مصر والهند لتعزيز التعاون في مجال التدريب وتبادل الخبرات

ضمن خطة لتطوير أداء الإدارة المحلية

TT

مصر والهند لتعزيز التعاون في مجال التدريب وتبادل الخبرات

تعزز القاهرة والهند تعاونهما في «مجال التدريب وتبادل الخبرات»، وذلك ضمن خطة لـ«تدريب الكوادر المحلية بمصر وتنمية قدراتهم بما يسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين المصريين». والتقى وزير التنمية المحلية المصري، محمود شعراوي، أمس، سفير الهند الجديد بالقاهرة، أجيت جوبتيه. وأكد شعراوي أن «العلاقات المصرية - الهندية شهدت تطوراً كبيراً في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، على المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية كافة». وأعرب السفير الهندي عن رغبته في «دعم العلاقات الثنائية بين القاهرة ونيودلهي، التي وصفها بأنها (وطيدة وقديمة وراسخة)، وتطلعه للبدء في صفحة جديدة من علاقات التعاون بين وزارة التنمية المحلية بمصر والحكومة الهندية، لاستكمال أطر العلاقات المختلفة»، معرباً عن «استعداده للمشاركة في خطة وزارة التنمية المحلية لتدريب الكوادر المحلية، والعمل على تطوير أداء الإدارة المحلية». وطلب السفير الهندي زيارة بعض القرى المستهدفة في المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» وبرنامج تطوير الريف المصري، للتعرف على بعض الاحتياجات، والتي يمكن للهند القيام بها في المشروعات والقطاعات الحيوية، كما أبدى الجانب الهندي استعداده لـ«المشاركة في تطوير 3 من المراكز الحرفية بمحافظات صعيد مصر، لتكون بمثابة نموذج مميز يتم تكراره في باقي المحافظات المصرية». ووفق بيان لـ«مجلس الوزراء المصري» أمس، فقد تم «بحث التعاون في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة، لتوفير دخل ثابت للأسر في القرى المصرية الأكثر احتياجاً، حيث تطرق السفير الهندي لتجربة المؤسسات الهندية العاملة في ترويج المنتجات التراثية والحرفية واليدوية لسكان المناطق الفقيرة للمساعدة في بيعها وتسويقها داخلياً وخارجياً، وعلى رأسها مؤسسة (قاضي) والتي يرعاها رئيس وزراء الهند». وأشار جوبتيه إلى أن «التحديات الموجودة في البلدين مشتركة في عدد من المجالات، ويمكن أن نعمل معاً لتبادل الخبرات والتعاون المشترك لتحقيق مصلحة الشعبين». فيما تطرق شعراوي إلى «جهود وزارة التنمية المحلية لتنفيذ (المنظومة الجديدة للمخلفات الصلبة) بالمحافظات، في إطار متابعة الرئيس السيسي لها». ورحب شعراوي بإمكانية «تبادل الخبرات مع الهند في هذا المجال الحيوي للدولة المصرية، وبحث توفير دورات تدريبية للكوادر المحلية العاملة في مجال المخلفات الصلبة عبر (الفيديو كونفرنس)». وأعرب السفير الهندي عن «استعداد بلاده لتقديم كل الدعم والتعاون المطلوب والخبرات الممكنة مع وزارة التنمية المحلية خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في مجالات التدريب المختلفة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.