«الزواج من الوظيفة»... كيف تبقي ساعات العمل الطويلة الموظفين عزاباً؟

«الزواج من الوظيفة»... كيف تبقي ساعات العمل الطويلة الموظفين عزاباً؟
TT

«الزواج من الوظيفة»... كيف تبقي ساعات العمل الطويلة الموظفين عزاباً؟

«الزواج من الوظيفة»... كيف تبقي ساعات العمل الطويلة الموظفين عزاباً؟

طرحت صحيفة «غارديان» البريطانية تساؤلاً بشأن كيف تجعل ساعات العمل الطويلة الموظفين عزاباً ويشعرون بالوحدة.
واستعرضت الصحيفة قصصاً لعدد من الأشخاص، منهم أورا هانكوك، التي قالت إنها شعرت مؤخراً بالحزن، لأنها أدركت أنها لا تستطيع دفع إيجار منزلها، ولا تملك مدخرات، وبلا عائلة فيما لدى معظم أصدقائها أسر ويشترون منازل، وقالت إنها شعرت بكثير من الحزن لذلك، وأوضحت: «أشعر وكأنني قد هبطت للتو على الأرض، وأنا أنظر حولي وأشعر بالوحدة الشديدة».
وقالت الصحيفة إن أورا هانكوك تُعدّ واحدة من أشخاص عديدين أدركوا خلال السنوات الأخيرة أنهم كرسوا أنفسهم لعملهم وأهملوا كل شيء آخر قد يعطي معنى لحياتهم.
وأضافت أن ساعات العمل الطويلة غير المنتظمة، وأحياناً الأجور المنخفضة، تعني لبعض العاملين أنه من الصعوبة التمتع بحياة خارج العمل وبشكل خاص من الصعب الحفاظ على العلاقات.
وتابعت أنه لا عجب أن يشعر العديد من الموظفين بأنه ليس لديهم وقت خارج العمل للعثور على الحب مع مطالب الرؤساء، وأعباء العمل المستحيلة، والبريد الإلكتروني الذي يعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن أدلة كثيرة كانت موجودة قبل أن يحبسنا فيروس «كورونا» في منازلنا، كانت تشير إلى أن الوحدة منتشرة؛ فقد وجدت دراسة أُجريت عام 2018 أن 2.4 مليون بالغ في بريطانيا يعانون من الوحدة المزمنة، وقال: «توقع أن ما يقرب من واحد من كل سبعة أشخاص في المملكة المتحدة يمكن أن يعيش بمفرده بحلول عام 2039، وأن أولئك الذين يعيشون بمفردهم سيكونون أقل أماناً مالياً».
وتنقل الصحيفة عن أساتذة القانون نعومي كان وجون كاربوني، مؤلفَي كتاب «أسواق الزواج: كيف تعمل اللامساواة على إعادة تشكيل الأسرة الأميركية»، أن التراجع في معدلات الزواج «أمر قائم على الطبقة؛ فمن المرجح أن يتزوج الأثرياء ويكون لديهم أسر أكثر استقراراً، ويتم منح مزايا هذا الهيكل الأسري لأبنائهم، أما بالنسبة لأولئك الذين يعانون من وضع مالي أكثر خطورة، قد يكون من الأسهل غالباً إن بقوا عزاباً».
وكذلك يقول الأكاديميان بيلار جونالونز بونز وديفيد كالنيتسكي إذا لم نكن قلقين بشأن دفع الفواتير، فربما يكون لدينا الوقت والمساحة الذهنية لإقامة علاقات أفضل.



5 يوروات «عقاب» مدرسة ألمانية لكل تلميذ متأخر

الأعذار لم تعُد مقبولة (د.ب.أ)
الأعذار لم تعُد مقبولة (د.ب.أ)
TT

5 يوروات «عقاب» مدرسة ألمانية لكل تلميذ متأخر

الأعذار لم تعُد مقبولة (د.ب.أ)
الأعذار لم تعُد مقبولة (د.ب.أ)

قلَّة لم تتأخر عن موعد بدء الدراسة في الصباح، لأسباب مختلفة. لكنَّ اعتياد التلامذة على التأخر في جميع الأوقات يُحوّل المسألة إلى مشكلة فعلية.

في محاولة للتصدّي لذلك، بدأت مدرسة «دورير» الثانوية بمدينة نورمبرغ الألمانية، فرض غرامة تأخير مقدارها 5 يوروات على كل تلميذ يُخالف بشكل دائم، ودون عذر، لوائح الحضور في التوقيت المحدّد.

وذكرت «وكالة الأنباء الألمانية» أنه بعد مرور أشهر على تنفيذ هذه الخطوة، لم يكن المدير رينر جيسدورفر وحده الذي يرى أن الإجراء يحقق نتائج جيدة.

إذ يقول مجلس الطلاب إن عدد التلاميذ المتأخرين عن حضور الفصول الدراسية تَناقص بدرجة كبيرة منذ فرض الغرامة، يوضح جيسدورفر أن الإجراء الجديد لم يفرض في الواقع بوصفه نوعاً من العقوبة، مضيفاً: «ثمة كثير من التلاميذ الذين مهما كانت الأسباب التي لديهم، لا يأتون إلى المدرسة في الوقت المحدّد». ويتابع المدير أن أولئك الصغار لا يكترثون بما إذا كنت تهدّدهم بالطرد من المدرسة، لكنْ «دفع غرامة مقدارها 5 يوروات يزعجهم حقاً».

ويؤكد أن الخطوة الأخيرة التي تلجأ إليها المدرسة هي فرض الغرامة، إذا لم يساعد التحدث إلى أولياء الأمور، والمعلّمون والاختصاصيون النفسيون بالمدرسة، والعاملون في مجال التربية الاجتماعية على حلّ المشكلة.

وحتى الآن فُرضت الغرامة على حالات محدودة، وهي تنطبق فقط على التلاميذ الذين تتراوح أعمارهم بين 9 سنوات و11 عاماً، وفق جيسدورفر، الذي يضيف أن فرض الغرامة في المقام الأول أدّى إلى زيادة الوعي بالمشكلة.

وتشير تقديرات مدير المدرسة إلى أن نحو من 5 إلى 10 في المائة من التلاميذ ليسوا مهتمّين بالتحصيل التعليمي في صفوفها، إلى حدِّ أن هذا الاتجاه قد يُعرّض فرصهم في التخرج للخطر.

بدورها، تقول متحدثة باسم وزارة التعليم بالولاية التي تقع فيها نورمبرغ، إن المسؤولية تتحمَّلها كل مدرسة حول تسجيل هذه المخالفات. وتضيف أنه في حالات استثنائية، يمكن للسلطات الإدارية لكل منطقة فرض غرامة، بناء على طلب المدارس أو السلطات الإشرافية عليها.

ويقول قطاع المدارس بالوزارة إن المدارس المحلية أبلغت عن تغيُّب التلاميذ عن الفصول الدراسية نحو 1500 مرة، خلال العام الماضي؛ إما بسبب تأخّرهم عن المدرسة أو التغيب طوال أيام الأسبوع، وهو رقم يسجل زيادة، مقارنةً بالعام السابق، إذ بلغ عدد مرات الإبلاغ 1250، علماً بأن الرقم بلغ، في عام 2019 قبل تفشّي جائحة «كورونا»، نحو 800 حالة.

أما رئيس نقابة المعلّمين الألمانية، ستيفان دول، فيقول إن إغلاق المدارس أبوابها خلال فترة تفشّي الجائحة، أسهم في فقدان بعض التلاميذ الاهتمام بمواصلة تعليمهم. في حين تشير جمعية مديري المدارس البافارية إلى زيادة عدد الشباب الذين يعانون متاعب نفسية إلى حدٍّ كبير منذ تفشّي الوباء؛ وهو أمر يمكن أن يؤدي بدوره إلى الخوف المرَضي من المدرسة أو التغيب منها.