كشف دور «كرة الشعر البروتينية» في مرض ألزهايمر

TT

كشف دور «كرة الشعر البروتينية» في مرض ألزهايمر

انظر بعمق داخل دماغ شخص مصاب بمرض ألزهايمر، أو معظم أشكال الخرف أو المتلازمة المرتبطة بالارتجاج المعروفة باسم «الاعتلال الدماغي المزمن» (CTE)، وستجد السبب الشائع المشتبه به، وهو تشابكات خيطية تشبه «كرة الشعر» من بروتين يسمى «تاو».
وتصيب مثل هذه الحالات، التي تُعرف مجتمعة باسم «اعتلالات تاوباث»، عشرات الأشخاص في جميع أنحاء العالم، ويؤثر مرض ألزهايمر وحده على ستة ملايين شخص في الولايات المتحدة.
ولكن بعد مرور أكثر من قرن على اكتشاف الطبيب النفسي الألماني ألويس ألزهايمر، تشابكات بروتين تاو التي تشبه «كرة الشعر»، لا يزال أمام العلماء الكثير ليتعلموه عنها.
وأظهرت دراسة أجرتها جامعة كولورادو بولدر في أميركا، ونُشرت أول من أمس في مجلة علم الأعصاب ««Neuron، لأول مرة أنّ تكتلات تاو تلتهم الحمض النووي الريبي، داخل الخلايا وتتداخل مع آلية متكاملة تسمى «التضفير»، التي من خلالها تنتج الخلايا العصبية البروتينات اللازمة.
وخلال للدراسة عزل الباحثون تكتلات بروتين (تاو) من سلالات الخلايا ومن أدمغة الفئران المصابة بحالة شبيهة بمرض ألزهايمر، ثم استخدموا تقنيات التسلسل الجيني لتحديد ما بداخلها.
وأكدوا لأول مرة أنّ مجاميع تاو تحتوي على الحمض النووي الريبي، وهو جزيء وحيد الخيط ويعد مفتاحاً لتخليق البروتينات في الخلايا، وحددوا أي نوع من الحمض النووي الريبي على وجه التحديد وهو (snRNA) أو الحمض النووي الريبي النووي الصغير.
واكتشفوا أيضاً أن بروتين (تاو) يتفاعل مع أجزاء من الآلات الخلوية المعروفة بـ«البقع النووية»، حيث تفصل البروتينات الموجودة بداخلها وتزيحها وتعطل عملية تسمى تضفير الحمض النووي الريبي، التي تتخلّص خلالها الخلية من المواد غير الضرورية لتوليد حمض نووي ريبي جديد وصحي.
ويقول روي باركر، مدير معهد «بيو فرونتيرز» في جامعة كولورادو بولدر، والباحث الرئيس بالدراسة في تقرير نشره الموقع الإلكتروني للجامعة بالتزامن مع نشر الدراسة «إنّ فهم كيف يؤدي بروتين تاو إلى التنكس العصبي هو جوهر ليس فقط فهم مرض ألزهايمر، ولكن أيضاً العديد من الأمراض العصبية الأخرى، وإذا استطعنا فهم ما يفعله وكيف يصبح سيئاً في المرض، يمكننا تطوير علاجات جديدة للحالات التي لا يمكن علاجها الآن إلى حد كبير». ويضيف: «في الوقت الحالي، لا يوجد شيء يمكننا القيام به لهؤلاء المرضى، ولا توجد علاجات لتعديل مرض ألزهايمر أو معظم (اعتلالات تاوباث) الأخرى».



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.