فرنسا توصي رعاياها بمغادرة باكستان بسبب «تهديدات جدية»

أوصت السفارة الفرنسية في باكستان أمس الخميس رعاياها والشركات الفرنسية بمغادرة البلاد مؤقتا بسبب «تهديدات جدية» للمصالح الفرنسية.
وكتبت السفارة في رسالة أرسلت إلى الفرنسيين المقيمين في باكستان حيث اندلعت احتجاجات عنيفة مناهضة لفرنسا هذا الأسبوع «بسبب التهديدات الجدية للمصالح الفرنسية في باكستان، ينصح الفرنسيون والشركات الفرنسية بمغادرة البلاد مؤقتا». ويتظاهر الحزب المتطرف «حركة لبيك باكستان» للمطالبة بطرد السفير من باكستان منذ أن دافع الرئيس إيمانويل ماكرون عن الحق في نشر الرسوم الكاريكاتورية باسم حرية التعبير خلال تكريم مدرس قُتل في 16 أكتوبر (تشرين الأول) بعدما عرض رسوما ساخرة على طلابه. وقد أغلق جزئيا مدن لاهور (شرق) وكراتشي (جنوب) والعاصمة إسلام آباد في إطار احتجاجه. وقمعت الشرطة بعنف التظاهرات التي أسفرت عن مقتل شرطيين اثنين. وعززت التدابير الأمنية في محيط السفارة الفرنسية في إسلام آباد، وفق مراسل وكالة الصحافة الفرنسية. وتم نشر حاويات على طول الحائط الخارجي للسفارة وحراس تابعين لقوة شبه عسكرية باكستانية. وفي عام 2020 بلغ عدد الفرنسيين المدرجين في سجل المقيمين في باكستان 445 شخصا، في تراجع مقارنة بـ525 شخصا كانوا مدرجين في عام 2019. والتسجيل ليس إلزاميا وبالتالي لا يعكس هذا الرقم بالضرورة العدد الفعلي للفرنسيين المقيمين في باكستان.
وصرّح لودو فان فورن، أحد الرعايا الفرنسيين في إسلام آباد «نحن جميعا مصدومون نوعا ما ونفكّر بما يتعيّن فعله». فمنذ الحوادث التي وقعت في الأشهر الأخيرة، أصبحنا متيقّظين للغاية إنما من دون هلع. نحاول الآن أن نرى ما إذا تغيّرت الأمور. وبحسب السفارة يبلغ عدد الشركات الفرنسية الموجودة في باكستان 35 شركة تنشط خصوصا في قطاعات الطاقة وصناعة الأدوية والتوزيع والشحن البحري. وفي مؤتمر صحافي قال وزير الداخلية الباكستاني شيخ راشد أحمد «شرطتنا وحرّاسنا قادرون على إدارة الأوضاع»، مضيفا «الرعايا الفرنسيون كلهم بأمان هنا وغير مهددين».
وبعدما اعتقل زعيمهم سعد رضوي الاثنين جاء رد أنصار «حركة لبيك باكستان» غاضبا في لاهور حيث قطعوا العديد من مفترقات الطرق الرئيسية في المدينة وكذلك في كراتشي (جنوب) كبرى مدن البلاد، وفي العاصمة إسلام آباد. واعتقل رضوي نجل خادم حسين رضوي مؤسس الحركة الذي توفي في نوفمبر (تشرين الثاني) بعد ساعات من دعوته إلى تظاهرة في 20 أبريل (نيسان) في إسلام آباد للمطالبة بطرد السفير الفرنسي لمسألة تتعلق بنشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد في فرنسا. وحركة لبيك باكستان حزب متطرف يستخدم مسألة التجديف أداة ومعروف بقدرته على حشد أنصاره وإغلاق الطرق لأيام. وأعلن وزير الداخلية الباكستاني أول من أمس أن الحكومة تستعد لحظر الحزب.