«التعاون الإسلامي» تدين التصعيد الإسرائيلي في الأقصى

رسائل فلسطينية إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة حول انتهاكات إسرائيل في المسجد

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى أمس (وفا)
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى أمس (وفا)
TT
20

«التعاون الإسلامي» تدين التصعيد الإسرائيلي في الأقصى

مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى أمس (وفا)
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى أمس (وفا)

اشتكت فلسطين في رسائل إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة «انتهاكات إسرائيل» للمقدسات ووصاية المملكة الأردنية عليها في القدس، فيما دانتها منظمة التعاون الإسلامي والأردن.
وأرسل المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور، 3 رسائل متطابقة إلى كل من: الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (فيتنام)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال فيها إن «انتهاكات سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا الفلسطيني وحرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة، إلى جانب حرمانهم من ممارسة أبسط حقوقهم الديمقراطية تشكل انتهاكات صارخة للقانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة المتعلقة بالقدس الشرقية المحتلة، كما تنتهك حرمة المسجد الأقصى، ووصاية الأردن على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة».
وركّز منصور على «تصاعد التوترات في القدس الشرقية المحتلة نتيجة لاستمرار إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) في انتهاكاتها ضد الفلسطينيين وحرمة الأماكن المقدسة وحرية العبادة»، مشيراً إلى «استمرار فرض القيود على الوصول إلى الحرم الشريف، حتى في شهر رمضان المبارك، ومصادرة قوات الاحتلال الإسرائيلي وجبات الإفطار المعدة لتوزيعها على الصائمين بالقرب من المسجد الأقصى، ومداهمة المجمع، ومضايقة موظفي الأوقاف وترهيبهم، إلى جانب مواصلة جنود الاحتلال مهاجمة المصلين بعد صلاة التراويح، ما أدى إلى مواجهات وإصابة عدد من المدنيين». كما تطرق منصور إلى «مواصلة إسرائيل التدخل في العملية الانتخابية الديمقراطية الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، واعتقالها العديد من المرشحين الفلسطينيين في الضفة الغربية، وإصدار استدعاءات لمختلف المرشحين المقدسيين للاستجواب، إلى جانب قيودها المتكررة المفروضة على محافظ القدس عدنان غيث».
وأكد أن هذه الإجراءات تكشف عن النوايا السيئة للقوة القائمة بالاحتلال لتقويض مشاركة سكان القدس الفلسطينيين ومرشحيها في الانتخابات المقبلة، الأمر الذي سيعوق حقهم في المشاركة في هذه العملية الوطنية الديمقراطية، ويعوق في النهاية حقهم في تقرير المصير.
وجاءت الرسائل الفلسطينية في وقت صعّدت فيه إسرائيل ومستوطنون من هجماتهم ضد المسجد الأقصى وفي مناطق أخرى في الضفة. وقاد المستوطن المتطرف يهودا غليك، أمس (الخميس)، اقتحاماً جديداً للمسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة بحراسة مشددة من قوات الاحتلال الخاصة.
وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية إن 185 مستوطناً تقدمهم المتطرف غليك اقتحموا باحات المسجد الأقصى المبارك، ونفذوا جولات استفزازية داخله. وأكد أن المستوطنين تلقوا، خلال الاقتحام، شروحات عن «الهيكل» المزعوم، وأدوا طقوساً تلمودية في باحات الأقصى، خصوصاً في منطقة باب الرحمة، بحراسة من شرطة الاحتلال. وجاء ذلك ضمن سلسلة اقتحامات للأقصى في الأيام القليلة الماضية، شملت، الثلاثاء، اقتحام الجيش للمسجد وتعطيله للمآذن الخارجية، ما أثار غضب عمان ورام الله. ودانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في الأردن، استمرار انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في المسجد الأقصى، فيما حذرت الرئاسة الفلسطينية من حرب دينية.
كما دانت منظمة التعاون الإسلامي، أمس (الخميس)، اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك والاعتداء على المصلين الموجودين في باحاته، وتحطيم بعض أبوابه، وتعطيل رفع الأذان عبر مكبرات الصوت فيه، معتبرة هذا التصعيد الخطير اعتداءً على حرمة المقدسات وحرية العبادة، ما يشكل انتهاكاً لمواثيق حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وحمّلت منظمة التعاون الإسلامي، في بيان لها، إسرائيل، قوة الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تبعات استمرار مثل هذه الاعتداءات الاستفزازية والخطيرة، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفاعل من أجل توفير الحماية للشعب الفلسطيني والأماكن المقدسة، ووضع حد لهذه الانتهاكات الإسرائيلية التي تغذي العنف والتوتر والكراهية، ولا توفر الأجواء المناسبة للسلام العادل القائم على المبادرة العربية وحل الدولتين والقرارات الأممية ذات الصلة.
من جهتها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن دولة فلسطين تنتظر من المجتمع الدولي بكل مكوناته، وعلى رأسه إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، موقفاً حازماً قوياً يجبر دولة الاحتلال على وقف هذه الإجراءات الاستيطانية غير المسبوقة، التي تسارع في إقامتها على امتداد الأرض الفلسطينية المحتلة.
وأوضحت الوزارة، في بيان، أن سلطات الاحتلال صعّدت من عمليات البناء الاستيطاني وشق الطرق والأنفاق الاستيطانية الضخمة في الضفة الغربية، وتركزت بشكل أساسي في القدس الشرقية ومحيطها، الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الصعوبات والعراقيل أمام فرص الحل السياسي التفاوضي للصراع، إن لم يكن إغلاق الباب نهائياً أمام تحقيق السلام على أساس المرجعيات الدولية المتفق عليها وفي مقدمتها مبدأ حل الدولتين.
وأشارت إلى أن إعلانات البناء الاستيطاني المتتالية التي كان آخرها المصادقة على إقامة 540 وحدة استيطانية جديدة في جبل أبو غنيم، وقرب استكمال شق شوارع وأنفاق استيطانية ضخمة في طول الضفة وعرضها، دليل قاطع على تعمّد دولة الاحتلال تقويض الجهود الدولية المبذولة لإعادة إطلاق عملية السلام وتخريبها بشكل مسبق وممنهج وحتى وأدها قبل ولادتها.
وتطرقت، في بيانها، إلى «انتهاكات المستوطنين المتكررة بحق أبناء شعبنا، ومحاولاتهم سرقة المزيد من الأرض الفلسطينية، في مسعى لحشر الفلسطينيين في مناطق سكناهم، ومنعهم من التوسع العمراني، وتكديسهم في معازل وكانتونات متناثرة، وفرض القيود عليهم».



كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
TT
20

كيف سترد إدارة ترمب على الحوثيين هذه المرة؟

زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)
زعيم الحوثيين استغل أحداث غزة لتجنيد آلاف اليمنيين (أ.ف.ب)

غداة التهديد الحوثي الأخير بعودة الهجمات الحوثية المزعومة ضد إسرائيل، تصاعدت التساؤلات اليمنية عن الطريقة التي ستتخذها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب ضد الجماعة المدعومة من إيران.

ويرى سياسيون يمنيون أن الولايات المتحدة سترد بطريقة أشد ردعاً على هجمات الحوثيين، إذا ما نفَّذت الجماعة تهديدها بالعودة إلى قصف السفن في البحر الأحمر وخليج عدن؛ حيث تزعم أنها في موقف الدفاع عن الفلسطينيين في غزة.

ويبدو أن زعيم الجماعة المدعومة من إيران، عبد الملك الحوثي، يسعى لاختبار ردة الإدارة الأميركية الجديدة؛ إذ هدد، مساء الجمعة، بأن جماعته ستعود لمهاجمة السفن بعد 4 أيام، إذا لم تسمح إسرائيل بإدخال المساعدات إلى قطاع غزة، ضمن ما نصّت عليه المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار.

وكانت إسرائيل وحركة «حماس» توصلتا، بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، إلى اتفاق لوقف النار وتبادل الأسرى بدأ سريانه مع عودة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، في 20 يناير (كانون الثاني) الماضي. ومنذ ذلك الحين، توقف الحوثيون عن هجماتهم ضد السفن وباتجاه إسرائيل، مع تهديدهم بالعودة إليها في حال فشل الاتفاق.

وتقول الحكومة اليمنية إن هجمات الحوثيين البحرية، وباتجاه إسرائيل، تأتي تنفيذاً لتوجيهات إيرانية، وإنها لم تساعد الفلسطينيين في شيء، أكثر من استدعائها لعسكرة البحر الأحمر وإتاحة الفرصة لإسرائيل لتدمير البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)
مقاتلة أميركية تتزود بالوقود جواً (الجيش الأميركي)

ومع توقُّع أن تكون إدارة ترمب أكثر حزماً من سابقتها في التعاطي مع التهديدات الحوثية، كان قد أعاد تصنيف الجماعة «منظمة إرهابية أجنبية» ضمن أولى قراراته، إذ بدأ سريان القرار قبل أيام بالتوازي مع إدراج 7 من كبار قادة الجماعة على لائحة العقوبات التي تفرضها وزارة الخزانة.

السيناريوهات المتوقعة

مع تهديد زعيم الجماعة الحوثية بالعودة إلى مهاجمة السفن، يتوقع سياسيون يمنيون أن ردة الفعل الأميركية ستكون أقوى. وقد تصل إلى الدعم العسكري للقوات اليمنية على الأرض. وهذا يعني نهاية المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة بناء على خريطة الطريق التي كانت توسطت فيها السعودية وعمان في نهاية 2023، وتعذر تنفيذها بسبب التصعيد الحوثي البحري والإقليمي.

ويتوقع البراء شيبان، وهو زميل في المعهد الملكي البريطاني لدراسات الدفاع، أن واشنطن سترد هذه المرة، وقد تكون بوتيرة ضربات أعلى، كما ستشدد الرقابة على كل الأفراد والكيانات الذين لا يزالون يقومون بأي تعاملات مالية أو لوجستية مع الحوثيين، بما في ذلك دخول النفط الذي يُعتبَر أحد أبرز الموارد الذي استخدمته الجماعة خلال الفترة الماضية.

صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)
صاروخ باليستي سماه الحوثيون «فلسطين2» واستخدموه لمهاجمة إسرائيل (إعلام حوثي)

وفي حال حدوث ذلك، يرى شيبان أن ذلك قد يدفع الحوثيين إلى التصعيد العسكري، وهو ما سيكون له تبعات على خريطة الطريق والمشاورات الذي كانت قد دشنتها الرياض مع الحوثيين منذ عام 2022.

من جهته، يتوقع المحلل السياسي اليمني محمود الطاهر، رداً أميركياً على أكثر من مسار، ومن ذلك أن يكون هناك رد عسكري جوي وبحري على الأهداف الحوثية، إلى جانب استهداف البنية التحتية للجماعة، مثل الموانئ والمنشآت العسكرية.

ويضيف: «ربما قد نرى المزيد من العقوبات الاقتصادية على الحوثيين، مثل تجميد الأصول وتحديد التجارة، بهدف تقليل قدرتهم على الحصول على الأسلحة والموارد. إلى جانب اللجوء إلى البحث عن شريك عسكري في اليمن، بهدف دعمه عسكرياً وتعزيز قدرته على مواجهة الجماعة».

ويخلص الطاهر في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى القول إن «رد واشنطن سيكون معتمداً على سياق الحادثة ونتائجها، بالإضافة إلى التطورات السياسية والاستراتيجية في المنطقة».

وفي سياق التوقعات نفسها، لا يستبعد الباحث السياسي والأكاديمي اليمني فارس البيل أن يقود أي هجوم حوثي ضد السفن الإدارة الأميركية إلى خلق تحالف جديد يضم إسرائيل لتوجيه ضربات أكثر فاعلية ضد الجماعة وقادتها، وربما بالتزامن مع استهداف القدرات النووية لطهران.

مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)
مجسمات لصواريخ ومسيرات وهمية يعرضها الحوثيون في شوارع صنعاء (إ.ب.أ)

ويجزم البيل في حديثه لـ«الشرق الأوسط» بأن أميركا تبدو الآن أكثر تصميماً على توجيه ضربات قوية ضد الحوثي في حال أعاد هجماته.

وفي اتجاه آخر، يرى الباحث السياسي اليمني رماح الجبري في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن الجماعة الحوثية تبحث عن أي قصف إسرائيلي أو غربي لمناطق سيطرتها؛ كون ذلك يحقق لها أهدافاً كثيرة. من بينها التصوير لأتباعها أن أي تحرك عسكري يمني أو حرب اقتصادية ضدها انتقام إسرائيلي، وأن الصف الوطني الذي يقوده مجلس القيادة الرئاسي يخدم مصالح تل أبيب.

ويبدو أن الجماعة (بحسب الجبري) تريد أن تستعجل اختبارها لرد الإدارة الأميركية الجديدة، مستغلةً الظروف الحالية التي تتجاذب تنفيذ بقية خطوات اتفاق الهدنة في غزة بين حركة حماس وإسرائيل، دون أن تكترث للرد الأميركي المتوقَّع؛ كونها لا تأبه لأي أضرار يتعرض لها السكان في مناطق سيطرتها.

وعيد أميركي

في أحدث التصريحات الأميركية بشأن الموقف من الجماعة الحوثية، كانت القائمة المؤقتة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، السفيرة دوروثي شيا، توعدت الحوثيين، خلال إيجاز في مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن.

وقالت إنه تماشياً مع الأمر التنفيذي الذي أصدره الرئيس ترمب بشأن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، تتخذ الولايات المتحدة خطوات ملموسة للقضاء على قدرات الحوثيين.

وأضافت أن بلادها ستتخذ خطوات لوقف الدعم الإيراني لأنشطة الحوثيين الإرهابية، وذلك بموجب المذكرة الرئاسية الخاصة بالأمن القومي التي أصدرها الرئيس ترمب، وأعاد من خلالها فرض القدر الأقصى من الضغط على إيران.

ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)
ضربات إسرائيلية أحدثت حرائق ضخمة في الحديدة اليمنية (رويترز)

وتوعدت السفيرة شيا باتخاذ إجراءات ضد الحوثيين، في حال استأنفوا هجماتهم المتهورة في البحر الأحمر والممرات المائية المحيطة وضد إسرائيل.

وقالت إن كل دولة عضو في مجلس الأمن تتحمل مسؤولية الوفاء بالتزاماتها بموجب القرارات الصادرة عن المجلس، بما في ذلك القرارات التي تتعلق بالحظر المفروض على إمداد الحوثيين بالأسلحة والمواد والتدريبات ذات الصلة أو بالمساعدات المالية.

ودعت القائمة المؤقتة بأعمال المندوب الأميركي في الأمم المتحدة إلى التحرك باتجاه تعزيز آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش الخاصة باليمن، وحضت الدول الأعضاء على القيام بدورها وزيادة التمويل للتخطيط طويل الأمد الخاص بالآلية وتوظيفها للأفراد وبنيتها التحتية الحيوية والضرورية لتعزيز القدرة على تفتيش جميع الحاويات غير المكشوفة، وبنسبة مائة في المائة.

ووصفت الحوثيين بأنهم يواصلون سعيهم إلى أخذ مضيق باب المندب والتجارة الدولية كرهينة، ولم يبدوا أي رغبة أو قدرة على التمييز بين أهدافهم، وشددت بالقول: «حري بنا ألا نقبل بأي شكل من الأشكال مزاعمهم بشأن أي أساس مشروع لهجماتهم».

الهجمات والضربات السابقة

يُشار إلى أن الجماعة الحوثية تبنَّت مهاجمة أكثر من 211 سفينة في البحرين الأحمر والعربي، منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة واحتجاز طاقمها لأكثر من عام ومقتل 4 بحارة.

وتلقت الجماعة نحو ألف غارة نفذتها واشنطن بمشاركة بريطانيا في بعض المرات للحد من قدراتها، في حين شنت إسرائيل 5 موجات انتقامية جوية على موانئ الحديدة ومطار صنعاء، ومحطات كهرباء، رداً على إطلاق الجماعة نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة باتجاه إسرائيل خلال 14 شهراً.

السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)
السفينة البريطانية «روبيمار» الغارقة في البحر الأحمر إثر قصف صاروخي حوثي (أ.ف.ب)

وباستثناء إسرائيلي واحد قُتِل جراء انفجار مسيرة حوثية في شقة بتل أبيب في يونيو (حزيران) الماضي، لم تكن لهذه الهجمات أي تأثير قتالي باستثناء بعض الإصابات، والتسبُّب في الضغط على الدفاعات الجوية الإسرائيلية.

غير أن الضرر الأكبر لهذه الهجمات الحوثية كان على الصعيد الاقتصادي مع تجنُّب كبرى شركات الملاحة المرور عبر باب المندب وسلوكها مساراً أطول عبر طريق الرجاء الصالح، وهو ما أدى إلى تراجع حركة السفن في البحر الأحمر إلى أكثر من 50 في المائة، وأصبحت مصر أكبر الخاسرين لفقدها نحو 7 مليارات دولار من عائدات قنوات السويس.

ومع عدم نجاح هذه الضربات الغربية والإسرائيلية في الحد من قدرات الجماعة الحوثية على شن الهجمات، كان الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي اليمني والحكومة التابعة له معارضة هذه الضربات، لجهة أنها غير فاعلة في إنهاء التهديد الحوثي، وأن البديل الأنجع دعم القوات اليمنية الشرعية لاستعادة الحديدة وموانئها ومؤسسات الدولة المختطفة، باعتبار ذلك هو الحل العملي.