رئيس حكومة كردستان لـ«الشرق الأوسط»: نحتاج التحالف الدولي لهزيمة «داعش»

عبّر عن قلقه بعد إحباط مخطط أعد له التنظيم لاستهداف الإقليم

أكراد يمتطون جياداً خلال مهرجان الربيع في أربيل أول من أمس (أ.ف.ب)
أكراد يمتطون جياداً خلال مهرجان الربيع في أربيل أول من أمس (أ.ف.ب)
TT
20

رئيس حكومة كردستان لـ«الشرق الأوسط»: نحتاج التحالف الدولي لهزيمة «داعش»

أكراد يمتطون جياداً خلال مهرجان الربيع في أربيل أول من أمس (أ.ف.ب)
أكراد يمتطون جياداً خلال مهرجان الربيع في أربيل أول من أمس (أ.ف.ب)

قال رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، أمس، إن تنظيم داعش أعد خطط استهداف إقليم كردستان بعمليات إرهابية في مخيم الهول بسوريا، مشيراً إلى أن هذا يؤكد أن التنظيم لا يزال يشكل تهديداً للعراق والمنطقة، ومؤكداً أن العراق وإقليم كردستان لا يزالان بحاجة إلى وجود قوات التحالف الدولي لضمان الهزيمة الفعلية للتنظيم.
وفي تصريح خص به «الشرق الأوسط»، أكد بارزاني أن «خلية إرهابية تابعة لتنظيم داعش وضعت خططها في مخيم الهول، لاستهداف إقليم كردستان بعمليات إرهابية»، مبيناً أن «هذا أمر مثير للقلق، حيث إن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يشكل تهديداً مستمراً وجدياً على سكان كثير من المناطق في العراق، من خلال قدرته على اجتياز الحدود والتسلل عبرها بشكل غير قانوني».
وأكد بارزاني أن «العــراق وإقليــم كردســتان لا يزالان بحاجــة إلى وجــود قــوات التحالــف الــدولي لضــمان الهزيمة الحتمية لتنظيــم داعــش»، داعياً الحلفاء والشركاء إلى «التعامل بجدية مع مخاطر هذا التهديد على السلام والاستقرار في إقليم كردستان وفي الخارج».
وكان رئيس الحكومة قال في تصريح سابق عن آخر جولات الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية، إن «على الوفد العراقي أن يأخذ بنظر الاعتبار أن إقليم كردستان له قراره، وأنه يرى ضرورة بقاء قوات التحالف الدولي في العراق، ما دامت مخاطر الإرهاب قائمة».
وكان بارزاني أعلن في بيان رسمي مساء أول من أمس، أن «القوات الأمنية في إقليم كردستان تمكنت من إحباط مخطط إرهابي كان تنظيم داعش يعتزم تنفيذه في أربيل بتخطيط وتوجيه من داخل الأراضي السورية، وتم إلقاء القبض على كل عناصر الخلية الإرهابية ويخضعون للتحقيق»، موضحاً أن «المؤسسات التابعة لمجلس أمن إقليم كردستان توصلت إلى معلومات تفيد بأن (خليفة تنظيم داعش الإرهابي - حجي عبد الله) أمر كلاً من (حارث - والي الشمال/ كردستان) و(أبو وليد – الأمير الأمني لولاية سوريا)، بشن أعمال إرهابية من خلال خلية تضم عدداً من الإرهابيين لتنفيذ هذا المخطط»، مبيناً أن «القوات الأمنية تمكنت من اعتقال جميع أعضاء الخلية بعد الوصول إليهم في عملية ناجحة».
وأوضح أن «المتهمين أقروا بأنهم كانوا يخططون للقيام بهجمات بواسطة زرع (العبوات الناسفة) واستخدام (المسدسات المزودة بكواتم للصوت)، والتحقيقات توصلت إلى أن اثنين من أفراد الخلية لم يتمكنا من الدخول إلى كردستان مباشرة في مطلع فبراير (شباط) 2021، فتسللا إلى سوريا بطريقة غير قانونية (تهريب) ليتوجها بعدها إلى تركيا ومنها إلى إيران، ومن هناك دخلا إلى بلدة رانية ثم إلى أربيل».
وذكر البيان أن الإرهابيين المعتقلين «هم (ياسر علي أحمد نيروان ناصر المكنى أبو عمار) و(ماجد حسن صالح صايل المكنى علي) و(حسن علي عنيزان المكنى سعود) و(فراس حسن حمودي حسين) و(مخلد إبراهيم محمد شافي الفراجي)».



تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
TT
20

تجدد القتال في «سول»... هل يفاقم الصراع بين «أرض الصومال» و«بونتلاند»؟

رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)
رئيس أرض الصومال المُنتخب عبد الرحمن محمد عبد الله عرو (وكالة الأنباء الصومالية)

تجدد القتال في «إقليم سول» يُحيي نزاعاً يعود عمره لأكثر من عقدين بين إقليمي «أرض الصومال» الانفصالي و«بونتلاند»، وسط مخاوف من تفاقم الصراع بين الجانبين؛ ما يزيد من تعقيدات منطقة القرن الأفريقي.

وبادر رئيس أرض الصومال، عبد الرحمن عرو، بالتعهد بـ«الدفاع عن الإقليم بيد ويد أخرى تحمل السلام»، وهو ما يراه خبراء في الشأن الأفريقي، لن يحمل فرصاً قريبة لإنهاء الأزمة، وسط توقعات بتفاقم النزاع، خصوصاً مع عدم وجود «نية حسنة»، وتشكك الأطراف في بعضها، وإصرار كل طرف على أحقيته بالسيطرة على الإقليم.

وأدان «عرو» القتال الذي اندلع، يوم الجمعة الماضي، بين قوات إدارتي أرض الصومال وإدارة خاتمة في منطقة بوقداركاين بإقليم سول، قائلاً: «نأسف للهجوم العدواني على منطقة سلمية، وسنعمل على الدفاع عن أرض الصومال بيد، بينما نسعى لتحقيق السلام بيد أخرى»، حسبما أورده موقع الصومال الجديد الإخباري، الأحد.

وجاءت تصريحات «عرو» بعد «معارك عنيفة تجددت بين الجانبين اللذين لهما تاريخ طويل من الصراع في المنطقة، حيث تبادلا الاتهامات حول الجهة التي بدأت القتال»، وفق المصدر نفسه.

ويعيد القتال الحالي سنوات طويلة من النزاع، آخرها في فبراير (شباط) 2023، عقب اندلاع قتال عنيف بين قوات إدارتي أرض الصومال وخاتمة في منطقة «بسيق»، وفي سبتمبر (أيلول) من العام نفسه، نشرت إدارة أرض الصومال مزيداً من قواتها على خط المواجهة الشرقي لإقليم سول، بعد توتر بين قوات ولايتي بونتلاند وأرض الصومال في «سول» في أغسطس (آب) 2022.

كما أودت اشتباكات في عام 2018 في الإقليم نفسه، بحياة عشرات الضحايا والمصابين والمشردين، قبل أن يتوصل المتنازعان لاتفاق أواخر العام لوقف إطلاق النار، وسط تأكيد ولاية بونتلاند على عزمها استعادة أراضيها التي تحتلها أرض الصومال بالإقليم.

ويوضح المحلل السياسي الصومالي، عبد الولي جامع بري، أن «النزاع في إقليم سول بين أرض الصومال وبونتلاند يعود إلى عام 2002، مع تصاعد الاشتباكات في 2007 عندما سيطرت أرض الصومال على لاسعانود (عاصمة الإقليم)»، لافتاً إلى أنه «في فبراير (شباط) 2023، تفاقم القتال بعد رفض زعماء العشائر المحلية حكم أرض الصومال، وسعيهم للانضمام إلى الحكومة الفيدرالية الصومالية؛ ما أدى إلى مئات القتلى، ونزوح أكثر من 185 ألف شخص».

ويرى الأكاديمي المختص في منطقة القرن الأفريقي، الدكتور علي محمود كلني، أن «الحرب المتجددة في منطقة سول والمناطق المحيطة بها هي جزء من الصراعات الصومالية، خصوصاً الصراع بين شعب إدارة خاتمة الجديدة، وإدارة أرض الصومال، ولا يوجد حتى الآن حل لسبب الصراع في المقام الأول»، لافتاً إلى أن «الكثير من الدماء والعنف السيئ الذي مارسه أهل خاتمة ضد إدارة هرجيسا وجميع الأشخاص الذين ينحدرون منها لا يزال عائقاً أمام الحل».

ولم تكن دعوة «عرو» للسلام هي الأولى؛ إذ كانت خياراً له منذ ترشحه قبل شهور للرئاسة، وقال في تصريحات نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي إن «سكان أرض الصومال وإقليم سول إخوة، ويجب حل الخلافات القائمة على مائدة المفاوضات».

وسبق أن دعا شركاء الصومال الدوليون عقب تصعيد 2023، جميع الأطراف لاتفاق لوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ووقتها أكد رئيس أرض الصومال الأسبق، موسى بيحي عبدي، أن جيشه لن يغادر إقليم سول، مؤكداً أن إدارته مستعدة للتعامل مع أي موقف بطريقة أخوية لاستعادة السلام في المنطقة.

كما أطلقت إدارة خاتمة التي تشكلت في عام 2012، دعوة في 2016، إلى تسوية الخلافات القائمة في إقليم سول، وسط اتهامات متواصلة من بونتلاند لأرض الصومال بتأجيج الصراعات في إقليم سول.

ويرى بري أن «التصعيد الحالي يزيد من التوترات في المنطقة رغم جهود الوساطة من إثيوبيا وقطر وتركيا ودول غربية»، لافتاً إلى أن «زعماء العشائر يتعهدون عادة بالدفاع عن الإقليم مع التمسك بالسلام، لكن نجاح المفاوضات يعتمد على استعداد الأطراف للحوار، والتوصل إلى حلول توافقية».

وباعتقاد كلني، فإنه «إذا اشتدت هذه المواجهات ولم يتم التوصل إلى حل فوري، فمن الممكن أن يؤدي ذلك إلى حدوث اشتباك بين قوات إدارتي أرض الصومال وبونتلاند، الذين يشككون بالفعل في بعضهم البعض، ولديهم العديد من الاتهامات المتبادلة، وسيشتد الصراع بين الجانبين في منطقة سناغ التي تحكمها الإدارتان، حيث يوجد العديد من القبائل المنحدرين من كلا الجانبين».

ويستدرك: «لكن قد يكون من الممكن الذهاب إلى جانب السلام والمحادثات المفتوحة، مع تقديم رئيس أرض الصومال عدداً من المناشدات من أجل إنهاء الأزمة»، لافتاً إلى أن تلك الدعوة تواجَه بتشكيك حالياً من الجانب الآخر، ولكن لا بديل عنها.