> على الرغم من تأجيل «القمة الثلاثية» في بغداد بين العراق ومصر والأردن لأسباب موضوعية، فإن القمة قائمة ويجري الإعداد لها بشكل جيد من قِبل الجهات المعنية في العراق. ويذكر أن قرار التأجيل الأول اتُخذ بسبب حادثة قناة السويس في مصر والآخر بسبب تطورات الأردن. إلا أنه بين التأجيلين قام رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بزيارتين مهمتين لكل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة. وفيما بدا طموح بغداد لفتح أفق عربي جديد، وفي إطار ما يسميه الكاظمي «المشرق الجديد»، استقبلت بغداد – كما هو معروف - أيضاً خلال شهر مارس (آذار) الماضي بابا الفاتيكان البابا فرنسيس، الذي جعل العراق تحت الضوء، وأثبت قدرة الحكومة العراقية على تنظيم زيارة تاريخية على هذا المستوى. وبالتالي، فإن بغداد بدت أكثر ثقة في خطواتها، سواءً حيال علاقاتها العربية أو الإقليمية أو الدولية.
وبشأن أهمية الانفتاح العربي على العراق، أكان من خلال زيارات الكاظمي إلى المملكة أو الإمارات أو قمة «المشرق الجديد» الذي يتحضّر لها العراق، يقول الدكتور إحسان الشمّري، رئيس مركز التفكير السياسي في العراق، لـ«الشرق الأوسط»، إن «قمة المشرق الجديد، أو هذا التكتل كمصطلح أو مفهوم جديد يرتبط بأمور عدة من ناحية الفلسفة والأهداف... وأول هذه الأمور رؤية هذه البلدان الثلاثة أن المنطقة ستشهد وضعاً سياسياً ودبلوماسياً واقتصادياً جديداً في رئاسة بايدن، وخصوصاً أن المنطقة، كما يبدو، متجهة نحو حلول وغلق ملفات وصيغة جديدة للتعاطي مع مختلف الأزمات».
ويضيف الشمّري، أن «هذه الدول الثلاث (السعودية والإمارات والعراق) ماضية نحو هذا الوضع الجديد وبما يتوافق مع مصالحها... والأمر الآخر يرتبط برغبة العراق في أن يبتعد عن كونه دولة تابعة إقليمياً. إذ إنه كثيراً ما وصف العراق خلال السنوات الماضية بأنه دولة تابعة وضمن المجال الحيوي الإيراني. وبالتالي، يجد أن الذهاب باتجاه المشرق الجديد هو أفضل ما يمكن أن يحقق التوازن في علاقاته مع محيطه، فضلاً عن النأي بالنفس عن تلك التبعية».
ويتابع الشمّري شرحه قائلاً «هناك أيضاً طبيعة فلسفة سياسة الخارجية العراقية الجديدة التي تعمل على أساس التكتلات العربية. فالعراق يسعى إلى عقد علاقات وتمتين علاقات مع دول عربية في وقت يعقد حلفاً ثلاثياً مع مصر والأردن، وأيضاً يسعى وبقوة إلى تأصيل علاقاته مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفي المقدمة منها المملكة العربية السعودية». وحسب الشمّري، فإن «هناك رغبة لدى هذه الدول بالعمل على حجز مساحة في التأثيرين السياسي والاقتصادي في المنطقة بحيث تكون قوة مؤثرة في سياسات المنطقة... ومن بين ما ينبغي الإشارة إليه أن ما يقوم به العراق اليوم هو رسالة إلى إيران بأن العمق العربي هو مساحة التحالفات القادمة. وهذا الأمر أدى إلى استفزاز بعض الأطراف التي تعمل على تعويقه، لكن من الواضح أن الحكومة الحالية ماضية في هذا التحالف».
ويختتم الشمّري حديثه بالقول، إن «مفهوم المشرق الجديد ينطلق من جملة التحولات في المنطقة... سواءً على مستوى الدبلوماسية أو الاقتصاد، وبالتالي، فإنه يتماهى مع مجمل هذه التحوّلات».
8:17 دقيقة
أفق عربي جديد أمام العراق
https://aawsat.com/home/article/2923246/%D8%A3%D9%81%D9%82-%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D8%AC%D8%AF%D9%8A%D8%AF-%D8%A3%D9%85%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
أفق عربي جديد أمام العراق
رغم تأجيل «القمة الثلاثية»
أفق عربي جديد أمام العراق
مواضيع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة