الجائحة تشكل ضغطاً مضاعفاً على الأطفال المتوحدين... والسبب؟

طفل مصاب بمرض التوحد يظهر داخل مركز للعلاج (أرشيفية-رويترز)
طفل مصاب بمرض التوحد يظهر داخل مركز للعلاج (أرشيفية-رويترز)
TT

الجائحة تشكل ضغطاً مضاعفاً على الأطفال المتوحدين... والسبب؟

طفل مصاب بمرض التوحد يظهر داخل مركز للعلاج (أرشيفية-رويترز)
طفل مصاب بمرض التوحد يظهر داخل مركز للعلاج (أرشيفية-رويترز)

أجبرتنا جائحة «كورونا» جميعا تقريبا على إعادة تنظيم حياتنا. وهذا صعب للغاية بصفة خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين باضطراب طيف التوحد الذي يحتاج بشدة للهيكل والقدرة على التنبؤ والروتين المحدد والطقوس، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.
كيف يتعاملون مع الموقف؟ تقول كارولين توفيل وهي مديرة مركز علاج التوحد وأبحاثه في ألمانيا، إن التغييرات الناتجة عن الإغلاقات والتباعد الاجتماعي يمكن أن تعكس التقدم الذي جرى تحقيقه في العلاج.
والتوحد هو مرض ذو صلة بتطور المخ، ويتسم بمجموعة واسعة من الأعراض والحدة التي جرى جمعها في «طيف». ويبدأ اضطراب طيف التوحد في المرحلة المبكرة من الطفولة وتشمل متلازمة اسبرجر التي يعتقد بشكل عام أنها توجد في النهاية المعتدلة للطيف.
تشترك جميع أشكال اضطراب طيف التوحد في صعوبة التفاعل الاجتماعي والتواصل، والميل لأنماط سلوكية أو اهتمامات أو أنشطة تتسم بكونها محدودة ومتكررة.
لدى مركز علاج التوحد وأبحاثه في ألمانيا عيادة خارجية للأطفال والمراهقين. لم يكن أي من أفراد أسر المرضى هناك على استعداد لمشاركة معاناتهم مع أحد الصحافيين، ولا حتى في مقابلة هاتفية قصيرة. منذ بداية الجائحة قبل أكثر من عام، شهد موظفو المركز تزايد الضغط على الأسر.
وتقول توفيل: «كلما طالت مدت الإغلاق، زاد إدراكنا بأن فقدان الهياكل المعتادة يمثل مشكلة... وهذا أدى إلى حالة من الغموض. وزيادة أشكال صعبة من السلوك».
وتشمل الأشكال الصعبة من السلوك القلق والتوتر والعنف وإيذاء النفس.
ويعود المرضى إلى الأنماط القديمة التي تغلبوا عليها بالفعل بمساعدة العلاج أو الهروب من خلال الانغماس المفرط في الألعاب الإلكترونية، على سبيل المثال.
وتشير توفيل إلى أن «هذا يحمل في طياته احتمال حدوث خلافات داخل الأسر... وتزداد التحديات التي كانت موجودة من قبل».
وتمثل الكمامات مشكلة أيضا. فنظرا لأن الأطفال المتوحدين لديهم مشكلة في الاعتياد على الأشياء الجديدة، فقد يجدون ارتداء الكمامة أمرا صعبا.
ونتيجة لذلك يتعرض آباؤهم وأمهاتهم للوم في الأماكن العامة أكثر من المعتاد بسبب أطفالهم الذين يفترض من يوجهون اللوم أنهم لم يتلقوا تربية حسنة، مما يدفع الآباء والأمهات إلى العدول عن مغادرة المنزل مع أطفالهم.


مقالات ذات صلة

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
أوروبا الطبيب البريطاني توماس كوان (رويترز)

سجن طبيب بريطاني 31 عاماً لمحاولته قتل صديق والدته بلقاح كوفيد مزيف

حكم على طبيب بريطاني بالسجن لأكثر من 31 عاماً بتهمة التخطيط لقتل صديق والدته بلقاح مزيف لكوفيد - 19.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد السعودية تصدرت قائمة دول «العشرين» في أعداد الزوار الدوليين بـ 73 % (واس)

السعودية الـ12 عالمياً في إنفاق السياح الدوليين

واصلت السعودية ريادتها العالمية بقطاع السياحة؛ إذ صعدت 15 مركزاً ضمن ترتيب الدول في إنفاق السيّاح الدوليين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تم تسجيل إصابات طويلة بـ«كوفيد- 19» لدى أشخاص مناعتهم كانت غير قادرة على محاربة الفيروس بشكل كافٍ (رويترز)

قرار يمنع وزارة الصحة في ولاية إيداهو الأميركية من تقديم لقاح «كوفيد»

قرر قسم الصحة العامة الإقليمي في ولاية إيداهو الأميركية، بأغلبية ضئيلة، التوقف عن تقديم لقاحات فيروس «كوفيد-19» للسكان في ست مقاطعات.

«الشرق الأوسط» (أيداهو)
أوروبا أحد العاملين في المجال الطبي يحمل جرعة من لقاح «كورونا» في نيويورك (أ.ب)

انتشر في 29 دولة... ماذا نعرف عن متحوّر «كورونا» الجديد «XEC»؟

اكتشف خبراء الصحة في المملكة المتحدة سلالة جديدة من فيروس «كورونا» المستجد، تُعرف باسم «إكس إي سي»، وذلك استعداداً لفصل الشتاء، حيث تميل الحالات إلى الزيادة.

يسرا سلامة (القاهرة)

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
TT

«كلب» من القرن الـ18 بمليونَي إسترليني

«الكلب الإسباني» (سوذبيز)
«الكلب الإسباني» (سوذبيز)

لم يشاهد الجمهور لوحة «الكلب الإسباني» منذ عام 1972، عندما بِيعت بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني. ومن المقرَّر عرض هذه اللوحة الشهيرة لجورج ستابس، للبيع، في مزاد علني تنظّمه دار «سوذبيز» للمرّة الأولى منذ ذلك العام.

ووفق «الغارديان»، تُعرض اللوحة العائدة إلى القرن الـ18، للبيع بسعر يتراوح بين مليون و500 ألف، ومليونَي جنيه إسترليني؛ وقد بِيعت آخر مرّة في مزاد بمبلغ 30 ألف جنيه إسترليني عام 1972. وقبل ذلك، بِيعت بـ11 جنيهاً إسترلينياً عندما طُرحت بمزاد عام 1802.

يشتهر الفنان المولود في ليفربول، والراحل عن 81 عاماً عام 1806، بإنجازه أقل من 400 لوحة طوال حياته المهنية؛ وهو يُعرف برسم الحيوانات، خصوصاً الخيول.

وإذ يُعتقد أنّ لوحة «الكلب الإسباني» رُسمت بين 1766 و1768؛ وهي أقدم لوحة للكلاب أبدعها الفنان، يُعدُّ عقد ستينات القرن الـ18 غزير الإنتاج بمسيرة ستابس المهنية. ففيها أبدع بعض أشهر لوحاته، منها لوحة «ويسل جاكيت» المعروضة في المعرض الوطني.

اللافت أنّ لوحة «الكلب الإسباني» لم تُعرض رسمياً سوى مرّة واحدة فقط في لندن عام 1948، ضمن المعرض الوطني للرياضة والتسلية. أما المرّة الأخيرة التي أُتيحت للجمهور فرصة مشاهدتها، فكانت عام 1972 داخل دار «سوذبيز» للمزادات.

وشهد القرن الـ18 اهتماماً لافتاً بالكلاب في الثقافة البريطانية، بفضل تفاقُم شعبية الرياضات الميدانية، خصوصاً الرماية الشائعة بين النخب الثرية آنذاك.

في هذا الصدد، قال المتخصِّص في اللوحات البريطانية، المدير الأول بـ«سوذبيز»، جوليان جاسكوين: «الأمر مثيرٌ لعدة أسباب؛ أولاً لأنها لوحة مفقودة، إنْ رغبنا في استخدام وصف درامي، منذ السبعينات».

وأضاف أنّ حالتها كانت لا تزال «رائعة»، بعكس كثير من أعمال ستابس التي «لم تصمد أمام اختبار الزمن».

وتابع: «تعود إلى العقد الأول من حياته المهنية؛ منتصف ستينات القرن الـ18؛ الفترة التي شكَّلت ذروة حياته المهنية، ففيها رسم لوحة (ويسل جاكيت)، وعدداً من لوحاته الأكثر شهرة؛ وكان استخدامه الفنّي للطلاء أكثر صلابة. بفضل ذلك، حافظت هذه اللوحة على حالة جميلة، وهو ما لم يحدُث مع كثير من أعماله الأخرى».

ومن المقرَّر عرض اللوحة للمشاهدة، مجاناً، ضمن جزء من معرض للوحات الأساتذة القدامى والقرن الـ19 في دار «سوذبيز» بغرب لندن، من 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي إلى 4 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.