مشروع إسرائيلي لسحب الجنسية من عرب أدينوا بالمساس بالأمن

إسرائيليون عرب في الجليل يهنئون منصور عباس بفوزه في الانتخابات الأخيرة (أ.ف.ب)
إسرائيليون عرب في الجليل يهنئون منصور عباس بفوزه في الانتخابات الأخيرة (أ.ف.ب)
TT

مشروع إسرائيلي لسحب الجنسية من عرب أدينوا بالمساس بالأمن

إسرائيليون عرب في الجليل يهنئون منصور عباس بفوزه في الانتخابات الأخيرة (أ.ف.ب)
إسرائيليون عرب في الجليل يهنئون منصور عباس بفوزه في الانتخابات الأخيرة (أ.ف.ب)

في خطوة اعتبرتها الأحزاب العربية «خطة للترحيل»، قدم عضوا الكنيست (البرلمان) آفي ديختر، عن حزب الليكود، آفي ديختر، وأوريت ستروك، من تحالف «الصهيونية الدينية»، مشروع قانون يقضي بسحب الجنسية الإسرائيلية من أي مواطن أدين بـ«الإرهاب» أو بـ«القيام بعمليات عدائية»، ويحصل على مخصصات من السلطة الفلسطينية.
وينص مشروع القانون، الذين يستهدف بالأساس الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة، والمواطنين العرب (فلسطينيي 48)، على منح وزير الداخلية صلاحية لسحب الجنسية الإسرائيلية، بشكل فوري، عن كل من أمضى محكوميته في السجون الإسرائيلية، وإبعاده إلى المناطق الخاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية. وقد وقع 42 من أعضاء الكنيست، من عدة أحزاب إسرائيلية، على مشروع القانون.
وقال ديختر إنه قرر تقديم المشروع، بعد الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة الإفراج عن الأسير رشدي أبو مخ من باقة الغربية، الذي أدين بتهمة قتل جندي إسرائيلي في أواسط الثمانينات من القرن الماضي، وحكم عليه في حينه بالسجن المؤبد. لكنه في عهد رئيس الدولة، شمعون بيرس، حظي بعفو جزئي وتم تحديد الحكم 35 سنة. وعند إطلاق سراحه في الأسبوع الماضي، أقيم مهرجان ضخم لاستقباله، ما اعتبره الإسرائيليون استفزازا لهم، وإضفاء شرعية على إقدام شبان عرب من مواطني إسرائيل بخطف وقتل الجنود. وطالبت عائلة الجندي القتيل وزير الداخلية، أريه درعي، بإسقاط الجنسية عنه، وحتى طرده من البلاد.
وحسب مشروع القانون، سيسمح للشخص باسترجاع الجنسية الإسرائيلية، في حال تخلى عن المعاشات والمخصصات التي تقاضاها، وقام بإرجاع قيمة الأموال التي حصل عليها إلى السلطة الفلسطينية. وقال ديختر وستروك، إن «موافقة هؤلاء المواطنين على قبض هذه المخصصات والأموال، تدل على أنهم يتخلون عن مكانتهم كمواطني دولة إسرائيل». وأشار إلى وجود العديد ممن وصفهم بـ«الإرهابيين» الذين يحملون الجنسية أو الإقامة الإسرائيلية هذه الأيام، ويتلقون بالفعل رواتب شهرية من السلطة الفلسطينية تعويضا عن الهجمات التي قاموا بتنفيذها.
يذكر أن ديختر كان قد طرح في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، مشروع قانون شبيها يقضي بسحب الجنسية الإسرائيلية أو شطب إقامة أي معتقل فلسطيني يتلقى مساعدة مالية من السلطة الفلسطينية. ووقع على مشروع القانون في حينه 18 من أعضاء الكنيست، لكن لم يمر القانون في جميع الإجراءات التشريعية ولم يصادق عليه بالقراءة التمهيدية. والآن، يعتقد ديختر وشركاؤه في الحلبة الحزبية الإسرائيلية، أن فوز اليمين بغالبية مقاعد الكنيست في الانتخابات الأخيرة (73 من مجموع 120)، يرفع من حظوظ الاتفاق على سن القانون.
واعتبرت «القائمة المشتركة» للأحزاب العربية الوطنية لفلسطينيي 48 هذا المشروع، نموذجا أو بالون اختبار يمهد لتنفيذ عمليات طرد جماعي للفلسطينيين.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».