إريتريا تعترف للمرة الأولى بوجود قوات لها في إثيوبيا

في أول اعتراف علني بتورطها في الصراع في إثيوبيا، أبلغت إريتريا مجلس الأمن الدولي بأنها وافقت على بدء سحب قواتها من إقليم تيغراي. وكتبت صوفيا تيسفامريم، سفيرة إريتريا لدى الأمم المتحدة: «بما أن الخطر الوشيك الداهم تلاشى إلى حد كبير، فإن إريتريا وإثيوبيا اتفقتا، على أعلى المستويات، على بدء عملية سحب القوات الإريترية وإعادة نشر متزامنة لوحدات إثيوبية على طول الحدود الدولية». ولطالما نفت أديس أبابا وأسمرة وجود قوات إريترية في المنطقة، رغم تأكيد ذلك في شهادات سكان ومنظمات حقوقية ودبلوماسيين وحتى تصريحات بعض المسؤولين المدنيين والعسكريين. وجاء الاعتراف في رسالة موجهة لمجلس الأمن ونشرتها وزارة الإعلام الإريترية عبر الإنترنت، بعد يوم من قول مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة مارك لوكوك إن المنظمة الدولية لم يصل إليها أي دليل بعد على انسحاب الجنود الإريتريين. وجاء في النص أن قوات جبهة تحرير شعب تيغراي «دُحرت بشكل كبير»، ما حدا بأسمرة وأديس أبابا إلى «اتخاذ قرار مشترك على أعلى مستوى ببدء انسحاب القوات الإريترية بالتزامن مع إعادة نشر القوات الإثيوبية على امتداد الحدود» بين البلدين.
وكانت القوات الإريترية تقدم الدعم لقوات الحكومة الاتحادية الإثيوبية في مواجهة الحزب الذي كان حاكماً في تيغراي، في صراع بدأ في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن حتى الآن كانت إريتريا تنفي مراراً وجود قوات لها في تلك المنطقة الجبلية.
واعترف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، الشهر الماضي، بوجود إريتري في بلاده، وطالبت وقتها الأمم المتحدة والولايات المتحدة بانسحاب القوات الإريترية من تيغراي.
بداية نوفمبر 2020، أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي إرسال الجيش الفيدرالي إلى تيغراي لتوقيف ونزع سلاح جبهة تحرير شعب تيغراي الحاكمة في المنطقة، وذلك بعد أن اتهمها بشن هجمات على معسكرات للقوات الفيدرالية. وتلقى الجيش الإثيوبي دعماً من قوات جاءت من إريتريا المحاذية لتيغراي من جهة الشمال، إضافة إلى قوات من منطقة أمهرة الإثيوبية المحاذية لها من الجنوب، وأعلن رئيس الوزراء الانتصار في 28 نوفمبر بعد السيطرة على ميكيلي، كبرى مدن تيغراي. من جهته، أكد، الخميس، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والإغاثة في حالات الطوارئ، مارك لوكوك، أمام مجلس الأمن، أنه «لا دليل» على انسحاب القوات الإريترية من شمال إثيوبيا. وأوضح أن طاقم العمل الإنساني يواصل «تسجيل فظائع جديدة ارتكبتها، وفقاً له، قوات الدفاع الإريترية». وقال لوكوك: «لم ترَ الأمم المتحدة ولا أي من وكالات الإغاثة التي نعمل معها أي دليل على انسحاب القوات الإريترية... لكننا سمعنا تقارير عن أن الجنود الإريتريين يرتدون الآن زي قوات الدفاع الإثيوبية». وأدى الصراع إلى سقوط آلاف القتلى وإجبار مئات الآلاف على الفرار من منازلهم في المنطقة التي يقطنها نحو خمسة ملايين نسمة.
وخاضت إثيوبيا وإريتريا بين عامي 1998 و2000 حرباً حدودية دامية، وقد كانت حينها جبهة تحرير تيغراي تهيمن على السلطة في أديس أبابا. وتقارب البلدان مع وصول آبي أحمد إلى الحكم عام 2018، وحاز إثر ذلك جائزة نوبل للسلام عام 2019، لكن العداء لا يزال قائماً بين إريتريا وجبهة تحرير شعب تيغراي.