السعودية تعيد فتح الاستثمار في صناعة الدواجن لحمايته من الكساد

مسؤول بوزارة الزراعة لـ {الشرق الأوسط}: المشروعات تزيد فرص العمل وتوطن أبناء الريف

وزارة الزراعة السعودية تشجع المستثمرين على الدخول في إنتاج منتجات الدواجن ({الشرق الأوسط})
وزارة الزراعة السعودية تشجع المستثمرين على الدخول في إنتاج منتجات الدواجن ({الشرق الأوسط})
TT

السعودية تعيد فتح الاستثمار في صناعة الدواجن لحمايته من الكساد

وزارة الزراعة السعودية تشجع المستثمرين على الدخول في إنتاج منتجات الدواجن ({الشرق الأوسط})
وزارة الزراعة السعودية تشجع المستثمرين على الدخول في إنتاج منتجات الدواجن ({الشرق الأوسط})

بعد سنوات من إيقاف منح تراخيص جديدة للمستثمرين السعوديين في إنتاج البيض، أعلنت وزارة الزراعة السعودية، أمس، عن فتح مجال الاستثمار في مجال صناعة الدواجن البياض بهدف إنتاج بيض المائدة، وكشف لـ«الشرق الأوسط» الدكتور خالد الفهيد، وكيل وزارة الزراعة للشؤون الزراعية، أن هذا التوجه يأتي لتطوير القطاع وحمايته من الكساد وحل الإشكاليات التي تواجهه، قائلا: «الوزارة تشجع المستثمرين على الدخول في إنتاج منتجات الدواجن، سواء إنتاج الدجاج أو إنتاج بيض المائدة». وأضاف الدكتور الفهيد «من المهم التركيز على ذوي الكفاءة والمهارة، لأن البعض أحيانا، يدخل السوق دون أن تكون لديه الاستطاعة على الإنتاج، وأحيانا المنتجات ذاتها تمر بموسم الفائض، ومن يمتلك الكفاءة والقدرة يستطيع التحكم بالفائض من البيض ومشتقاته، ويكون لديه استطاعة لتصريف الإنتاج، بدلا من الاستمرار في إنتاج البيض، ومن ثم يكون لديه فائض وعندها يواجه مشكلة».
ويشير الفهيد إلى أن ذلك من شأنه «التحكم في المخرج النهائي والعرض، بحيث لا يواجه المستثمر إشكالية الكساد»، وبسؤاله إن كان هذا التوجه يأتي للرد على أزمة ارتفاع البيض التي حصلت - أخيرا -، نفى ذلك، مفيدا بأن السوق دائما تخضع لميكانيكية العرض والطلب، موضحا أن الأسعار لا تخص وزارة الزراعة، بل إن هدفها هو زيادة المعروض من إنتاج بيض المائدة، بحسب قوله.
وبالسؤال عما إذا كان توجه الوزارة منبعه وجود قلة في مشروعات إنتاج بيض المائدة، أكد الفهيد أنه لا توجد قلة في المشروعات، ويضيف «ما دام هناك طلبات وأفراد راغبون في الاستثمار، فما الذي يمنع ذلك؟»، وتابع: «هي الآن فرصة استثمارية تطرح في السوق، وهي إضافة للاستثمار وستحقق زيادة في فرص العمل وتوطينا لأبناء الريف، والأهم من ذلك كله أن هذه المشروعات ليست مستهلكة للمياه، والخيار يبقى متروكا للمستثمر في اقتناص هذه الفرصة».
وأضاف الفهيد «الوزارة تشجع على الاستثمار في هذا المجال خاصة الجادين والمؤهلين، الذين لديهم - أيضا - الاستطاعة والقدرة على الاستثمار في مثل هذه المشروعات ولديهم الخبرة الكافية والإمكانات المادية، وفقا للمعايير والضوابط الخاصة بهذه الصناعة»، موضحا أن الوزارة تعكف على منح تصاريح جديدة للمنتجين وعممت على جميع الإدارات العامة لشؤون الزراعة باستقبال طلبات إقامة مشروعات بيض المائدة لاستكمال الإجراءات النظامية لمنح التصاريح.
ووفقا لبيان صحافي تسلمته «الشرق الأوسط» أمس من وزارة الزراعة، فإن هذا التوجه يأتي «في إطار اهتمام وزارة لزراعة بالأنشطة الزراعية المختلفة التي تساهم في تحقيق الأمن الغذائي، وحرصا منها على تشجيع المزارعين في الدخول والاستثمار في مجال صناعة الدواجن ورغبة في تحقيق زيادة المعروض من بيض المائدة».
يذكر أن وزارة الزراعة سبق أن ذكرت أنها أوقفت إصدار تراخيص لمشروعات البيض بناء على دراسة أعدتها الوزارة في هذا الخصوص، تؤكد وجود فائض في إنتاج بيض المائدة بنحو 25 في المائة عن حاجة السوق، وهو ما يراه بعض خبراء القطاع أمرا أسهم في رفع أسعار البيض، بالنظر إلى إشكالية احتكار السوق من قبل بعض المستثمرين وعدم زيادة معدلات الإنتاج نتيجة عدم دخول مستثمرين جدد إلى القطاع.
وبررت الوزارة قرار إيقاف إصدار تراخيص لمشروعات إنتاج البيض بكونه استهدف الحفاظ على المشروعات والأسعار من الانهيار، وحماية الاقتصاد الوطني، على اعتبار أن المشروعات الموجودة تنتج كميات أكثر من حاجة السوق خلال تلك الفترة.



التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
TT

التضخم في السعودية يسجل 2 % خلال نوفمبر الماضي على أساس سنوي

إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)
إحدى أسواق المنتجات الغذائية في السعودية (الشرق الأوسط)

ارتفع معدل التضخم في السعودية إلى 2 في المائة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، على أساس سنوي، مسجلاً أعلى مستوى منذ 15 شهراً، وذلك عطفاً على ارتفاع أسعار قسم السكن والمياه والكهرباء، والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة وأسعار أقسام السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة، مقابل انخفاض أسعار قسم النقل بنسبة 2.5 في المائة.

وعلى الرغم من ذلك الارتفاع فإن هذا المستوى جعل السعودية البلد الأقل ضمن مجموعة العشرين، في الوقت الذي عدَّه اقتصاديون معتدلاً نسبياً.

ووفق مؤشر الرقم القياسي لأسعار المستهلك، الصادر عن الهيئة العامة للإحصاء، الأحد، ارتفع قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 9.1 في المائة، وقد تأثر بارتفاع مجموعة الإيجارات المدفوعة للسكن 10.8 في المائة خلال نوفمبر الماضي، بسبب زيادة في أسعار إيجارات الشقق 12.5 في المائة.

المطاعم والفنادق

وكان لارتفاع هذا القسم أثر كبير في استمرار وتيرة التضخم السنوي لنوفمبر 2024، نظراً للوزن الذي يشكله هذا القسم، الذي يبلغ 25.5 في المائة، وفي السياق ذاته، ارتفعت أسعار قسم السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة خلال نوفمبر السابق، متأثرة بارتفاع أسعار المجوهرات والساعات بأنواعها والتحف الثمينة 23.7 في المائة.

وسجلت أسعار قسم المطاعم والفنادق ارتفاعاً بنسبة 1.5 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار الخدمات الفندقية والشقق المفروشة بنسبة 5.9 في المائة، أما قسم التعليم فقد شهد ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة، متأثراً بزيادة أسعار الرسوم لمرحلتي المتوسط والثانوي 1.8 في المائة.

الأغذية والمشروبات

في حين سجلت أسعار الأغذية والمشروبات ارتفاعاً طفيفاً بنسبة 0.3 في المائة، مدفوعةً بارتفاع أسعار اللحوم والدواجن، 1.9 في المائة. من جهة أخرى، انخفضت أسعار قسم تأثيث وتجهيز المنزل بنسبة 2.9 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الأثاث والسجاد وأغطية الأرضيات بنسبة 4.4 في المائة.

وتراجعت أسعار قسم الملابس والأحذية بنسبة 2.3 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار الملابس الجاهزة 4.6 في المائة، وكذلك سجلت أسعار قسم النقل تراجعاً بنسبة 2.5 في المائة، متأثرةً بانخفاض أسعار شراء المركبات بنسبة 3.9 في المائة.

تنويع الاقتصاد

وقال كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن ارتفاع معدل التضخم في المملكة إلى 2 في المائة خلال نوفمبر الماضي، مقارنة بالشهر نفسه من العام السابق، يعكس التغيرات الاقتصادية التي تمر بها المملكة في إطار «رؤية 2030»، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط.

وبيَّن الغيث أن العامل الرئيسي وراء هذا الارتفاع كان قطاع السكن والمرافق، حيث شهد زيادة كبيرة بنسبة 9.1 في المائة. وكان لارتفاع أسعار إيجارات المساكن، وخصوصاً الشقق التي ارتفعت بنسبة 12.5 في المائة، الدور الأكبر في هذه الزيادة، موضحاً أن هذا القطاع يشكل 25.5 في المائة من سلة المستهلك، وبالتالي فإن تأثيره على معدل التضخم العام كان ملحوظاً.

ووفق الغيث، أسهم ارتفاع أسعار السلع والخدمات الشخصية المتنوعة بنسبة 2.7 في المائة في زيادة معدل التضخم، وأن هذا الارتفاع يعكس تغيرات في أنماط الاستهلاك وزيادة الطلب على بعض السلع والخدمات في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها المملكة.

تحسين البنية التحتية

على الجانب الآخر، يرى كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، أن قطاع النقل شهد انخفاضاً بنسبة 2.5 في المائة، ما أسهم في تخفيف الضغط التضخمي إلى حد ما، وأن هذا الانخفاض قد يكون نتيجة لتحسن البنية التحتية للنقل وزيادة كفاءة الخدمات اللوجيستية، وهو ما يتماشى مع أهداف «رؤية 2030» في تطوير قطاع النقل والخدمات اللوجيستية.

وفي سياق «رؤية 2030»، يؤكد الغيث أنه من الممكن النظر إلى هذه التغيرات في معدلات التضخم كجزء من عملية التحول الاقتصادي الشاملة، مضيفاً أن الارتفاع في أسعار السكن، «على سبيل المثال»، قد يكون مؤشراً على زيادة الاستثمارات في القطاع العقاري وتحسن مستويات المعيشة.

وأبان أن الزيادة في أسعار السلع والخدمات الشخصية قد تعكس تنوعاً متزايداً في الاقتصاد وظهور قطاعات جديدة.

ولفت الغيث النظر إلى أن معدل التضخم الحالي البالغ 2 في المائة يعتبر معتدلاً نسبياً، ما يشير إلى نجاح السياسات النقدية والمالية في الحفاظ على استقرار الأسعار.