كيف تحمي هاتفك.. من القرصنة

تجنب اقتناء التطبيقات الرخيصة وحصن نفسك ضد وسائل التجسس الحاذقة

كيف تحمي هاتفك.. من القرصنة
TT

كيف تحمي هاتفك.. من القرصنة

كيف تحمي هاتفك.. من القرصنة

من الطبيعي في هذه الأيام حماية كومبيوتر منزلك من البرمجيات الضارة، ولكن ماذا عن حماية هاتفك الجوال؟ نعم، فهذا الهاتف بمكن اختراقه، خصوصا عند استخدام أصحابه للجهاز لفترة طويلة في التقاط الصور، والتشارك بها، وتبادل الرسائل النصية الشخصية، وتصفح الشبكة.
ويعد الهاتف الجوال «أداة تجسس مثالية»، كما يقول كيفن هيلي مدير إدارة الإنتاج في «سيمانتيك سيكيورتي ريسبونس» لتقنيات الأمن المعلوماتي إذ يمكن الإصغاء إليه والنظر عبره، كما يمكن تعقب المواقع بواسطته، والنظر إلى كل مكالمة هاتفية، ونص يبعث به الشخص.
والطريقة التي يتبعها المتسللون هي توظيف البرمجيات الضارة، عبر الأذونات التي يمنحها مستخدم الهاتف للتطبيقات، كما يستغلون قدرة «فيسبوك مانجر» على النفاذ إلى موقعك، ورسائلك النصية، والكاميرا والصور، وكل المحتويات الأخرى.

* تطبيقات سيئة
إجمالا فإن الهواتف الذكية هي أكثر أمانا من أجهزة «بي سي». ومع ذلك يمكن إصابتها بالعدوى. وأحد الأساليب التي يستخدمها القراصنة هي إغراق الأشخاص بالبريد الإلكتروني الضار عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي، والرسائل النصية، مع روابط لتنزيل البرمجيات الضارة. وغالبا ما يقوم المخربون بالاستيلاء على تطبيق شعبي، وإدخال رمز خبيث فيه، ثم عرضه على أولئك الأشخاص غير الراغبين في دفع كلفة التطبيق الصحيح. ويدعو الخبراء ذلك ««Trojanizing (أي زرع حصان طروادة في التطبيق). فإذا ما توجهت صوب السوق غير الصحيحة، فالمخاطرة تكون أكبر في الحصول على تطبيقات «حصان طروادة» هذه.
وفي دراسة أجريت عام 2012 تبين أن نسبة 85 في المائة من البرمجيات الضارة التي اكتشفها باحثون في ولاية نورث كارولينا في هواتف «أندرويد» مصدرها هذه التطبيقات التي أعيد تعديلها والعبث بها.
وأحيانا فإن التطبيقات التي تتجسس عليك قد لا تكون حتى برمجيات ضارة، وهذه مشكلة مصدرها التطبيقات الفنية الشرعية الصحيحة التي يجري تنزيلها في هواتف غير مراقبة، ومن دون حماية بكلمات مرور، أو بكلمات مرور ضعيفة. وثمة عشرات من المنتجات التجارية الخاصة بالتجسس والاستطلاع التي تسوق لاستخدامها في الأجهزة الجوالة للتجسس على الآخرين، وخاصة الأقرباء، كما يقول جيرمي ليندن كبير مديري المنتجات الأمنية في «لوكأوت».

* تجسس حاذق
وأخيرا هناك وسائل متعددة عالية التقنية يمكن بواسطتها للقراصنة اعتراض إشاراتك الهاتفية. فهنالك مثلا لاقطات «آي إم إس آي» التي تعمل كأبراج زائفة للهواتف الجوالة، وأحد أنواعها يسمى «ستنغراي» «Stingray» الذي يُستخدم من قبل الشرطة الأميركية، وهو أمر قد لا يعجب من يرغب في الحفاظ على الخصوصيات وحمايتها.
ثم هناك شبكات «فيمتوسيلس» الذي تستخدمه عادة الشركات التي تقدم خدمات الهاتف الجوال في المناطق الريفية، التي تغطي بشكل محدود جدا، وتستفيد من أجهزة بحجم علبة الكابلات، يمكن شراؤها مقابل 250 دولارا. وقد استطاع توم ريتر كبير المستشارين في «آي إس إي سي بارتنرز» وفريقه من اختراق واحد من هذه الأجهزة التي تبيعها «فيريزون»، وبالتالي اعتراض المكالمات الهاتفية، والرسائل النصية، والصور من الهواتف الموصولة به.
«لكن مقدار المهارة المطلوبة للقيام بذلك عالية، ولكن ليس بالدرجة التي يكون فيها من المستحيل تصور قيام عدد من الأشخاص بتقليد هذا العمل»، كما يقول.
لكن ما الذي يريده القراصنة؟ يقول الخبراء إنه من الممكن أن يتمكن اللصوص الوصول إلى كاميرا الهاتف الجوال، والتقاط صور أو فيديو، لكن ذلك أمر غير اعتيادي. فالكاميرا الموجودة على الهاتف غالبا ما تكون موجهة إلى داخل الجيب الذي تقبع داخله، خلافا لكاميرا الشبكة «ويبكام» الموجودة على اللابتوب التي تكون موجهة دائما إلى وجه أحدهم. وهذا ما قد يقلق النساء بوجه خاص، خشية استغلال ذلك لأمور غير أخلاقية.
والأمر ذاته ينطبق على الملفات الصوتية، أو أي شيء آخر تخزنه أو يرسل عن طريق الهاتف الذكي. لكن غالبية اللصوص غير مهتمين بحياتك الشخصية، بل في جني ربح سريع. وفي الحقيقة، فإن المجرمين «لا يرغبون في صورك، إذ ماذا سيفعلون بها، فالذي يرغبونه في غالبية الحالات هو الحصول على المال»، كما يقول ويسنيوسكي.
ولدى تركيب تطبيقات «حصان طروادة»، فإنها تشرع لخطتين شائعتين: الأولى: يبدأ هاتفك بإرسال رسائل نصية قصيرة لرقم خاص بالتبرعات، كالذي تحدده منظمة الصليب الأحمر مثلا للتبرع بـ10 دولارات لضحايا الكوارث، لكنك في هذه المرة تتبرع وتقدم 25 دولارا لأحد اللصوص.
أما الخطة الثانية، ففيها يجري احتجاز هاتفك كرهينة، ففي البداية تبدأ الكثير من البرامج التي تزعم أنها مقاومة للفيروسات بمطالبتك بإنفاق المال للتخلص من الفيروسات التي اكتشفتها. فإذا ما رفضت الطلب مرات كثيرة، يمكن أن تعطل هاتفك إلى أن تستأنف عملية الدفع مجددا.
ويبحث القراصنة دائما عن معلومات خاصة بالمواقع، إذ يجري بيع اسم مستخدم على موقع للتواصل الاجتماعي، وكلمة المرور الخاصة به بسعر يتراوح بين 50 سنتا و10 دولارات في السوق السوداء، لكون اللصوص يبحثون دائما عن أماكن موثوق بها لنشر روابط مشبوه بها.
ولكي تحمي ذاتك من كل ذلك، فإن الرأي السائد الذي يجمع عليه الكل، هو عدم تنزيل تطبيقات ليست موجودة في المتاجر الرسمية التي تديرها «غوغل»، أو «أبل»، أو «مايكروسوفت»؛ فهذه الشركات جيدة في تحسس أي برنامج خبيث، وبالتالي تقوم بانتظام بإزالة المشتبه بها. ولدى تنزيل تطبيق ما، تأكد من قراءة ما يسمح به التطبيق للتأكد من أنه لا يطلب أمرا غير عادي. وبالنسبة إلى مالكي «آي فون» و«غوغل نيكسس» عليهم بانتظام تعديل نظم تشغيلها إلى الأحدث لوقايتها ضد البرمجيات الضارة، كما أنه من المهم جدا وجود كلمات مرور لحماية الهاتف، ومن المفضل ألا تكون 1234 لئلا يستغل المجرمون سهولتها لتنزيل تطبيقات خبيثة عليه. وثمة كثير من الشركات التي تبيع برمجيات مقاومة للفيروسات خاصة بالهواتف، وهي لا تفيد دائما، بسبب أن غالبيتها يجري تنزيلها بإذن من المستخدم، بدلا من التسلل إليها بطريقة غير شرعية. بيد أن وجود مثل هذه البرمجيات المضادة للفيروسات لا يسبب أي ضرر.



رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

رئيس «أبل» للمطورين الشباب في المنطقة: احتضنوا العملية... وابحثوا عن المتعة في الرحلة

تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
تيم كوك في صورة جماعية مع طالبات أكاديمية «أبل» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نصح تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، مطوري التطبيقات في المنطقة باحتضان العملية بدلاً من التركيز على النتائج، وقال: «المتعة تكمن حقاً في الرحلة. في كثير من الأحيان، نركز فقط على الوجهات - سواء كان ذلك إطلاق التطبيق الأول أو تحقيق الاكتتاب العام الأولي - ونفتقد الإنجاز الذي يأتي من المسار نفسه».

وشجَّع كوك، خلال لقاء خاص بعدد من المطورين في العاصمة الإماراتية أبوظبي، المطورين الشباب على متابعة شغفهم مع معالجة التحديات في العالم الحقيقي. وقال: «وجد المطورون الذين التقيتهم تقاطعاً بين اهتماماتهم وإحداث تأثير ذي مغزى، سواء كان ذلك من خلال تقديم خصومات على الطعام، أو تحسين أداء الرياضات المائية، أو تحسين إمكانية الوصول».

وشدَّد الرئيس التنفيذي لـ«أبل» على ثقته في منظومة المطورين المزدهرة في الإمارات، ودور «أبل» في تعزيز الإبداع، في الوقت الذي أكد فيه دور البلاد بوصفها مركزاً للتكنولوجيا والإبداع؛ حيث يستعد المطورون لإحداث تأثير عالمي دائم.

قصص للمبدعين

وشدَّد تيم كوك على النمو والديناميكية الملحوظة لمجتمع المطورين في المنطقة، مشيراً إلى وجود قصص للمبدعين المحليين، وشغفهم بإحداث فرق في حياة الناس.

وقال كوك في حديث مع «الشرق الأوسط»، على هامش زيارته للعاصمة الإماراتية أبوظبي: «مجتمع المطورين هنا نابض بالحياة وينمو بشكل كبير. لقد ازدادت الفواتير بنسبة 750 في المائة على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يدل على نمو غير عادي».

وأضاف: «المسار لا يصدق»، مشيراً إلى حماس والتزام المطورين المحليين. ووصف التفاعل مع المبدعين بأنه «لمحة مباشرة عن الابتكار الذي يقود التغيير المؤثر».

وحول زيارته للمطورين في العاصمة السعودية، الرياض، قال الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، في منشور على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي: «من الرائع قضاء بعض الوقت في أكاديمية المطورات الخاصة بنا في الرياض. نحن فخورون بدعم مجتمع المطورين النابض بالحياة هنا، وتوسيع برنامجنا الأساسي لخلق مزيد من الفرص في البرمجة والتصميم وتطوير التطبيقات».

منظومة «أبل» وتمكين المطورين

وعندما سُئل عن دعم «أبل» للمطورين، أكد تيم كوك على منظومة «أبل» الشاملة، وقال: «نحن ندعم المطورين بطرق مختلفة، بداية من علاقات المطورين، إلى أدوات مثل (Core ML). نسهِّل على رواد الأعمال التركيز على شغفهم دون أن تثقل كاهلهم التعقيدات التقنية».

وزاد: «يلعب النطاق العالمي لمتجر التطبيقات، الذي يمتد عبر 180 دولة، دوراً محورياً في تمكين المطورين من توسيع نطاق ابتكاراتهم».

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة «أبل» إلى أن «رائد الأعمال في أي مكان في العالم يمكنه، بلمسة زر واحدة، الوصول إلى جمهور عالمي، حيث تمَّ تصميم مجموعة أدوات وأنظمة دعم (أبل)؛ لتمكين المطورين، ومساعدتهم على الانتقال من النجاح المحلي إلى العالمي».

ويواصل اقتصاد تطبيقات «أبل» إظهار نمو كبير وتأثير عالمي، حيث سهّل متجر التطبيقات 1.1 تريليون دولار من إجمالي الفواتير والمبيعات بحسب إحصاءات 2022، مع ذهاب أكثر من 90 في المائة من هذه الإيرادات مباشرة إلى المطورين، حيث يُعزى هذا النمو إلى فئات مثل السلع والخدمات المادية (910 مليارات دولار)، والإعلان داخل التطبيق (109 مليارات دولار)، والسلع والخدمات الرقمية (104 مليارات دولار).

وذكرت الإحصاءات أنه على مستوى العالم، يدعم اقتصاد تطبيقات «iOS» أكثر من 4.8 مليون وظيفة في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعكس دوره القوي في دفع التوظيف والابتكار، حيث تمتد منظومة «أب ستور» عبر 180 سوقاً، حيث يستفيد المطورون من الأدوات التي تبسِّط توزيع التطبيقات وتحقيق الدخل منها.

رئيس «أبل» مع حسن حطاب مطور للوحة مفاتيح خاصة لضعاف البصر

الالتزام بالنمو وخلق فرص العمل

وألقى الرئيس التنفيذي الضوء على مساهمات «أبل» في اقتصاد المنطقة وفي الإمارات، وتطرَّق إلى خلق الشركة نحو 38 ألف وظيفة في الإمارات، تشمل المطورين وأدوار سلسلة التوريد وموظفي التجزئة.

وقال: «نحن ملتزمون بمواصلة هذا النمو»، مشيراً إلى الإعلان الأخير عن متجر جديد، مما يجعل إجمالي حضور «أبل» في الإمارات 5 متاجر. وزاد: «يعكس هذا التوسع تفانينا في دعم مجتمع المطورين ومساعدتهم على الوصول إلى الجماهير في جميع أنحاء العالم».

يذكر أن كوك زار كلاً من السعودية والإمارات، والتقى عدداً من المطورين في البلدَين، بالإضافة إلى مسؤولين من البلدين.

مَن هو تيم كوك

تيم كوك هو الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، إحدى شركات التكنولوجيا الكبرى في العالم. وقد خلف ستيف جوبز في منصب الرئيس التنفيذي في أغسطس (آب) 2011، في الوقت الذي تعدّ فيه «أبل» أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في العالم بقيمة نحو 3.73 تريليون دولار.

شغل في البداية منصب نائب الرئيس الأول للعمليات العالمية. لعب كوك دوراً حاسماً في تبسيط سلسلة توريد «أبل»، وخفض التكاليف، وتحسين الكفاءة، وغالباً ما يوصف أسلوبه القيادي بأنه «هادئ، ومنهجي، وموجه نحو التفاصيل».