القوى السياسية العراقية... استعداد معلن للانتخابات ورغبة خفية في التأجيل

الصدريون وكيانات تشكلت بعد حراك أكتوبر 2019 يريدونها مبكرة

القوى السياسية العراقية... استعداد معلن للانتخابات ورغبة خفية في التأجيل
TT

القوى السياسية العراقية... استعداد معلن للانتخابات ورغبة خفية في التأجيل

القوى السياسية العراقية... استعداد معلن للانتخابات ورغبة خفية في التأجيل

منحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق آخر تأجيل بشأن تحديث سجل الناخبين إلى مطلع الشهر المقبل بينما كان مقرراً أن ينتهي اليوم (السبت). وبما أن سجل الكيانات السياسية ينتهي هو الآخر مطلع الشهر المقبل، فإن عجلة الانتخابات لجهة الإجراءات والآليات تكون قد اكتملت، وبالتالي تنتقل الكرة تماماً من ملعب المفوضية المكونة من قضاة هذه المرة إلى ملعب الكتل والأحزاب والقوى السياسية.
القوى والأحزاب والكيانات تنقسم في الغالب إلى ثلاثة أقسام.. الأول منها يرغب، بل يصر على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها في اليوم العاشر من الشهر العاشر من العام الحالي. وفي مقدمة هذه القوى والكتل هي التيار الصدري بسبب ما يعتقد قادته أو قائده الأوحد مقتدى الصدر، أنه لا يعاني أي مشكلة فنية أو سياسية تحول ليس فقط دون إجراء الانتخابات، بل دون حصوله على أعلى المقاعد (قادة صدريون تحدثوا عن إمكانية الحصول على 100 مقعد بينما هم يملكون حالياً 54 مقعداً وهم الكتل الأكبر). ليس هذا فقط، بل إن الصدريين يطالبون من الآن بأن يكون رئيس الوزراء صدرياً أو يرشحه الصدريون.
القسم الثاني، تشكله الكتل والأحزاب والقوى الكبيرة التي هي نظير الكتلة الصدرية من حيث الحجوم ولو نسبياً، وهؤلاء يعملون بكل ما أوتوا من قوة وإمكانات واستعدادات مالية ولوجيستية من أجل إجراء الانتخابات في موعدها، لكن غالبيتهم يعمل بالسر أو يرغب في التأجيل إلى موعدها الدستوري خلال شهر أبريل (نيسان) عام 2022.
القسم الثالث، الأحزاب والكيانات الجديدة التي تسعى إلى أن تجرّب حظها، وقسم منها تلك الأحزاب والحركات التي تشكلت بعد انتفاضة أكتوبر (تشرين الأول) عام 2019 وهي ترفض تأجيل الانتخابات المبكرة لسببين رئيسيين: الأول أن هذه فكرة الانتخابات المبكرة كانت أحد مخرجات المظاهرات التي أسقطت حكومة عادل عبد المهدي وجاءت بحكومة مصطفى الكاظمي الذي أوكلت إليه مهمة أساسية واحدة وهي إجراء الانتخابات المبكرة. الآخر، أن الحركات والأحزاب التي تشكلت بعد المظاهرات تعتقد أن القوى والأحزاب السياسية التقليدية ومع ما تمتلكه من مال ونفوذ مرفوضة إلى حد كبير من قبل الشارع العراقي، وبالتالي فإنه في حال أجريت الانتخابات خلال الشهر العاشر فإن إمكانية تراجعها أمر وارد بينما تتقدم أحزاب «تشرين»، لكن في حال جرى تأجيل الانتخابات إلى موعدها الدستوري العام المقبل، فإن معظم القوى والأحزاب التقليدية سوف تعيد ترتيب أمورها وتكون في وضع أفضل.
ومع أن الحكومة العراقية وعلى لسان مستشار رئيس الوزراء لشؤون الانتخابات، تؤكد أن كل الأمور تتجه نحو إجراء الانتخابات ولا توجد أي مؤشرات للتأجيل، فإن القوى السياسية الراغبة في التأجيل دون أن تجرؤ على الإفصاح عن ذلك، فإنها بدأت تتحدث عن فكرة إجراء الانتخابات البرلمانية مع انتخابات مجالس المحافظات في يوم واحد؛ الأمر الذي رفضته المفوضية. عبد الحسين الهنداوي، مستشار رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لشؤون الانتخابات، يقول، إن «جميع الالتزامات الخاصة بإجراء الانتخابات، سواء من الناحية القانونية أو اللوجيستية تحققت». وأضاف الهنداوي في تصريح للوكالة الرسمية للأنباء في العراق، أن «مجلس النواب أكمل التشريعات القانونية الخاصة بالمحكمة الاتحادية وحلّ المجلس، فضلاً عن إرسال رئيس الجمهورية المرسوم الخاص بإجراء الانتخابات»، مؤكداً أن «كل الأمور تسير نحو إجراء الانتخابات في موعدها». وأشار إلى أن «الانتخابات ستجرى في يوم واحد في جميع مناطق البلاد ولا تأجيل لأي منطقة».
من جهتها، فإن المفوضية، ورداً على ما تطالب به بعض القوى السياسية بصورة مباشرة أو غير مباشرة بإجراء انتخابات مجالس المحافظات في نفس يوم الانتخابات البرلمانية، تقول على لسان المتحدثة باسمها جمانة الغلاي، أنها «تلقت استفساراً بشأن إمكانية إجراء انتخابات مجالس المحافظات مع الانتخابات البرلمانية، لكن هذا الموضوع يحتاج إلى جوانب فنية ومالية لأنها ليست سهلة». وأوضحت، أن «مفوضية الانتخابات في عملية الاستعداد للانتخابات النيابية قطعت شوطاً كبيراً جداً، ولا يمكن العودة إلى الصفر».
من جانب آخر، فإن الخرائط السياسية لمعظم القوى والأحزاب والمكونات لا تزال متحركة سواء على صعيد التحالفات أو الخلافات أو الانشقاقات. ويشمل هذا الكتل الرئيسية التي تمثل المكونات الثلاث (الشيعية والسنية والكردية). ففيما تبدو فيه الخريطة السياسية الكردية أكثر استقراراً بسبب توزيع مناطق النفوذ بين الحزبين الكرديين الرئيسيين (الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني)، بالإضافة إلى حركتي «التغيير» و«الجيل الجديد» وبعض الحركات الإسلامية، فإن الخريطتين الشيعية والسنية هما الأكثر قلقاً بسبب حدة التنافس السياسي والانتخابي معاً، والذي يجمع بين المال والنفوذ السياسي مرة وبين السلاح المنفلت مرة أخرى. وفي هذا السياق، فإن اللافت هو العرض الذي قدمه رئيس الوزراء الأسبق وزعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي لإمكانية الصلح مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر. المالكي وفي تصريحات تلفازية بدا فيها أنه مستعد لتجاوز خلافات تبدو عميقة ومستمرة منذ سنوات مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، قال إن «الصدر صديق وشريك بالمصير».
وفي هذا السياق، يرى رئيس مركز التفكير السياسي في العراق الدكتور إحسان الشمري في حديث لـ«الشرق الأوسط»، أن «هذه الانتخابات تختلف بشكل كبير جداً عن الانتخابات السابقة من ناحية الخريطة السياسية ما قبل الانتخابات وما بعدها، وهذا يعود إلى، أولاً أن هذه الانتخابات مبكرة جاءت نتيجة ضغوط بسبب ثورة أكتوبر، والثاني هو التصادم في المصالح والرؤى بين مختلف القوى السياسية». وأضاف الشمري «لذلك؛ نجد أن هناك أكثر من خريطة سياسية رغم عدم اكتمال بعضها، لكن يبدو أن صراع المصالح والبرامج وحتى الآيديولوجيات هو ما دفع بوجود أكثر من خريطة سياسية»، مشيراً إلى أن «ذلك سيكون حاضراً حتى بعد ظهور نتائج الانتخابات، فضلاً عن أن قانون الانتخابات كان له تأثير كبير على هذه الخريطة السياسية بحيث لا تكون هناك إعادة تموضع وفق البيوتات الطائفية أو القومية».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.