والمناسبات في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المدن تحت سيطرة الجماعة.

جاء ذلك خلال دعوة وجهتها ما تسمى الغرفة التجارية والصناعية الخاضعة للحوثيين في صنعاء لمُلاك صالات الأعراس والمناسبات تحضهم على حضور ما تسميه اللقاء التأسيسي لقطاع صالات الأعراس والمناسبات تحت إدارة ورعاية وإشراف قيادات في الجماعة.

جانب من اجتماع قيادات حوثية تدير أجهزة أمنية في صنعاء (إعلام حوثي)

يتزامن هذا التحرك مع شن الجماعة مزيداً من حملات فرض الإتاوات والابتزاز والاعتقال لمُلاك صالات الأعراس والفنانين والمُنشِدين بذريعة حظر الغناء والتصوير وكل مظاهر الفرح، ضمن مساعيها لإفساد بهجة السكان وتقييد حرياتهم.

ووضعت قيادات حوثية تُدير شؤون الغرفة التجارية في صنعاء شروطاً عدة للانضمام والمشاركة في اللقاء التأسيسي المزعوم، من بينها امتلاك مالك القاعة الذي سيحضر سجلاً تجارياً، وأن تكون بطاقة عضويته في الغرفة الحوثية مُجدَّدة لعام 2024، كما حدّدت الجماعة يوم 11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، موعداً لانعقاد اللقاء التأسيسي لمُلاك صالات الأعراس.

وسبق للجماعة الحوثية أن داهمت في أواخر مايو (أيار) العام الماضي، مقر الغرفة التجارية والصناعية في صنعاء، وعيّنت أحد عناصرها رئيساً لها بالقوة، وأزاحت رئيس وأعضاء مجلس الإدارة المنتخبين.

ويقول ناشطون حقوقيون في صنعاء إن إنشاء هذا الكيان الرقابي يندرج ضمن توجه الجماعة لفرض كامل السيطرة على القطاع، وإرغام الصالات على الالتزام بالتعليمات فيما يخص حظر الأغاني، ودفع مزيد من الإتاوات والجبايات.

دهم وخطف

أكدت مصادر محلية في محافظة عمران (شمال صنعاء) قيام الجماعة الحوثية باختطافات وإجراءات تعسفية ضد ملاك صالات الأعراس والمنشدين، كان آخرها قيام القيادي في الجماعة أبو داود الحمزي المعيّن مديراً لأمن مديرية خمر باعتقال المُنشد محمد ناصر داحش، وثلاثة من أعضاء فريقه الإنشادي من صالة عُرس وسط المدينة.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الحمزي ومسلحيه اقتحموا صالة العُرس، وباشروا بمصادرة ونهب ما فيها من أجهزة ومعدات، وخطف مالك الصالة والمُنشد وفريقه، والزج بهم في أحد السجون.

حالة هلع بحفل زفاف اقتحمه حوثيون لمنع الغناء في عمران (إكس)

ويتهم القيادي الحمزي، وفق المصادر، المُنشد داحش بتحريض الفنانين والمُنشدين وملاك قاعات الأفراح والسكان بشكل عام على رفض القرارات التعسفية الصادرة عن جماعته، التي تشمل منع الأغاني في الأعراس.

وصعدت الجماعة على مدى الفترات الماضية من عمليات الدهم والمصادرة والخطف التي ينفّذها عناصر تابعون لها تحت اسم «شرطة الأخلاق»، ضد قاعات الأفراح والفنانين.

وأرغم الحوثيون، أخيراً، نساء يمنيات في مناطق بمحافظة إب على ترديد «الصرخة الخمينية»، والاستماع إلى الزوامل الحوثية داخل صالات الأعراس، مقابل السماح لهن بإقامة الأفراح في الصالات بعد الالتزام بالشروط كافة.

كما فرض الانقلابيون في منتصف الشهر الماضي قيوداً مُشددة على مُلاك قاعات الأعراس في ريف صنعاء، حيث حددوا وقت أعراس النساء في الصالات إلى الساعة الثامنة مساءً، ومنعوا التصوير ومكبرات الصوت، كما حظروا دخول العريس للقاعة لأخذ عروسه، ومنعوا استدعاء الفنانين والفرق الغنائية في الأعراس.