تونس تقرّ عقوبات صارمة ضد مخالفي الحظر

مسنة تتلقى التطعيم بلقاح «فايزر» في العاصمة تونس (أ.ف.ب)
مسنة تتلقى التطعيم بلقاح «فايزر» في العاصمة تونس (أ.ف.ب)
TT

تونس تقرّ عقوبات صارمة ضد مخالفي الحظر

مسنة تتلقى التطعيم بلقاح «فايزر» في العاصمة تونس (أ.ف.ب)
مسنة تتلقى التطعيم بلقاح «فايزر» في العاصمة تونس (أ.ف.ب)

في إطار دعمها للقرارات الصحية الاستثنائية التي اتخذتها لمجابهة الانتشار السريع لوباء كورونا وعودته لتسجيل أرقام مرتفعة على مستوى الوفيات والإصابات، قررت السلطات التونسية تسليط عقوبات صارمة ضد مخالفي منع التجول وحركة العربات ووسائل النقل، بداية من الساعة السابعة مساء إلى الخامسة صباحاً.
وتمثلت هذه العقوبات في حجز رخصة السياقة وشهادة تسجيل وسيلة النقل لكل مخالف لمدة 7 أيام، وتحرير محضر عدلي وتمكين السائق من رخصة سياقة وقتية صالحة لمدة يوم واحد من تاريخ المخالفة، وتكون المرحلة اللاحقة أكثر صرامة، وهي تتمثل في حجز العربة بصفة فعلية لمدة 7 أيام في حال تكرار ارتكاب مخالفة منع التجول. ودعت وزارة الداخلية باعتبارها الجهة المخولة لتطبيق هذه العقوبات، التونسيين إلى ضرورة التقيد بهذه الإجراءات دعماً للمجهودات المبذولة للحد من انتشار فيروس كورونا ومحافظة على السلامة العامة.
على صعيد متصل، ونظراً لخطورة الوضع الوبائي، واقتراب عدد الوفيات من حاجز 10 آلاف وفاة، فقد حددت وزارة الصحة قائمة من تخول لهم التعامل مع وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة، بالإضافة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، ومكنت فقط أعضاء اللجنة العلمية لمكافحة فيروس كورونا، والمديرين الجهويين للصحة والمديرين العاملين في المؤسسات الصحية ومديري الهياكل الصحية العمومية، فضلاً عن رؤساء الأقسام الاستشفائية في حدود مجال إشرافهم على الأقسام وفي مجال اختصاصهم، من إمكانية التصريح في وسائل الإعلام، وهو ما جعل عدداً من الهياكل النقابية الصحية على غرار منظمة الأطباء الشبان (منظمة نقابية مستقلة) تعتبر هذه المذكرة «محاولة إسكات الأطباء بأي شكل من الأشكال عبر العقوبات الإدارية أو الجزائية، على خلفية تعبيرهم عن آرائهم».
وشددت الوزارة على حق وزارة الصحة في تحديد من يتحدث باسمها، لكن لا حق لها في إسكات «منظوريها» وتهديدهم من مغبة «أي تعامل مع الإعلام ووسائل التواصل»، كما ورد في المذكرة التي وصفتها بـ«سيئة الذكر» الصادرة عن وزير الصحة.
وأعلنت وزارة الصحة عن تسجيل 1514 إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما جعل العدد الإجمالي للإصابات المؤكدة بـ«كورونا» منذ بدء الجائحة يبلغ حدود 285490 إصابة. كما تم تسجيل 66 حالة وفاة جديدة، وبهذا بلغ العدد الإجمالي للوفيات المبلغ عنها 9783 وفاة. ويقيم في المستشفيات التونسية 2404 مصابين، ويقبع 486 في أقسام العناية المركزية، أما من يخضعون لحصص التنفس الصناعي فعددهم 143 مصاباً.


مقالات ذات صلة

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

شمال افريقيا «الصحة» المصرية تنفي رصد أمراض فيروسية أو متحورات مستحدثة (أرشيفية - مديرية الصحة والسكان بالقليوبية)

متحور جديد لـ«كورونا» في مصر؟... نفي رسمي و«تخوف سوشيالي»

نفت وزارة الصحة المصرية رصد أي أمراض بكتيرية أو فيروسية أو متحورات مستحدثة مجهولة من فيروس «كورونا».

محمد عجم (القاهرة)
الولايات المتحدة​ أظهر المسح الجديد تراجعاً في عدد الأطفال الصغار المسجلين في الدور التعليمية ما قبل سن الالتحاق بالمدارس في أميركا من جراء إغلاق الكثير من المدارس في ذروة جائحة كورونا (متداولة)

مسح جديد يرصد تأثير جائحة «كورونا» على أسلوب حياة الأميركيين

أظهر مسح أميركي تراجع عدد الأجداد الذين يعيشون مع أحفادهم ويعتنون بهم، وانخفاض عدد الأطفال الصغار الذين يذهبون إلى الدور التعليمية في أميركا.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.