تخفيف الميثان واستعمال الهيدروجين لمواجهة تغيُّر المناخ

تخفيف الميثان واستعمال الهيدروجين لمواجهة تغيُّر المناخ
TT

تخفيف الميثان واستعمال الهيدروجين لمواجهة تغيُّر المناخ

تخفيف الميثان واستعمال الهيدروجين لمواجهة تغيُّر المناخ

يعدّ الميثان، أو الغاز الطبيعي، مسؤولاً عن ربع الاحترار العالمي، لكنه لا يحظى بالاهتمام كثيراً مثل ثاني أكسيد الكربون. وفي مناسبة قمة التغيُّر المناخي التي يستضيفها الرئيس الأميركي جو بايدن في 23 و24 من الشهر الجاري، دعت بعض المجلات التي صدرت مطلع أبريل (نيسان) 2021 إلى تقليل انبعاثات الميثان لمواجهة تغيُّر المناخ بفاعلية أفضل. كما ناقشت تجديد منشآت البنية التحتية للغاز الطبيعي كي يمكن استعمالها كجسر للتحول إلى مصادر الطاقة المتجددة، وتحضيرها لنقل الهيدروجين.
«ناشيونال جيوغرافيك»
«القتال من أجل الهواء النظيف» كان موضوع غلاف العدد الجديد من ناشيونال جيوغرافيك (National Geographic). ويُعدّ تلوث الهواء سبباً لوفاة سبعة ملايين شخص حول العالم سنوياً، كما تبلغ التكلفة الاقتصادية لتلوث الهواء عالمياً أكثر من خمسة تريليونات دولار. وكانت الولايات المتحدة أقرّت في سنة 1970 قانون «الهواء النظيف»، مما جعل أكثر من ثلاثة أرباع البلاد تتمتع لاحقاً بهواء سليم صحياً، رغم النمو الاقتصادي والسكاني وزيادة عدد السيارات منذ تلك السنة. ويرى باحثون أن قواعد الإغلاق لمواجهة انتشار فيروس «كورونا» في الصين قلّلت من تلوث الهواء، وأنقصت عدد الوفيات المبكرة بما بين 9 آلاف و24 ألفاً سنة 2020.
«نيو ساينتِست»
تابعت نيو ساينتِست (New Scientist) سلسلة مقالاتها حول مجموعة من الأفكار لإنقاذ الكوكب بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة. وفي عددها الأخير جاء موضوع الغلاف بعنوان «إصحاح الطبيعة»، وهو عن المساحات الخضراء في المناطق الحضرية، التي تساعد في تحسين الصحة العامة من خلال امتصاص الجسيمات الضارة المعلّقة في الهواء وغيرها من الملوثات الناتجة عن النقل والصناعة. ويمكن لهذه المناطق الخضراء أن تحسّن الصحة النفسية أيضاً، لأن التعرّض للملوثات يرتبط ببعض الأمراض العقلية مثل الاكتئاب، كما يساعد تخضير المدن على تخفيف الضجيج الذي يسبب التوتر واضطرابات النوم. وتشير التوقعات إلى أن نحو 70 في المائة من البشر سيعيشون في المدن سنة 2050.
«ساينتفك أميركان»
عرضت ساينتفك أميركان (Scientific American) إشكالية الغاز الطبيعي وكيفية التعامل مع بنيته التحتية الضخمة للوصول إلى نظام طاقة خالٍ من الكربون. ويمثّل الغاز الطبيعي، في نظر الكثيرين، جسراً للانتقال من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة، ولكن الاستمرار في بناء هذا الجسر عبر التوسع في منشآته وبنيته التحتية لا يجعله مجرّد خيار مرحلي. ويبلغ العمر التشغيلي لكل محطة طاقة أو خط أنابيب أو وحدة تخزين غاز من 25 إلى 80 سنة، مما يضع علامات استفهام حول مستقبل تحولات الطاقة. وتقترح المجلة الاستفادة من هذه البُنى باعتماد بدائل الغاز الطبيعي مثل الهيدروجين كناقل ومخزِّن للطاقة، أو من خلال جمع الكربون عند احتراق الغاز الطبيعي في مواقع الاستهلاك.
«بي بي سي ساينس فوكاس»
ناقشت بي بي سي ساينس فوكاس (BBC Science Focus) تأثير ترتيبات الإغلاق لمواجهة فيروس «كورونا» على انتشار الجرذان وتكاثرها في المدن. ونتيجة وجود عدد أقل من البشر في الشوارع وإغلاق المطاعم، لوحظ ظهور الفئران في أماكن وأوقات غير معتادة. وعندما أُغلقت منطقة مانهاتن خلال مارس (آذار) 2020 انخفض عدد مشاهدات الفئران المسجلة على نظام الإبلاغ في مدينة نيويورك بنحو 30 في المائة، مما يشير إلى انخفاض في أعداد الفئران بسبب تعرضها للإجهاد نتيجة إغلاق المطاعم. وتقدّر التكلفة الاقتصادية لأضرار الجرذان في الولايات المتحدة بنحو 19 مليار دولار سنوياً.
«يوريكا»
محركات الاحتراق الهيدروجيني كانت أحد مواضيع يوريكا (Eureka) في عددها الأخير. وتعمل إحدى الشركات الاستشارية النمساوية على تطوير محرك احتراق هيدروجيني للمركبات الثقيلة بديلاً عن محرك الديزل التقليدي، لتفادي انبعاث نحو 3.5 طن من الغازات الدفيئة عن كل مركبة سنوياً. ورغم أن المحركات الكهربائية العاملة على البطاريات تظهر أداءً مقنعاً، تبقى الطريقة الأسهل والأكثر فاعلية لتخزين الطاقة الكهربائية المتجددة في إنتاج الهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي.
«ساينس نيوز»
عرضت ساينس نيوز (Science News) نتائج دراسة عن تسلل بعض المورثات من نباتات قطن معدلة جينياً إلى نباتات قطن برية في المكسيك. وتكشف هذه الدراسة عن أول حالة فعلية لإمكانية الإخلال بنظام بيئي متكامل بعد دخول المورثات المحوّرة إلى مجموعة نباتية برية. وأظهرت الدراسة أن مورثات انتقلت من محاصيل قطن معدلة جينياً غيّرت بيولوجياً بعض النباتات المحلية وألحقت ضرراً بعلاقتها مع الحشرات. وتسببت إحدى المورثات المتسللة بجعل القطن البري يطلق كمية أقل من الرحيق، مما قلّل جاذبيته للنمل الذي يحميه من الحشرات الآكلة للنبات.
«هاو إت ووركس»
تناولت هاو إت ووركس (How It Works) ظاهرة المناطق الميتة في المحيطات والبحار، التي تُعرف أيضاً بمناطق نقص الأكسجين. وتنشأ هذه المناطق عندما تزداد نسبة المغذيات في الماء، مما يعزز نمو الطحالب والأعشاب البحرية والعوالق النباتية. ومع استمرار نموّها يتشكّل غطاء غير شفاف على سطح الماء يمنع نباتات القاع من القيام بعملية التمثيل الضوئي وإذابة الأكسجين في الماء، ونتيجة ذلك يتم تجريد الحياة البحرية من الأكسجين والمصادر الغذائية اللازمة للبقاء على قيد الحياة. وتشير البيانات التي جُمعت من خليج عُمان إلى أن ارتفاع درجة حرارة المياه نتيجة تغيُّر المناخ وصرف الأسمدة الزراعية أوجد أكبر منطقة بحرية ميتة على وجه الأرض.
«ذي إيكونوميست»
من المتوقع أن تتعهد الولايات المتحدة خلال قمة المناخ التي دعا إليها الرئيس جو بايدن بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر بحلول منتصف هذا القرن. وتدعو ذي إيكونوميست (The Economist) الإدارة الأميركية إلى المضي أبعد من ذلك بوضع هدف محدد يتعلق بانبعاثات غاز الميثان، لأن التعامل معه له تأثير عميق على مواجهة تغيُّر المناخ بتكلفة منخفضة نسبياً. ويعدّ الميثان مسؤولاً عن نحو ربع الارتفاع الحاصل في درجة حرارة الكوكب منذ الثورة الصناعية، حيث يتسبب النشاط البشري بنحو 60 في المائة من الانبعاثات العالمية. وينتج الميثان عن قطاع الزراعة، لا سيما زراعة الأرز وتربية الماشية، وكذلك عن تحلل النفايات العضوية، والتسربات في البنية التحتية لاستخراج وتوزيع الوقود الأحفوري.



ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
TT

ثلاثة أرباع أراضي العالم باتت «جافة بشكل دائم» خلال العقود الثلاثة الماضية

شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)
شجرة تذبل بسبب الجفاف في تشيلي (رويترز)

بات ما يزيد قليلاً على 75 في المائة من أراضي العالم «أكثر جفافاً بشكل دائم» على مدى العقود الثلاثة الماضية، وفق تقرير تدعمه الأمم المتحدة صدر، الاثنين، تزامناً مع مؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (كوب 16) في السعودية.

وصارت الأراضي الجافة الآن تغطي 40 في المائة من مساحة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، حسبما خلصت دراسة اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، محذرة من أن هذا التحول يمكن أن يؤثر فيما يصل إلى خمسة مليارات شخص بحلول عام 2100، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأظهر التقرير الذي يشير إلى «تهديد وجودي» تفرضه مسارات يتعذّر تغيير اتجاهها، أن الأراضي الجافة، المناطق التي تصعب زراعتها، زادت بمقدار 4.3 مليون كلم مربع بين عامي 1990 و2020، وهي مساحة تعادل ثلث مساحة الهند.

تحذيرات من «القحط»

وجاء التحذير خلال اجتماع مؤتمر «كوب 16» الذي بدأ الأسبوع الماضي في الرياض ويستمر 12 يوماً، بهدف حماية الأراضي واستعادتها والاستجابة إلى الجفاف في ظل تغير المناخ المستمر.

ويحذّر التقرير من أن القحط، وهو نقص مزمن في المياه، يمتد الآن على 40.6 في المائة من كتلة اليابسة على الأرض، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، مقابل 37.5 في المائة قبل 30 عاماً.

أشخاص يسيرون عبر جزء من نهر الأمازون تظهر عليه علامات الجفاف في كولومبيا (أ.ب)

كما يحذّر من أن المناطق الأكثر تضرراً تشمل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وجنوب أفريقيا وجنوب أستراليا وبعض مناطق آسيا وأميركا اللاتينية.

وقال الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إبراهيم ثياو: «على عكس الجفاف -فترات مؤقتة من انخفاض هطول الأمطار- يمثّل القحط تحولاً دائماً لا هوادة فيه».

وأضاف أن «المناطق المناخية الأكثر جفافاً التي تؤثر الآن في أراضٍ شاسعة في جميع أنحاء العالم لن تعود إلى ما كانت عليه، وهذا التغيير يعيد تعريف الحياة على الأرض».

«أسوأ سيناريو»

وأضاف التقرير أن التغييرات تُعزى إلى حد كبير إلى الاحتباس الحراري العالمي الناجم عن انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري التي تغيّر هطول الأمطار وتزيد من نسب التبخر.

وتشمل آثار نقص المياه المزمن تدهور التربة وانهيار النظام البيئي وانعدام الأمن الغذائي والهجرة القسرية، وفقاً للعلماء.

وحسب التقرير، يعيش بالفعل 2.3 مليار شخص في مناطق جافة تتوسع، مع توقعات تشير إلى أن «أسوأ سيناريو» يتمثّل في عيش 5 مليارات شخص في هذه الظروف مع استمرار ارتفاع درجة حرارة الكوكب.

ولمواجهة هذا الاتجاه، حثّ العلماء الأعضاء على «دمج مقاييس القحط في أنظمة مراقبة الجفاف الحالية»، وتحسين إدارة التربة والمياه، و«بناء القدرة على الصمود في المجتمعات الأكثر ضعفاً».