إسرائيل تعتقل مرشحاً من «حماس» في الضفة

الحركة تدعو إلى اقتراع داخل مساجد القدس وكنائسها

أسواق مدينة القدس القديمة في شهر رمضان (أ.ف.ب)
أسواق مدينة القدس القديمة في شهر رمضان (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعتقل مرشحاً من «حماس» في الضفة

أسواق مدينة القدس القديمة في شهر رمضان (أ.ف.ب)
أسواق مدينة القدس القديمة في شهر رمضان (أ.ف.ب)

اعتقلت إسرائيل مرشحاً عن قائمة حركة «حماس» في الضفة الغربية بين معتقلين آخرين، في خطوة جديدة أثارت الغضب والاتهامات لإسرائيل بمحاولة التدخل والتأثير على نتائج الانتخابات.
وشن الجيش الإسرائيلي وقوات خاصة حملة اعتقالات في الضفة طالت مرشح قائمة «حماس» الانتخابية «القدس موعدنا»، ناجح عاصي، من مدينة البيرة في رام الله. وعاصي طبيب ترشح على قائمة «حماس» في موقع متقدم يحمل الرقم «24» في القائمة، أي إنه تقريباً ضمن المرشحين المضمون دخولهم إلى المجلس التشريعي. وذكرت زوجة عاصي أن الاحتلال اعتقل زوجها بعد الاعتداء عليه، مؤكدة أنه تلقى اتصالاً هاتفياً من المستشفى قبل اعتقاله بدقائق، من أجل معاينة إصابة عدد من المواطنين بحادث سير.
وفوراً أدانت حركة «حماس»؛ «الإرهاب الإسرائيلي المتواصل بحق أبناء شعبنا وقيادته، والذي كان آخره اعتقال المرشح على قائمة (القدس موعدنا)؛ (ناجح عاصي)، من منزله في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة». وقالت في بيان إن «عملية الاختطاف الجبانة التي قامت بها الوحدات الخاصة تؤكد العقلية الإجرامية التي تسيطر على دولة الاحتلال وجيشها في ملاحقة المواطنين على خلفية مشاركتهم في الانتخابات، وهو حق مدني مكفول لجميع شعوب العالم».
وأكدت أنه «لا تراجع عن معركة الانتخابات، وشعبنا سيقول كلمته عبر صندوق الاقتراع، وسيختار قيادته التي تعيد اللحمة لشعبنا وتقود مرحلة التحرر الوطني».
من جهتها، أدانت حركة «فتح» اعتقال المرشحين الفلسطينيين، وقال رئيس المكتب الإعلامي لمفوضية التعبئة والتنظيم، منير الجاغوب، إن اعتقال المرشحين في القوائم الانتخابية الفلسطينية من قبل الاحتلال جزء من حملة عدوانية الهدف منها إفشال الانتخابات، مشدداً على أن هذه الاعتقالات «لن تمنع شعبنا وقيادتنا وفصائلنا من الاستمرار في التحضير للانتخابات والسير على البرنامج المعد من قبل لجنة الانتخابات، واستمرار المعتقلين في ترشيح أنفسهم رغم كل المحاولات الإسرائيلية لإفشال العملية».
واعتقال عاصي ليس الأول لمرشحين على القوائم الانتخابية المتنافسة في انتخابات المجلس التشريعي، مما يعزز اتهامات فلسطينية لإسرائيل بمحاولة التدخل وإفشال هذه الانتخابات. ويفترض أن تجرى الانتخابات التشريعية في 22 مايو (أيار) المقبل، لكن امتناع إسرائيل عن الرد على طلب فلسطيني رسمي وآخر أوروبي بشأن إجرائها في القدس، يثير كثيراً من المخاوف حول إمكانية إلغاء الانتخابات.
وأكد وزير الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن إسرائيل لم ترد على الرسالة التي أرسلها وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ فيما يتعلق بالقدس وإجراء الانتخابات فيها ترشيحاً وانتخاباً، قائلاً: «لا نتوقع أن ترد إسرائيل على رسالة عقد الانتخابات بالإيجاب». وأضاف: «لم نتلق رداً من (الرباعية) حول المسألة كذلك، ولم ترد إسرائيل على طلب الاتحاد الأوروبي إدخال مراقبين من قبلهم للإشراف على الانتخابات الفلسطينية». وأردف: «لدينا شكوك بأن إسرائيل لن ترد على الإطلاق، ولدينا إشارات واضحة على أنها لن تسمح بإجراء الانتخابات في القدس».
وتحولت مسألة إجراء الانتخابات في القدس إلى ساحة نقاش واسعة مع تأييد فصائل كثيرة موقف حركة «فتح» الرافض لإجرائها من دون القدس في مواجهة موقف «حماس»، التي تعتقد أن المسألة مجرد ذريعة وتدعو لحلول لهذا الأمر لا تشمل إلغاء الانتخابات. وأكدت فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، في بيان أنه «لا انتخابات من دون القدس».
لكن عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، خليل الحية، قال إن حركة «حماس» أو أي أحد من الشعب الفلسطيني «لا يمكن أن يقبل بأن يحدد الاحتلال كيف يمكن أن نجري انتخاباتنا في مدينة القدس».
وقال الحية في تصريحات وزعتها «حماس»، إن «إجراء الانتخابات في مدينة القدس يجب أن يكون معركة بيننا وبين الاحتلال»، مشدداً على أن «القدس تمثل عنواناً لقداسة القضية الفلسطينية ووحدة شعبنا».
وأضاف: «لماذا لا نتفق اليوم على أن نضع صناديق الاقتراع تحت إشراف لجنة الانتخابات في المساجد والمسجد الأقصى والكنائس، لنؤكد للعالم أنه لا تفريط ولا تنازل عن المدينة المقدسة».
وساندت مؤسسات المجتمع المدني موقف «حماس»، وحذرت من اتخاذ قرار منفرد بإلغاء الانتخابات، بذريعة أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض إجراءها في مدينة القدس المحتلة. وقالت المؤسسات في بيان: «تحذر المؤسسات من اتخاذ قرار منفرد بإلغاء الانتخابات، بذريعة رفض الاحتلال الإسرائيلي إجراءها في مدينة القدس، لما له من تداعيات خطيرة على مستقبل النظام السياسي الفلسطيني، والسلم الأهلي، واستمرار حالة التردي في الحقوق والحريات، ومستقبل القضية الوطنية».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.