بيانان مختلفان لويليام وهاري لنعي جدهما فيليب يظهران التباعد بين الأميرين

الأمير الراحل فيليب يتوسط الأميرين ويليام (يمين) وهاري خلال نهائي كأس العالم للرغبي في لندن (رويترز)
الأمير الراحل فيليب يتوسط الأميرين ويليام (يمين) وهاري خلال نهائي كأس العالم للرغبي في لندن (رويترز)
TT

بيانان مختلفان لويليام وهاري لنعي جدهما فيليب يظهران التباعد بين الأميرين

الأمير الراحل فيليب يتوسط الأميرين ويليام (يمين) وهاري خلال نهائي كأس العالم للرغبي في لندن (رويترز)
الأمير الراحل فيليب يتوسط الأميرين ويليام (يمين) وهاري خلال نهائي كأس العالم للرغبي في لندن (رويترز)

أصدر دوق كامبريدج الأمير ويليام، ودوق ساسكس الأمير هاري، بيانين منفصلين ومختلفين جداً تكريماً لجدهما الأمير فيليب في غضون 30 دقيقة بين أحدهما والآخر أمس (الاثنين).
وكان من المفترض أن يصدر الأميران بياناً مشتركاً كما جرت العادة لنعي جدهما، ولكن ذلك لم يحصل، وسط استمرار للتوترات بينهما على ما يبدو قبل جنازة الأمير فيليب، زوج الملكة البريطانية إليزابيث، يوم السبت، وفقاً لصحيفة «التلغراف».
وكانت رسالة ويليام المكونة من 173 كلمة هي أول رسالة يتم نشرها على موقع قصر كنسينغتون، تكريماً لـ«قرن من الحياة تتمحور حول الخدمة».
ومدح ويليام جده بصفته «رجلاً استثنائياً وجزءاً من جيل غير عادي»، وبدا التأبين بمثابة إيماءة إلى «حس المغامرة المعدي لدوق إدنبرة، بالإضافة إلى حسه الفكاهي البارز».
وكان هناك أيضاً اعتراف بـ«حضوره الدائم... خلال الأوقات الجيدة والأيام الصعبة»، في إشارة إلى دعمه القوي بعد وفاة الأميرة ديانا، عندما شجع ويليام على السير خلف نعش والدته.
ومع ذلك، فقد كانت الفقرة الأخيرة هي التي فاجأت الجميع، حيث قال ويليام: «سنستمر أنا وكاثرين في فعل ما كان يريده، وسندعم الملكة في السنوات المقبلة. سأفتقد جدي، لكنني أعلم أنه يريد منا مواصلة العمل».
ولقد فسر بعضهم الكلمات المختارة بعناية على أنها محاولة جريئة لمقارنة سلوك الأمير ويليام وزوجته كاثرين مع ذلك الخاص بالأمير هاري وزوجته ميغان ماركل بعد تخليهما عن الواجبات الملكية.
وخلال مقابلة دوق ودوقة ساسكس مع الإعلامية أوبرا وينفري، قال هاري إن شقيقه ووالده الأمير تشارلز «محاصران» في النظام الملكي. وكانت هذه طريقة ويليام في الرد على هذا الكلام الاستثنائي، موضحاً قضية التضحية الشخصية في مواجهة الواجب العام.
ويعد إدراج الفقرة الأخيرة أمراً مثيراً للاهتمام نظراً لأن صحيفة «التلغراف» تدرك أنه لم يتم تضمينها في البيان عندما تمت صياغته لأول مرة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وعلى الرغم من أن القصر كان على علم بتوقيت بيان هاري، فإن المساعدين الملكيين لم يشاركوا في الصياغة قبل توزيعه من قبل السكرتير الصحافي للأمير.
ولا يحتاج بيان هاري إلى التدقيق للعثور على معنى خفي في التعابير غير الرسمية ضمن الرسالة التي تتكون من 197 كلمة، والتي قال فيها: «جدي: سيد الشواء، وأسطورة المزاح حتى النهاية».
وكان هاري قد اتُهم في الماضي بإصدار بيانات بنمط أميركي، تحمل بصمات ميغان ماركل.
ومثل شقيقه، لم يستطع الأمير المقيم في مونتيسيتو بكاليفورنيا مقاومة الإشارة إلى عائلته غيابياً، وكشف: «ستحتل مكاناً خاصاً في قلبي وقلب ميغان وآرتشي (بالإضافة إلى حفيدتك المستقبلية)».
كما ظهر قرار هاري التوقيع بشعار مشاة البحرية الملكية «بير ماري، بير تيرام»؛ أي «عبر البحر، عبر البر»، إشارة إلى خدمته العسكرية التي يتفوق فيها على ويليام، كتذكير بأنه قد ورث لقب النقيب العام من جده - فقط ليتم تجريده من مثل هذه التعيينات الفخرية بعد تخليه وزوجته عن مهامهما الملكية، الأمر الذي يبدو أنه يزعجه.
ولم يُخفِ الأمير حقيقة أنه أصيب بخيبة أمل لعدم تمكنه من الحفاظ على علاقاته العسكرية، حيث إن إدراج العبارة اللاتينية المكونة من 4 كلمات يظهر أنه مصمم لإخبار العالم أن هاري قد لا يكون عضواً عاملاً في العائلة المالكة، إلا أنه -مثل جده- سيبقى إلى الأبد شخصاً انغمس في الخدمة الفعلية.
وربما كان ذلك أيضاً صدى لأسلوب حياة هاري الجديد في كاليفورنيا، حيث إنه من العادات العسكرية في القوات المسلحة الأميركية التوقيع على الرسائل والخطب، وحتى التفاعلات الاجتماعية الفردية، بشعار الوحدة.
وفي حين يستعد الأميران للاجتماع معاً للمرة الأولى منذ أكثر من عام خلف نعش جدهما المحبوب، فإنه لا يزال هناك خلافات بينهما.
ويبقى أن نرى ما إذا كان رحيل الأمير فيليب سيساعد ويليام وهاري على دفن خلافاتهما جنباً إلى جنب مع الرجل الذي شجعهما على أن يكونا إخوة إلى الأبد.


مقالات ذات صلة

تقارير: الملك تشارلز تجاهل مكالمات هاري الهاتفية وسط معركته مع السرطان

أوروبا الملك البريطاني تشارلز وزوجته كاميلا (رويترز)

تقارير: الملك تشارلز تجاهل مكالمات هاري الهاتفية وسط معركته مع السرطان

أفادت تقارير صحافية بأن الملك البريطاني تشارلز المصاب بالسرطان، البالغ من العمر 75 عاماً، تم حثه على عدم الرد على محاولات نجله الأمير هاري للتواصل معه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان ماركل (رويترز)

نجل ترمب يهاجم الأمير هاري وزوجته «غير المحبوبة»

هاجم إريك ترمب، نجل المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترمب، الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان ماركل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق لقطة من فيديو تُظهر الأمير هاري يمارس رياضة ركوب الأمواج (إنستغرام)

الأمير هاري يمارس رياضة ركوب الأمواج في كاليفورنيا (فيديو)

أظهر مقطع فيديو جديد قيام الأمير البريطاني هاري بممارسة رياضة ركوب الأمواج في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
يوميات الشرق ميغان ماركل زوجة الأمير البريطاني هاري (أ.ف.ب)

ميغان ماركل تقول إنها «من أكثر الأشخاص تعرضاً للتنمر بالعالم»

قالت دوقة ساسكس، ميغان ماركل، لفتيات صغيرات إنها كانت «واحدة من أكثر الأشخاص تعرضاً للتنمر في العالم».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الأمير البريطاني هاري وزوجته ميغان ماركل (أ.ب)

لماذا يُتهم هاري وميغان بـ«جمع الأصوات» لصالح هاريس؟

اتُّهم الأمير البريطاني هاري، وزوجته ميغان ماركل بـ«جمع الأصوات لصالح كامالا هاريس» بعد أن أطلقا حملة جديدة قبل الانتخابات الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام
TT

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

تقرير برلماني بريطاني يحذّر من الأخطار على مستقبل الإعلام

أشار تقرير صادر عن مجلس اللوردات إلى أن هيئة الإذاعة البريطانية تخذل المشاهدين من الأسر ذات الدخل المنخفض، الذين يشعرون بأنهم «يخضعون للسخرية» في تغطيتها (الإخبارية)، لذا فقد يتحولون إلى وسائل إعلام بديلة، مثل قناة «جي بي نيوز».

بيئة إعلامية مليئة بالأخبار الزائفة

ويخشى أعضاء مجلس اللوردات أيضاً من نشوء بيئة إعلامية «من مستويين»، مقسمة بين «عشاق الأخبار»، الذين يشتركون في منافذ إخبارية عالية الجودة ورائدة، و«نسبة زائدة» من متجنبي الأخبار، الذين يرون القليل جداً من الأخبار المنتجة بشكل احترافي، ولذا فإنهم أكثر عُرضة للأخبار الزائفة، ونظريات المؤامرة التي تنتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

«صحارٍ إخبارية»

وحذّر تحقيق في «مستقبل الأخبار» الذي أجرته لجنة الاتصالات والشؤون الرقمية، الذي نُشر أمس، من مستقبل «قاتم»، حيث يؤدي تراجع الصحف المحلية والإقليمية إلى خلق «صحارٍ إخبارية».

وتحمل التحذيرات بشأن مستقبل هيئة الإذاعة البريطانية أهمية خاصة، حيث تضم اللجنة اللورد هول، المدير العام السابق للهيئة.

تهميش المجموعات الدنيا من السكان

وأشار التقرير إلى أن «المجموعات الاجتماعية والاقتصادية الدنيا تشعر بأنها (مُنتقدة أو مُعرضة للسخرية) بدلاً من أن تعكسها هيئة الإذاعة البريطانية بشكل أصيل». ونصّ على أن «الوسائل الإعلامية الوافدة الجديدة مثل (جي بي نيوز) تقدم بديلاً وخياراً في ميدان الخدمة العامة»، وهذا ما يجب أن يدفع وسائل الإعلام الأخرى للتفكير في كيفية اجتذاب تلك المجموعات إليها.

وتابع نشرات أخبار هيئة الإذاعة البريطانية 9.6 مليون مشاهد الشهر الماضي (من أصل 19 مليوناً لكل قنواتها) مقابل 3.5 مليون مشاهد لنشرات أخبار «جي بي نيوز».

وقالت اللجنة إن «قدرة هيئة الإذاعة البريطانية على الحفاظ على مستويات عالية من مشاركة الجمهور والثقة والرضا أمر مهم».