تُكثّف الحكومة الجزائرية، منذ أسبوع، بلاغات التحذير عبر الإعلام من موجة ثالثة محتملة لفيروس كورونا، الذي خلّف منذ مارس (آذار) 2020، أكثر من ثلاثة آلاف وفاة. وبات منحى الإصابات في الأيام الأخيرة في تصاعد، مع حالة تراخٍ لافتة في شوارع البلاد، حيث تخلى الجزائريون عن إجراءات الوقاية.
وقال الطبيب رياض مهداوي، عضو اللجنة العلمية لمتابعة فيروس كورونا التابعة لوزارة الصحة، للإذاعة العمومية، أمس، إن آخر الإحصائيات المتعلقة بالإصابات «تثير القلق فعلاً، وعلينا أن نعمل كل شيء حتى نتجنب الموجة الثالثة التي تهدد العالم حالياً». وأبرز أن «خبايا وأسرار الفيروس لم تظهر بعد»، وأن وتيرة التطعيم ضد الفيروس بطيئة جدا، مقارنة بما يجري في أوروبا حالياً.
واستبعد مهداوي العودة إلى الحجر الصحي الصارم، «لكن علينا جميعاً أن نعمل لكي نحافظ على المكاسب المحققة». كما استبعد فتح الحدود المغلقة منذ أكثر من عام، مشيراً إلى أن ذلك «غير ممكن في وقت يتخبط العالم في الموجة الثالثة الخطيرة».
وأكد مهداوي، في تصريحاته للإذاعة، أنه «من غير الممكن العودة إلى نقطة الصفر، خاصة بعد ما حققناه طيلة عام كامل... وضعنا نحسد عليه». ويقصد مهداوي بذلك استقرار حالات الإصابة في الأشهر القليلة، إذ تم إحصاء أقل من 100 إصابة يومياً وبين 2 إلى 4 وفيات، وتخطى إجمالي الإصابات 120 ألفاً. في حين اقتربت الإصابات في الأيام الأخيرة من الـ200، وهو ما شكَّل مصدر قلق للسلطات الصحية.
وقال مهداوي أيضا إن «ظهور السلالات الجديدة البريطانية والنيجرية عقّد الأمور، لكن التحريات الوبائية للمصابين والمشتبه بهم متواصلة بشكل جيد»، مشيراً إلى أن «أفضل البروتوكولات الصحية تلك التي طبقت بالمساجد، لذلك نرجو من المصلين التقيد بنفس الإجراءات في رمضان».
وأضاف أن حملة التطعيم «متواصلة عندنا لكن ببطء، لأننا مرتبطون بالدول المصنعة التي تواجه ضغطاً كبيراً بسبب كثرة الطلب على اللقاحات بها». وتعهد بتسلم «كميات معتبرة من مختلف اللقاحات في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري وبداية الشهر المقبل»، مشيراً إلى أنه «لم نلاحظ أي أعراض خطيرة على أي شخص تم تطعيمه، خاصة لقاح أسترازينيكا الذي لم يسبب أي جلطة دموية عكس ما لوحظ في دول أخرى».
وتتحاشى السلطات تقديم إحصائية دقيقة بخصوص الأشخاص الذين شملهم التطعيم، الذي انطلق رسمياً في نهاية يناير (كانون الثاني) الماضي. وأكد مصدر طبي، رفض نشر اسمه، لـ«الشرق الأوسط»، أن نحو 15 ألف شخص فقط تلقوا لقاح «سبوتنيك» الروسي الذي تسلمت منه الجزائر 500 ألف جرعة منذ 4 أشهر. وأوعز ذات المصدر سبب هذا العدد القليل قياساً إلى كمية الجرعات التي وصلت من روسيا، إلى «سوء التنظيم». ومعظم من تم تطعيمهم، أطباء وممرضون وعاملون في أقسام محاربة «كوفيد – 19» بالمستشفيات، مع عدد قليل من المصابين بأمراض مزمنة، حسب المصدر نفسه.
وأعلن وزير الصناعة الصيدلانية لطفي بن باحمد، الأربعاء الماضي، البدء في إنتاج اللقاح الروسي في سبتمبر (أيلول) الماضي. غير أن متخصصين في مجال صناع الدواء يستبعدون أن يتم ذلك في هذه الآجال، كما يشككون في قدرة الحكومة على الوفاء بتعهداتها بتطعيم 20 مليون شخص على الأقل قبل الصيف المقبل.
وصرَّح وزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد، في فبراير (شباط) الماضي، بعزم بلاده اقتناء 40 مليون جرعة من اللقاح المضاد لكورونا، «من أجل تطعيم 20 مليون شخص على الأقل، للتوصل إلى المناعة الجماعية»، في بلد يقدر عدد سكانه بنحو 45 مليون نسمة.
ووفرت وزارة الصحة منصة رقمية لتلقي طلبات التطعيم، وقال مهداوي إنها أحصت 47 ألف طلب وأن 27 ألفاً فقط تلقوا اللقاح.
8:17 دقيقة
الجزائر: مخاوف كبيرة من موجة ثالثة لـ«كورونا»
https://aawsat.com/home/article/2925011/%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D9%85%D8%AE%D8%A7%D9%88%D9%81-%D9%83%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D9%86-%D9%85%D9%88%D8%AC%D8%A9-%D8%AB%D8%A7%D9%84%D8%AB%D8%A9-%D9%84%D9%80%C2%AB%D9%83%D9%88%D8%B1%D9%88%D9%86%D8%A7%C2%BB
الجزائر: مخاوف كبيرة من موجة ثالثة لـ«كورونا»
حملة التطعيم تواجه تحديات... وفتح الحدود مستبعد
- الجزائر: بوعلام غمراسة
- الجزائر: بوعلام غمراسة
الجزائر: مخاوف كبيرة من موجة ثالثة لـ«كورونا»
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة