أستراليا ونيوزيلندا ترسلان طائرات إلى كاليدونيا الجديدة لإجلاء سياحهما العالقين

سيارات محترقة في صالة عرض وسط احتجاجات أثارها الغضب بين سكان الكاناك الأصليين بشأن تعديل دستوري تمت الموافقة عليه بفرنسا من شأنه أن يغير من يُسمح له بالمشاركة في الانتخابات (رويترز)
سيارات محترقة في صالة عرض وسط احتجاجات أثارها الغضب بين سكان الكاناك الأصليين بشأن تعديل دستوري تمت الموافقة عليه بفرنسا من شأنه أن يغير من يُسمح له بالمشاركة في الانتخابات (رويترز)
TT

أستراليا ونيوزيلندا ترسلان طائرات إلى كاليدونيا الجديدة لإجلاء سياحهما العالقين

سيارات محترقة في صالة عرض وسط احتجاجات أثارها الغضب بين سكان الكاناك الأصليين بشأن تعديل دستوري تمت الموافقة عليه بفرنسا من شأنه أن يغير من يُسمح له بالمشاركة في الانتخابات (رويترز)
سيارات محترقة في صالة عرض وسط احتجاجات أثارها الغضب بين سكان الكاناك الأصليين بشأن تعديل دستوري تمت الموافقة عليه بفرنسا من شأنه أن يغير من يُسمح له بالمشاركة في الانتخابات (رويترز)

أعلنت أستراليا ونيوزيلندا أنهما سترسلان 3 طائرات إلى كاليدونيا الجديدة في جنوب المحيط الهادي اليوم (الثلاثاء)، لإجلاء المئات من سياحهما العالقين في الفنادق منذ اندلاع الاضطرابات بالإقليم الفرنسي قبل نحو أسبوع، حسبما نشرت «رويترز».

واندلعت أعمال الشغب الأخيرة في كاليدونيا الجديدة التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف شخص، بعد إقرار إصلاح دستوري يهدف إلى توسيع عدد من يُسمح لهم بالمشاركة في الانتخابات، حيث يرى المنادون بالاستقلال أنّ ذلك سيحول السكان الأصليين إلى أقلية.

تشهد منطقة المحيط الهادي التي يبلغ عدد سكانها 270 ألف شخص اضطرابات منذ 13 مايو عندما اندلعت أعمال العنف بسبب خطط فرنسية لفرض قواعد تصويت جديدة من شأنها أن تمنح عشرات الآلاف من السكان غير الأصليين حقوق التصويت (رويترز)

وأرسلت فرنسا ألف عنصر أمني إلى الإقليم الذي هزّته 7 ليالٍ من أعمال العنف التي خلّفت 6 قتلى، إضافة إلى مئات الجرحى.

وقال وزير الخارجية النيوزيلندي وينستون بيترز، إن بلاده سترسل طائرة على الفور بعد حصولها على إذن بالهبوط من السلطات الفرنسية طال انتظاره.

والأسبوع الماضي كان مطار تونتوتا الدولي الرئيسي في كاليدونيا الجديدة الذي اعتاد على استقبال السياح، يشهد بدلاً من ذلك وصول طائرات عسكرية فرنسية محملة بالجنود لإخماد الاحتجاجات العنيفة ضد حكم باريس.

وأضاف بيترز أن أول طائرة نيوزيلندية ستعيد «50 راكباً من ذوي الاحتياجات الأكثر إلحاحاً» إلى أوكلاند، مشيراً إلى أنها ستكون الرحلة «الأولى ضمن سلسلة من الرحلات الجوية المقترحة لبدء إعادة النيوزيلنديين إلى وطنهم».

يتصاعد الدخان على مسافة بينما تظهر مركبة محترقة موضوعة لمنع الوصول إلى الطريق السريعة على طريق في نوميا بإقليم كاليدونيا الجديدة الفرنسي بالمحيط الهادي (أ.ف.ب)

وبعد وقت قصير، أعلنت نظيرته الأسترالية بيني وونغ أن بلادها حصلت أيضاً على إذن بهبوط طائرتين.

وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 3 آلاف شخص غالبيتهم من الأستراليين والنيوزيلنديين عالقون في الفنادق التي تعاني من نقص الإمدادات بسبب الاضطرابات المستمرة منذ أسبوع، والتي أدت إلى إغلاق المطار الدولي في الأرخبيل.

ويتحصن السائح الأسترالي ماكسويل وينشستر وزوجته تيفاني، في منتجع يقع بين نوميا والمطار منذ أكثر من أسبوع.

وقال لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن «الفرحة تغمرهما» لاحتمال إنقاذهما الوشيك. وأضاف: «نحن ندرك أننا ربما لن نتمكن من أن نجد مكاناً على هذه الرحلات الجوية، لأن الأولوية للأشخاص الذين لديهم احتياجات أعلى، لكننا على الأقل نعلم أن لدينا مخرجاً في الأيام القليلة المقبلة».

وتحدث سياح لوكالة «الصحافة الفرنسية» عن نقص الغذاء وإطلاق نار وتقارير عن إضرام حرائق بشكل متعمد وأعمال نهب بالقرب من المنتجعات، ما جعلهم يشعرون بالخوف على سلامتهم.


مقالات ذات صلة

مظاهرات في بلغراد ضد الرئيس الصربي

أوروبا مظاهرات حاشدة في بلغراد ضد الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش وحكومته (أ.ف.ب)

مظاهرات في بلغراد ضد الرئيس الصربي

تدفق عشرات الآلاف إلى ساحة رئيسية في العاصمة الصربية، اليوم الأحد، للمشاركة في مظاهرة حاشدة ضد الرئيس الشعبوي ألكسندر فوتشيتش وحكومته.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)
أميركا اللاتينية حشد من المتظاهرين أمام السفارة الأميركية في العاصمة الكوبية هافانا (إ.ب.أ)

مظاهرة حاشدة أمام السفارة الأميركية في هافانا

تظاهر مئات الآلاف من الكوبيين، يتقدمهم الرئيس ميغيل دياز كانيل، والرئيس السابق راؤول كاسترو، أمام سفارة الولايات المتحدة في هافانا، للمطالبة برفع الحصار.

«الشرق الأوسط» (هافانا)
أوروبا ميخائيل كافيلاشفيلي يتلقى التهنئة في البرلمان بعد انتخابه رئيساً لجورجيا (رويترز)

مخاوف من تفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب كافيلاشفيلي المناهض لأوروبا رئيساً

قد تتفاقم الأزمة في جورجيا مع انتخاب نواب حزب «الحلم الجورجي» اليميني المتطرف الحاكم مرشّحه لاعب كرة القدم السابق ميخائيل كافيلاشفيلي رئيساً.

«الشرق الأوسط» (تبليسي)
المشرق العربي آلاف السوريين يصلون الجمعة في المسجد الأموي بدمشق - 13 ديسمبر 2024 (الشرق الأوسط)

سوريا تحتفل في الجمعة الأولى بعد سقوط نظام الأسد

بدأ آلاف السوريين في التوافد إلى الساحات والميادين العامة في عموم المناطق السورية للاحتفال، اليوم، بجمعة النصر، بعد إسقاط نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا طلاب جامعة بلغراد يحتجون أثناء مؤتمر صحافي عقده الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش أمام مكتبه في بلغراد (رويترز)

مع تزايد الاحتجاجات... رئيس صربيا يقول إنه لن يهرب مثلما فعل الأسد

اتهم الرئيس ألكسندر فوتشيتش أجهزة استخبارات أجنبية بمحاولة عزله في أعقاب الاحتجاجات التي تشهدها البلاد، قائلاً إنه لن يهرب من البلاد مثل الرئيس السورى.

«الشرق الأوسط» (بلغراد)

الأمم المتحدة: 40 % من ضحايا الحروب نساء... و30 % أطفال

بلغت نسبة الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 % من مجموع القتلى المسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة (رويترز)
بلغت نسبة الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 % من مجموع القتلى المسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة (رويترز)
TT

الأمم المتحدة: 40 % من ضحايا الحروب نساء... و30 % أطفال

بلغت نسبة الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 % من مجموع القتلى المسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة (رويترز)
بلغت نسبة الضحايا المدنيين في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 % من مجموع القتلى المسجلين لدى وكالات الأمم المتحدة (رويترز)

حالكاً كان المشهد العام بالنسبة إلى المرأة خلال العام الماضي في مناطق الصراعات المسلحة والأزمات الإنسانية، التي شهدت تضاعف عدد الضحايا من النساء مقارنة بالعام السابق عليه، ولن يكون أحسن حالاً خلال هذه السنة التي تشرف على نهايتها، كما يتبيّن من التقرير السنوي الذي يعدّه مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بشأن حماية المدنيين في ظروف الحرب.

يرسم هذا التقرير، الذي صدر منذ أيام، صورة قاتمة جداً لما عانته النساء في الأزمات المسلحة خلال عام 2023، حيث شكّلن 40 في المائة من مجموع القتلى المدنيين؛ أي ضعف ما بلغته هذه النسبة عام 2022، فيما كانت نسبة الأطفال الذين قضوا في هذه النزاعات 30 في المائة، أي 3 أضعاف العام السابق عليه.

مدنيو غزة... 70 % من إجمالي الضحايا

سيدة فلسطينية تتفقد الدمار في حي الدرج بعد غارة إسرائيلية يوم 22 ديسمبر الحالي (أ.ف.ب)

كما يفيد التقرير بأن عدد الضحايا المدنيين في المدة نفسها ارتفع بنسبة 73 في المائة، حتى بلغ 34 ألفاً من القتلى غير المحاربين، وذلك بسبب نشوب نزاعات مسلحة جديدة، خصوصاً الحرب في قطاع غزة والضفة الغربية، حيث كانت نسبة الضحايا في الأراضي الفلسطينية المحتلة 70 في المائة من مجموع القتلى الذين سجلتهم وكالات الأمم المتحدة.

يقول بابلو كاستيّو، وهو خبير دولي في شؤون المرأة شارك في إعداد التقرير الأممي بشأن المرأة والسلم والأمن، إن «نسبة النساء الضحايا ارتفعت في جميع الحروب، وإن السبب في ذلك هو عدم احترام القانون الدولي والمواثيق الإنسانية في ظروف الحرب؛ الباردة والساخنة، بين القوى العظمى، وأيضاً بسبب المناخ الجيوسياسي العام وزعزعة النظام الدولي متعدد الأطراف». ويحذّر كاستيّو بأن «ثمة تنامياً لمنحى مهاجمة كل ما يمكن تعريفه أنثوياً، والمشهد العام بالنسبة إلى وضع المرأة تدهور إلى حد اقتضى عودة الأمم المتحدة إلى استخدام سرديتها السابقة، وإدانة استهداف النساء في تقاريرها».

وينبّه التقرير إلى أن «العالم بات رهينة دوامة مخيفة من النزاعات وعدم الاستقرار والأزمات المسلحة، التي بلغ عددها 170 نزاعاً في العام الماضي، و612 مليوناً من النساء والبنات يعشن على مسافة لا تتخطى 50 كيلومتراً من مناطق القتال، أي بزيادة 150 في المائة على العقد السابق».

الاعتداءات الجنسية

من المعلومات الأخرى المقلقة التي يكشف عنها التقرير أن حالات الاعتداءات الجنسية في مناطق الصراعات المسلحة والأزمات ارتفعت بنسبة 50 في المائة، وأن عدد البنات اللاتي يتعرضن لحالات اغتصاب خطرة قد ازداد بنسبة 35 في المائة. وتقول كريستين غارنت، الخبيرة في «الارتباط بين الحرب والنوع الاجتماعي»، إن «هذه الأرقام ليست وليدة الصدفة؛ لأن العنف الجنسي كان ولا يزال من الأسلحة المستخدمة في الحروب، ليس فحسب لدفع السكان إلى النزوح القسري، بل أيضاً للمقايضة بين الجماعات الإرهابية وسبيلاً لتمويل أنشطتها».

يشير التقرير في مواقع عدة إلى «حرب ضد النساء»، وإلى تعرّض المرأة لأشكال شتّى من المعاناة، فضلاً عن القتل والاغتصاب. فهي مثلاً تواجه صعوبات متصاعدة للحصول على العناية الطبية، وأيضاً ما لا يقلّ عن 500 امرأة وبنت يلقين حتفهن كل يوم في مناطق النزاعات المسلحة بسبب المضاعفات الصحية الناجمة عن الحمل و الولادة، «كما حدث في غزة المدمرة أواخر العام الماضي، حيث كانت تسجل 180 حالة ولادة يومياً، جلّها من غير عناية طبية أو مستلزمات صحية أساسية».

وتقول ماري فيكس، رئيسة فريق «أطباء بلا حدود» في السودان، إن «امرأة ريفية حاملاً اضطرت إلى الانتظار 3 أيام لتجمع المال الكافي كي تحصل على العناية الطبية، لكن عندما وصلت إلى المركز الصحي وجدت أن الأدوية والمستلزمات الأساسية لم تكن متوفرة، وعادت إلى منزلها حيث تدهورت حالتها في انتظار المساعدة إلى أن فارقت الحياة بسبب التهاب بسيط كانت معالجته سهلة».

«غياب الوعي العالمي»

نساء مُصطفّات للحصول على مساعدات غذائية بجنوب السودان في 13 نوفمبر الماضي (أ.ب)

يتضمّن التقرير أيضاً، لأول مرة، انتقاداً مباشراً لما يسميه «غياب الوعي العام الأساسي بخطورة هذه المظالم»، ولضعف التغطية الإعلامية لهذه الحالات: «تضاعفت كمية الأنباء المتداولة على وسائل الإعلام حول الحروب 6 مرات في السنوات العشر الماضية، لكن نسبة 5 في المائة منها فقط تناولت أوضاع المرأة ومعاناتها الناجمة عن الصراعات».

منذ سنوات تتوالى الاتهامات حول استخدام العنف الجنسي سلاحاً في الصراع الدائر بجمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث سجّلت الأمم المتحدة وقوع 123 ألف حالة اغتصاب في العام الماضي وحده؛ أي بزيادة 300 في المائة على عام 2020، لكن من غير أن يتعرض أي من المرتكبين للإدانة القضائية. والأغرب من ذلك، أن السنوات الماضية شهدت تراجعاً في تمويل المنظمات الناشطة ضمن برامج المساواة والحد من تداعيات الحروب والنزاعات المسلحة على النساء والبنات، في الوقت الذي ازدادت فيه الهجمات والانتقادات التي تتعرض لها هذه المنظمات. ويفيد التقرير بأن السلطات المحلية والوطنية في بلدان، مثل العراق وليبيا واليمن، منعت استخدام مصطلحات مثل «النوع الاجتماعي»، فيما شهدت بلدان كثيرة ازدياداً في الاعتداءات على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين والفنانات.

في أفغانستان، يشير تقرير الأمم المتحدة إلى حالة «آبارتهايد» تتعرض لها المرأة؛ المحرومة منذ 3 سنوات من حقها في التعليم بعد الثانية عشرة من العمر، وإلى أن محاولات الانتحار تزداد بنسبة خطرة بين النساء منذ صيف عام 2021 عندما عادت «طالبان» إلى الحكم. ويدعو التقرير إلى اتخاذ تدابير عاجلة لمعالجة وضع المرأة في أفغانستان «قبل فوات الأوان».