اجتماعات لـ«التنفيذية» و«المركزية»... و«حماس» ترفض تأجيل الانتخابات

الأحمد: ستبحث كل الخيارات بما فيها وضع القدس

ناشطون فلسطينيون وإسرائيليون أمام بيت مستوطن في القدس احتجاجا على طرد سكان حي الشيخ جراح (أ.ف.ب)
ناشطون فلسطينيون وإسرائيليون أمام بيت مستوطن في القدس احتجاجا على طرد سكان حي الشيخ جراح (أ.ف.ب)
TT

اجتماعات لـ«التنفيذية» و«المركزية»... و«حماس» ترفض تأجيل الانتخابات

ناشطون فلسطينيون وإسرائيليون أمام بيت مستوطن في القدس احتجاجا على طرد سكان حي الشيخ جراح (أ.ف.ب)
ناشطون فلسطينيون وإسرائيليون أمام بيت مستوطن في القدس احتجاجا على طرد سكان حي الشيخ جراح (أ.ف.ب)

قال عزام الأحمد، عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح، إن القيادة الفلسطينية ستبحث كافة الخيارات بشأن الانتخابات.
وأضاف في تصريحات بثتها الإذاعة الرسمية قبل اجتماع للجنة التنفيذية، أمس الأحد، أن «الانتخابات في القدس تأخذ حيزا كبيرا من الاجتماع، خاصةً في ظل إصرارنا على إجرائها في القدس»، وتابع أنه سيتم بحث نتائج الاتصالات التي تجرى حالياً مع كافة الأطراف الدولية، «بشأن موقف الاحتلال من إجراء الانتخابات في القدس». ولمح إلى أن الرئيس عباس سيستعرض أبرز الاتصالات التي أجريت خلال الأيام الماضية مع مختلف الأطراف، «لاتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، بشأن الانتخابات في حال رفض الاحتلال إجراءها في القدس».
واجتماع التنفيذية أمس سبقه اجتماع لفصائل منظمة التحرير، أكد أنه لا يمكن إجراء الانتخابات بدون القدس، ويتبعه اليوم الاثنين اجتماع آخر للجنة المركزية لحركة فتح. وتأتي الاجتماعات في ظل تواتر التصريحات حول تجميد الانتخابات إذا لم تجرَ في القدس.
وقال الأحمد «الاجتماعات متواصلة بشأن عرقلة الاحتلال الانتخابات في القدس»، مضيفا، أن «إسرائيل لا تتوقف إطلاقا عن القيام بسياساتها العدوانية تجاه عاصمة الدولة الفلسطينية، وهذه السياسات ازدادت خلال الفترة الأخيرة من خلال اقتحامات المسجد الأقصى والاعتداءات على الأماكن الدينية والكنائس والمساجد، بالإضافة إلى الاستيطان الذي توسع خلال الفترة الأخيرة، ومصادرة البيوت وهدم كثير من المنازل والتدخل في أي نشاط يقوم به الفلسطينيون منذ الإعلان عن الانتخابات». وتطرق لوضعها العراقيل، حتى في الاجتماعات التشاورية، مثلما حدث مع مرشحي حركة فتح واعتقال المرشحين، «وكأن الاحتلال يقول للفلسطينيين بأن هذه المدينة ليست لكم، وليس من حقكم المشاركة بالانتخابات».
وكانت إسرائيل اعتقلت السبت 3 مرشحين للانتخابات الفلسطينية في القدس، بعدما منعت عقد مؤتمر صحافي خاص بالانتخابات، في خطوة قال الفلسطينيون إنها تستهدف القدس والانتخابات معا، ومؤشر واضح على نية إسرائيل منعها هناك. وحاصرت المخابرات الإسرائيلية وقوات خاصة فندق «السانت جورج»، أمس، حيث كان يفترض عقد مؤتمر للمرشحين، حول الانتخابات، واعتقلت أحدهم، قبل أن تنتقل الجموع إلى شارع صلاح الدين فيما يشبه مظاهرة صغيرة، اقتحمتها القوات الإسرائيلية لاحقا واعتقلت منها مرشحين اثنين آخرين. وتمنع إسرائيل أي نشاط فلسطيني رسمي في القدس، باعتبارها «عاصمة إسرائيل»، تحظر فيها ممارسة أي نوع من السيادة الفلسطينية.
وجاءت الاعتقالات الإسرائيلية ومنع أي فعاليات انتخابية رسمية في القدس، لتعزز مخاوف الفلسطينيين من منع الانتخابات في المدينة ما سيعني إلغاء الانتخابات برمتها على الأغلب.
وقال الأحمد «نحن كقيادة وشعب وأهالي القدس من البداية قالوا: لا، هذه أرضنا وعاصمة دولتنا ومن حقنا المشاركة في العملية الديمقراطية للشعب، من أجل تجديد شرعية مؤسساته، وحتى الآن لا يوجد أي رد من الجانب الإسرائيلي، إلا بالقمع والاعتقال».
وأردف «أرسلنا لهم رسالة، ولم يرسلوا رداً حتى اليوم، والعديد من أطراف المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي وبعض الدول الأخرى، حتى هذه الأطراف إسرائيل تتجاهلها».
وأكد «لتكن الانتخابات معركة مع الاحتلال وشكلا من أشكال المقاومة، ولن يكون هناك انتخابات بدون القدس».
وموقف حركة فتح في هذه المسألة تدعمه فصائل في منظمة التحرير لكن حركة حماس ومستقلين يحذرون من احتمال إلغاء الانتخابات.
وقالت حماس إن التصريحات المتواترة حول إلغاء الانتخابات بدون القدس تدق ناقوس الخطر.
ودعت حماس «أهالي القدس إلى تحويل أي استهداف من الاحتلال لهم ولحقوقهم، إلى حالة اشتباك دائمة تنتزع فيها حقوقهم كافة، وفي مقدمتها حقهم في الانتخابات الفلسطينية والمشاركة السياسية».
وأشاد فوزي برهوم الناطق باسم حماس في تصريح صحافي، بما وصفه بـ«الثبات والصمود الأسطوري لأهلنا في القدس الذين يواجهون مخططات العدو العنصرية المتطرفة وانتهاكاته وآلة القمع التي تمارس بحقهم في القدس المحتلة والتي تستهدف وجودهم وحقوقهم وهويتهم ومقدساتهم».
كما اعتبر القيادي في حركة حماس ماجد حسن أن الحديث عن تأجيل الانتخابات يجب أن يدق ناقوس الخطر عند كل الكتل الانتخابية التي ترشحت للانتخابات، وبالذات الكتل التي تمثل الفصائل الأساسية على الساحة الفلسطينية.
وأضاف حسن في حديث نشره موقع حماس «الحديث الإعلامي المكثف في الآونة الأخيرة حول تأجيل الانتخابات، يؤكد وجود نية مبيتة لإلغاء الانتخابات بحجة القدس»، مشيرًا إلى أن «كل هذه الأخبار لا تشي بخير، وتؤكد بشكل كبير أن هناك نية مبيتة لإلغاء الانتخابات، والحجة القدس».
وطالب حسن أن يكون للفصائل والقوائم المرشحة موقف واضح وقوي في رفض أي توجه لتأجيل الانتخابات تحت أي ظرف من الظروف.
وأكد حسن «أن تأجيل الانتخابات أو إلغاءها بعد الجهود المضنية التي بذلت في القاهرة، والتي شارك فيها الكل الفلسطيني، وتوافق على إجرائها سيشكل صاعق تفجير للحالة الفلسطينية المأزومة، والتي لا يعلم إلا الله تداعياتها».
وقال «لا بد من وقفة جادة ومسؤولة من الكل الفلسطيني تجاه هذه الخطوة، وتحميل الطرف التي يسعى لإلغائها المسؤولية التاريخية عن هذا الفعل».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.