العاهل المغربي يترأس إطلاق مشروع «تعميم الحماية الاجتماعية»

يستفيد منه 22 مليون مواطن في التغطية الصحية والتعويضات العائلية

الملك محمد السادس لدى ترؤسه حفل إطلاق مشروع «تعميم الحماية الاجتماعية» أول من أمس (ماب)
الملك محمد السادس لدى ترؤسه حفل إطلاق مشروع «تعميم الحماية الاجتماعية» أول من أمس (ماب)
TT

العاهل المغربي يترأس إطلاق مشروع «تعميم الحماية الاجتماعية»

الملك محمد السادس لدى ترؤسه حفل إطلاق مشروع «تعميم الحماية الاجتماعية» أول من أمس (ماب)
الملك محمد السادس لدى ترؤسه حفل إطلاق مشروع «تعميم الحماية الاجتماعية» أول من أمس (ماب)

ترأس العاهل المغربي الملك محمد السادس، مساء أول من أمس، بالقصر الملكي في فاس، حفل إطلاق مشروع «تعميم الحماية الاجتماعية»، وتوقيع اتفاقيات تتعلق به، بحضور رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، ووزراء ومستشارين للعاهل المغربي، ومسؤولين نقابيين.
وذكر بيان للديوان الملكي أن محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية، قدم عرضاً خلال الحفل؛ قال فيه إن هذا «المشروع المجتمعي يشكل ثورة اجتماعية حقيقية، لما سيكون له من آثار مباشرة وملموسة في تحسين ظروف عيش المواطنين، وصيانة كرامة جميع المغاربة، وتحصين الفئات الهشة»، مشيراً إلى أن الحكومة حرصت على إعداد «القانون الإطار» المتعلق بالمشروع، الذي قدم في المجلس الوزاري المنعقد في 11 فبراير (شباط) الماضي، وصادق عليه مجلسا البرلمان، والذي سيمكن من «ضمان التطبيق الأمثل لهذا الإصلاح، وفق جدولة زمنية ومحاور محددة»، وذكر في هذا السياق بأن الأمر يتعلق بأربعة مشاريع:
الأول حول تعميم «التأمين الإجباري الأساسي عن المرض» خلال سنتي 2021 و2022، بتوسيع الاستفادة من هذا التأمين ليشمل 22 مليون مستفيد إضافي، وهم: الفئات المعوزة، وفئات المهنيين والعمال المستقلين، والأشخاص غير الأجراء الذين يمارسون نشاطاً خاصاً. ويغطي التأمين «تكاليف العلاج والأدوية والاستشفاء».
بالنسبة للمشروع الثاني، يقول بنشعبون، «فيتعلق بتعميم التعويضات العائلية خلال سنتي 2023 و2024، من خلال تمكين الأسر التي لا تستفيد من هذه التعويضات من الاستفادة من تعويضات للحماية من المخاطر المرتبطة بالطفولة، أو من تعويضات جزافية (يستفيد المواطنون المستفيدون من الحماية الاجتماعية من تعويض عن الأطفال بقيمة 300 درهم «30 دولاراً») عن كل طفل شهرياً في حدود 3 أطفال. أما المشروع الثالث، فيتعلق بتوسيع قاعدة المنخرطين في أنظمة التقاعد بدءاً من سنة 2025، لتشمل الأشخاص الذين يمارسون عملاً ولا يستفيدون من أي معاش»، من وضع نظام المعاشات الخاص بفئات المهنيين والعمال المستقلين، والأشخاص غير الأجراء الذين يزاولون نشاطاً خاصاً، ليشمل كل الفئات المعنية.
أما المشروع الرابع فيتعلق بـ«تعميم الاستفادة من التعويض عن فقدان الشغل بدءاً من سنة 2025، لتشمل كل شخص متوفر على شغل قار، من خلال تبسيط شروط الاستفادة من هذا التعويض وتوسيع الاستفادة منه».
وسيتطلب تنفيد هذا المشروع، الذي وصفه الوزير بنشعبون بأنه «غير مسبوق»، في أفق 2025 تخصيص مبلغ مالي إجمالي سنوي يقدر بـ51 مليار درهم، (5.1 مليار دولار)؛ منها 23 مليار درهم (2.3 مليار دولار) سيجري تمويلها من الميزانية العامة للدولة.
كما أوضح بنشعبون أن هذا المشروع سيتطلب تعديل مجموعة من النصوص التشريعية والتنظيمية القائمة، وإعداد أخرى جديدة، وإطلاق مجموعة من «الإصلاحات الهيكلية التي تهم تأهيل المنظومة الصحية، وإصلاح نظام المقاصة» (نظام دعم المواد الأساسية)، مبرزاً أن تنزيل هذا المشروع المجتمعي يتطلب أيضاً «تطوير الجوانب التدبيرية»، وتلك المتعلقة «بحكامة هيئات الضمان الاجتماعي»، في أفق إحداث «هيئة موحدة للتنسيق، والإشراف على أنظمة الحماية الاجتماعية».
ولتعزيز الإمكانات الطبية بالمغرب، أوضح الوزير بنشعبون أنه لمواجهة النقص في الأطر الصحية التي يقتضيها نجاح هذا الإصلاح؛ «سيجري فتح مزاولة مهنة الطب أمام الكفاءات الأجنبية»، و«تحفيز المؤسسات الصحية العالمية على العمل والاستثمار في القطاع الصحي بالمملكة، وتشجيع التكوين الجيد وجلب الخبرات والتجارب الناجحة».
في سياق ذلك، ترأس العاهل المغربي توقيع 3 اتفاقيات، تهم تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض، الخاص بفئات المهنيين والعمال المستقلين والأشخاص غير الأجراء، الذين يزاولون نشاطاً خاصاً. وتتعلق الاتفاقية الأولى بتعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض لفائدة التجار، والحرفيين والمهنيين ومقدمي الخدمات المستقلين، والذي يهم ما يفوق 800 ألف منخرط. وتخص الاتفاقية الثانية تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض لفائدة الحرفيين ومهنيي الصناعة التقليدية، الذين يصل عددهم إلى نحو 500 ألف منخرط. بينما تتعلق «الاتفاقية الإطار» الثالثة بتعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض لفائدة الفلاحين، البالغ عددهم نحو 1.6 مليون فلاح.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.