غاز سام في الدماغ يزيد خطر الإصابة بالخرف

سيدة تحتضن والدتها المصابة بالخرف في نيويورك (أ.ب)
سيدة تحتضن والدتها المصابة بالخرف في نيويورك (أ.ب)
TT

غاز سام في الدماغ يزيد خطر الإصابة بالخرف

سيدة تحتضن والدتها المصابة بالخرف في نيويورك (أ.ب)
سيدة تحتضن والدتها المصابة بالخرف في نيويورك (أ.ب)

كشفت دراسة حديثة أن مستويات غاز سام في الدماغ يمكن أن تؤثر على ما إذا كنا سنصاب بالخرف والصرع أم لا، وفقاً لصحفة «ديلي ميل».
ويتكون غاز كبريتيد الهيدروجين «إتش 2 إس» داخل الجسم بجرعات صغيرة.
ويتم إنتاج «إتش 2 إس» في الدماغ والعديد من العضلات، بما في ذلك الشريان الأورطي في الصدر، والدقاق (القسم الأخير من الأمعاء الدقيقة).
ومن خلال اختبار خلايا دماغ الفئران، وجد العلماء أن الغاز متورط في حجب بوابة خلايا الدماغ الرئيسية التي تساعد في عملية التواصل بشكل فعّال.
وقد تساعد العلاجات لتقليل مستويات كبريتيد الهيدروجين في الدماغ - وبالتالي معالجة الخرف والصرع - في درء الضرر الناجم عن الغاز.
وأجرى البحث خبراء في جامعة ريدينغ وجامعة ليدز وجامعة جون هوبكنز في الولايات المتحدة.
وقال مؤلف الدراسة الدكتور مارك دالاس في جامعة ريدينغ: «هذا الاكتشاف مثير لأنه يعطينا رؤى جديدة حول دور كبريتيد الهيدروجين في أمراض الدماغ المختلفة، مثل الخرف والصرع».
ولقد كان هناك اهتمام متزايد بتأثير كبريتيد الهيدروجين على الدماغ، وتوضح هذه الدراسة مدى أهمية تداعيات تراكمه على الأداء السليم للمخ.
وجد الباحثون أن «إتش 2 إس» يعمل على تعطيل الأداء الطبيعي لقنوات البوتاسيوم، التي تنظم النشاط الكهربائي عبر الاتصالات بين خلايا الدماغ.
وقال دالاس: «عندما يتم حظر هذه القنوات من العمل بشكل صحيح، نرى الخلايا الدماغية شديدة الإثارة، التي نعتقد أنها تؤدي إلى موت الخلايا العصبية».
وتعد الآثار المترتبة على العلاجات المحتملة مثيرة بشكل خاص، لأن العثور على الأدوية التي تستهدف إنتاج كبريتيد الهيدروجين في أدمغتنا قد تكون له مجموعة من الفوائد لمحاربة الأمراض.
رغم أنه يتم إنتاج «إتش 2 إس» بجرعات صغيرة داخل الجسم، فإنه يوجد أيضاً بشكل طبيعي في البترول الخام والغاز الطبيعي والغازات البركانية والينابيع الساخنة والمياه الجوفية.
وتعرض الإنسان لكبريتيد الهيدروجين المنتج خارج الجسم يحصل بشكل أساسي عن طريق الاستنشاق، ويتم امتصاص الغاز بسرعة عبر الرئتين.
ووجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة كالغاري في كندا عام 2001 أن الغاز يبدو أنه يضعف الأداء الإدراكي لدى الفئران.
كما تم ربطه سابقاً بتلف الدماغ وتلف الجهاز العصبي لدى البشر.


مقالات ذات صلة

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

صحتك الحبوب تستهدف الأغنياء فقط نظراً لتكلفتها المرتفعة (رويترز)

مليارديرات يطوِّرون حبوباً لـ«إطالة عمر الأثرياء»

يعمل عدد من المليارديرات على تطوير حبوب لإطالة العمر، يقول الخبراء إنها تستهدف الأغنياء فقط، نظراً لتكلفتها المرتفعة المتوقعة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك ممرضة تقيس ضغط دم أحد الأشخاص داخل «مركز شرق آركنساس الصحي العائلي» في ليبانتو (أرشيفية - رويترز)

6 خطوات للحفاظ على ضغط دم آمن خلال الطقس البارد

مع دخول فصل الشتاء، وزيادة برودة الأجواء، ما التأثير الذي قد يخلفه هذا الجو على صحتنا؟ وهل له تأثير على ضغط الدم؟

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صناديق من عقاري «أوزمبيك» و«ويغوفي» من إنتاج شركة «نوفو نورديسك» في صيدلية بلندن (رويترز)

دراسة تكشف ميزة جديدة لأدوية إنقاص الوزن مثل «أوزمبيك»: تحمي الكلى

أفادت دراسة جديدة بأن أدوية السمنة الشائعة، مثل «أوزمبيك»، قد تساعد أيضاً في حماية الكلى.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك صورة توضيحية لتشريح العين وتقنيات الحقن المستخدمة (الشرق الأوسط)

تقنيات حديثة لحقن الأدوية في شبكية العين

أظهرت إرشادات نُشرت لأول مرة في دراسة حديثة، فوائد فريدة من نوعها توفرها حقن الحيز فوق المشيميّة للمرضى الذين يعانون من مشكلات في شبكية العين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
TT

الخفافيش تتكيف مع فقدان السمع بخطة بديلة

الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)
الخفافيش تعتمد على حاسة السمع للتنقل والتواصل (رويترز)

كشفت دراسة أميركية عن استراتيجية بديلة تلجأ إليها الخفافيش عندما تفقد قدرتها على السمع، وهي حاسة أساسية تستخدمها للتوجيه عبر تقنية الصدى الصوتي.

وأوضح الباحثون من جامعة جونز هوبكنز أن النتائج تثير تساؤلات في إمكانية وجود استجابات مشابهة لدى البشر أو الحيوانات الأخرى، مما يستدعي إجراء مزيد من الدراسات المستقبلية، ونُشرت النتائج، الاثنين، في دورية (Current Biology).

وتعتمد الخفافيش بشكل أساسي على حاسة السمع للتنقل والتواصل عبر نظام تحديد المواقع بالصدى (Echolocation)، إذ تُصدر إشارات صوتية عالية التّردد وتستمع إلى صدى ارتدادها عن الأشياء المحيطة لتحديد موقعها واتجاهها. وتعد هذه القدرة إحدى الحواس الأساسية لها.

وشملت الدراسة تدريب الخفافيش على الطيران في مسار محدد للحصول على مكافأة، ومن ثم تكرار التجربة بعد تعطيل مسار سمعي مهمٍّ في الدماغ باستخدام تقنية قابلة للعكس لمدة 90 دقيقة.

وعلى الرغم من تعطيل السمع، تمكنت الخفافيش من إتمام المسار، لكنها واجهت بعض الصعوبات مثل التصادم بالأشياء.

وأوضح الفريق البحثي أن الخفافيش تكيفت بسرعة بتغيير مسار طيرانها وزيادة عدد وطول إشاراتها الصوتية، مما عزّز قوة الإشارات الصدوية التي تعتمد عليها. كما وسّعت الخفافيش نطاق الترددات الصوتية لهذه الإشارات، وهي استجابة عادةً ما تحدث للتعويض عن الضوضاء الخارجية، لكنها في هذه الحالة كانت لمعالجة نقص داخلي في الدماغ.

وأظهرت النتائج أن هذه الاستجابات لم تكن مكتسبة، بل كانت فطرية ومبرمجة في دوائر الدماغ العصبية للخفافيش.

وأشار الباحثون إلى أن هذه المرونة «المذهلة» قد تعكس وجود مسارات غير معروفة مسبقاً تعزّز معالجة السمع في الدماغ.

وقالت الباحثة الرئيسية للدراسة، الدكتورة سينثيا موس، من جامعة جونز هوبكنز: «هذا السلوك التكيفي المذهل يعكس مدى مرونة دماغ الخفافيش في مواجهة التحديات».

وأضافت عبر موقع الجامعة، أن النتائج قد تفتح آفاقاً جديدة لفهم استجابات البشر والحيوانات الأخرى لفقدان السمع أو ضعف الإدراك الحسي.

ويخطط الفريق لإجراء مزيد من الأبحاث لمعرفة مدى تطبيق هذه النتائج على الحيوانات الأخرى والبشر، واستكشاف احتمال وجود مسارات سمعية غير معروفة في الدماغ يمكن أن تُستخدم في تطوير علاجات مبتكرة لمشكلات السمع لدى البشر.