{جونسون آند جونسون} تؤجل طرح لقاحها في أوروبا و«عبد الله» الكوبي في المرحلة الأخيرة

أعلنت شركة {جونسون آند جونسون} للمستحضرات الدوائية أنها قررت تأجيل التطعيم بلقاحها المضاد لفيروس {كورونا} في أوروبا. ويأتي القرار في أعقاب توصية من السلطات الصحية الأميركية بـ «التوقف» عن إعطاء اللقاح المؤلف من جرعة واحدة بعد ورود تقارير تفيد بأن المتلقين أصيبوا بجلطات دموية في بضع حالات نادرة للغاية.
وأشارت شركة {جونسون آند جونسون} إلى أنها تراجع البيانات مع السلطات في الولايات المتحدة وأوروبا، لكنها خلال ذلك «سنؤجل بشكل استباقي طرح لقاحنا في أوروبا»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وجاء قرار {جونسون آند جونسون} بعدما بدأت معظم الدول الأوروبية في الأيام الأخيرة بتسلّم الدفعات الأولى من لقاح «جانسين» الذي تنتجه شركة الأدوية الأميركية العملاقة جونسون آند جونسون، والذي يتميّز عن اللقاحات التي توزّع حالياً بأنه لا يحتاج سوى لجرعة واحدة توفّر فاعلية تضاهي تلك التي تولّدها اللقاحات الأخرى بعد تناول الجرعة الثانية.
وبعد «الانتكاسات» المتكررة التي تعرّض لها لقاح أسترازينيكا من حيث التأخير في تسليم الدفعات المقررة وبعض الحالات الخطرة التي نشأت عن تأثيراته الجانبية، وأدت إلى تخثّرات دموية تسببت في عدد من الوفيّات، تسعى حكومات عدة إلى التعويل على لقاح «جانسين» كركيزة أساسية لحملات التلقيح والتخلّي عن اللقاح الذي طورّته جامعة أكسفورد وتعرّض لانتكاسة جديدة مساء الاثنين الماضي عندما صرّح رئيس المركز الأميركي لمكافحة الأمراض السارية الخبير الوبائي المعروف أنطونيو فاوتشي أنه لا يعرف إذا كانت الولايات المتحدة ستسمح يوماً باستخدامه قبل أن تتضّح الملابسات العلمية حول تأثيراته الجانبية. ويذكر أن الولايات المتحدة ما زالت تفرض حظراً على استخدام أو تصدير كميات ضخمة من هذا اللقاح أنتجتها الشركة في مصانعها الأميركية.
لكن لقاح «جانسين»، الذي يتمتّع بفاعلية عالية ضد طفرات الفيروس الجديدة، يخضع هو أيضا حالياً لمراجعة من الوكالة الأوروبية بعد ظهور ٤ حالات تخثّر إثر تناوله يعتبرها الخبراء نادرة جداً حيث، إنها سجّلت من أصل ١٤ مليون جرعة.
وكانت شركة جانسين، التابعة لجونسون آند جونسون، قد بدأت أولى تجاربها المخبرية على هذا اللقاح في مارس (آذار) من العام الفائت مستخدمة تقنية الحمض النووي لتوليد كميات كافية من مضادات الأجسام العادمة للالتهاب الذي ينشأ عن الفيروس. وتستخدم هذه التقنية الناقل الفيروسي (Ad26) المسبب للإنفلونزا العادية من أجل إنتاج نفس المادة البروتينية التي يستخدمها كوفيد للدخول إلى الخلايا البشرية، لكنه يسخّرها لتنشيط الدفاعات الطبيعية وليس للقضاء على الخلايا. وتجدر الإشارة إلى أن هذا الناقل الفيروسي هو نفسه الذي يقوم عليه لقاح سبوتنيك الروسي ولقاح أسترازينيكا اللذان يستخدمان، إضافة إليه، الناقل الفيروسي (Ad5) للجرعة الثانية.
وبدأت التجارب السريرية على هذا اللقاح في الصيف الفائت على مجموعة صغيرة من المتطوعين في بلجيكا والولايات المتحدة للتأكد من سلامته وقدرته على تفعيل جهاز المناعة، لتبدأ المرحلة الثالثة والأخيرة في سبتمبر (أيلول) على أكثر من 45 ألف متطوع في 13 بلداً وأربع قارات. وخلافاً لغيره من اللقاحات، أدرج المشرفون على تطوير جانسين منذ التجارب الأولى نسبة عالية بين المتطوعين من الذين تجاوزوا الخامسة والستين، كما باشروا مؤخراً بإدراج مئات الشباب دون سن السابعة عشرة.
في موازاة ذلك، أعلن رئيس المجلس الكوبي للبحوث العلمية أن اثنين من اللقاحات الخمسة التي يجري تطويرها في كوبا ضد كوفيد، وهما لقاح Soberana02 ولقاح «عبد الله»، دخلا المرحلة الثالثة والأخيرة من التجارب السريرية. وفي حال موافقة الهيئة الناظمة للأدوية على استخدامهما كما هو منتظر قبل نهاية الصيف المقبل، تكون كوبا الدولة الأولى في أميركا اللاتينية، وفي العالم إذا استثنينا الصين التي ما زالت مصنّفة بين الدول النامية، التي تطور وتنتج لقاحاً ضد فيروس «كورونا» المستجد.
ولدى الاستفسار من منظمة الصحة العالمية عن تقويمها لهذا التطور، قال مدير قسم اللقاحات في المنظمة راؤول فيسنت لـ«الشرق الأوسط»: «إنه لامتياز كبير أن يتمكن بلد صغير مثل كوبا من تطوير خمسة لقاحات ضد كوفيد، بلغ اثنان منها مرحلة التجارب السريرية الأخيرة التي تحدد فاعليتها». وأضاف فيسنت «هذه ليست معجزة، إذ يوجد تطور علمي بارز في كوبا وخبرتها في إنتاج اللقاحات تعود لأكثر من 30 عاماً. وهي الدولة الأولى التي طوّرت لقاحاً ضد التهاب السحايا، وأنتجت في مطلع تسعينات القرن الماضي لقاحاً فعّالاً ضد التهاب الكبد من فئة ب استخدم على نطاق واسع في أميركا اللاتينية وأفريقيا».
وتجدر الإشارة إلى أن إطلاق اسم «عبد الله» على اللقاح الكوبي الأول ضد كوفيد يأتي تيّمناً بعنوان قصيدة شهيرة لشاعر الاستقلال والبطل القومي خوسيه مارتي الذي توفّي أواخر القرن التاسع عشر بعد أن قاد حرب التحرير والاستقلال ضد الاستعمار الإسباني للجزيرة.
ومن بكين اعترفت الهيئة الوطنية الناظمة للأدوية، للمرة الأولى، بأن اللقاحات الصينية ما زالت متدنية الفاعلية، وقالت إن جهوداً تبذل على أوسع نطاق لتطوير لقاحات أكثر فاعلية وتكون قادرة على مواجهة الطفرات الجديدة للفيروس.