الائتلاف يتهم إيران باحتلال جزء من سوريا.. ويؤكد اعتقال المعارضة جنودًا إيرانيين ومن حزب الله

مقتل 10 مدنيين في حلب بينهم أطفال.. وسقوط 1800 شخص في كوباني خلال 5 أشهر

الائتلاف يتهم إيران باحتلال جزء من سوريا.. ويؤكد اعتقال المعارضة جنودًا إيرانيين ومن حزب الله
TT

الائتلاف يتهم إيران باحتلال جزء من سوريا.. ويؤكد اعتقال المعارضة جنودًا إيرانيين ومن حزب الله

الائتلاف يتهم إيران باحتلال جزء من سوريا.. ويؤكد اعتقال المعارضة جنودًا إيرانيين ومن حزب الله

اتهم عضو الهيئة السياسية ونائب رئيس الائتلاف السابق محمد قداح إيران باحتلال جزء من الأراضي السورية، وقال إن لديها آلاف القوات العسكرية المنتشرة على الجبهات، معتبرا أن ذلك اعتداء صارخ على الأراضي السورية وانتهاك للقانون الدولي، فيما أكد القائد العسكري وممثل هيئة الأركان في الائتلاف الوطني السوري أحمد الجباوي من حوران، أن قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، والشخصية العسكرية الأولى في حزب الله مصطفى بدر الدين، هما من يقودان المعركة على محافظة درعا منذ 14 يوما. وأشار الجباوي إلى أن الثوار تمكنوا من أسر الكثير من الجنود الذين ينتمون إلى الحرس الثوري الإيراني وحزب الله، مؤكدا أن هناك قائدا عسكريا كبيرا من الحرس الثوري بين الأسرى.
وتحدثت «سانا» عن «ارتقاء 9 شهداء بينهم 3 أطفال جراء اعتداءات إرهابية بقذائف صاروخية على حي السريان في مدينة حلب». وأكد المرصد من جهته مقتل 10 أشخاص في هذا القصف، مشيرا إلى أنّ 4 من القتلى هم أطفال وإصابة 20 شخصا آخر بجروح. وقال إن المدنيين سقوط نتيجة قصف قذائف صاروخية أطلقها لواء «شهداء بدر» بقيادة خالد حياني على مناطق في حي شارع النيل وأماكن في شارع الفيصل وبمحيط مدرسة جورج سالم بالقرب من فرع المداهمة في السريان القديمة الخاضعة لسيطرة قوات النظام.
وتتقاسم القوات النظامية وفصائل المعارضة المسلحة السيطرة على مدينة حلب منذ يوليو (تموز) 2012.
وأحرزت قوات النظام منذ أكتوبر (تشرين الأول) تقدما على الأرض في محيط حلب من جهة الشمال، ما يهدد بقطع طريق إمداد رئيسي على الأحياء الشرقية في المدينة الواقعة تحت سيطرة المعارضين.
وأفادت «تنسيقية الشيوخ» المعارضة عن مغادرة المدنيين بلدتي الشيوخ فوقاني وتحتاني الخاضعتين لسيطرة تنظيم داعش بريف حلب الشرقي بشكل شبه تام، بعد اقتراب الاشتباكات منها باستثناء الشبان الذين ظلوا لحراسة المنازل من السرقة.
وأوضح مدير التنسيقية لمكتب أخبار سوريا، أن اشتباكات «عنيفة» دارت منذ صباح أمس بين التنظيم من جهة ووحدات حماية الشعب الكردية ومقاتلين من الجيش الحر من جهة ثانية، قرب ضريح سليمان شاه في منطقة قراه قوزاق الخاضعة لسيطرة التنظيم في الريف الجنوبي لمدينة عين العرب (كوباني) شمال شرقي حلب.
وأكد المصدر أن طيران التحالف شن عدة غارات على مواقع التنظيم، كان آخرها مساء أول من أمس، على قرية الجعدة جنوب كوباني بنحو 30 كلم، ما دفع من تبقى من الأهالي في البلدات والقرى المجاورة للنزوح، حسب المصدر.
ونفى المصدر المعلومات التي أشارت إلى سيطرة الجيش الحر والوحدات على بلدة الجعدة الواقعة على ضفة نهر الفرات، مشيرا إلى أن الاشتباكات مستمرة في تلك البلدة وهي «الأعنف» منذ انسحاب التنظيم من مدينة كوباني.
وفي ريف إدلب، استهدف «فيلق الشام» المعارض أمس بصواريخ من طراز غراد تجمعات وحواجز عسكرية تابعة للقوات النظامية المتمركزة في قريتي كفريا والفوعة الخاضعتين لسيطرة النظام شمال شرقي المدينة، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوفها. وأكد عضو في المكتب الإعلامي للفيلق، لمكتب أخبار سوريا، أن كتيبة المدفعية التابعة للفيلق واصلت لليوم الثاني على التوالي، ضمن حملة «نصرة لدوما»، قصف معاقل وتجمعات القوات النظامية في هاتين القريتين.
في المقابل؛ قصف الطيران المروحي التابع للجيش السوري النظامي، أمس، بالبراميل المتفجرة الجهة الغربية من مدينة خان شيخون، كما قصف بلدة أبو الظهور الواقعة غرب مطار أبو الظهور العسكري في ريف إدلب الشرقي، ما سبب دمارا في الأبنية السكنية من دون تسجيل ضحايا في صفوف المدنيين. ولفت المصدر إلى أن بلدة أبو الظهور خالية تماما من المدنيين بسبب استهدافها بشكل يومي من قبل الطيران النظامي، وبسبب الاشتباكات المتقطعة الدائرة بشكل شبه يومي بين قوات القوات النظامية وقوات المعارضة في محيط المطار الذي تسعى قوات المعارضة للسيطرة عليه.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.