تضامن عربي وإدانات دولية لعملية ذبح المصريين في ليبيا

مجلس الأمن بالإجماع: عمل جبان وشائن

تضامن عربي وإدانات دولية لعملية ذبح المصريين في ليبيا
TT

تضامن عربي وإدانات دولية لعملية ذبح المصريين في ليبيا

تضامن عربي وإدانات دولية لعملية ذبح المصريين في ليبيا

أعلنت عدد من الدول العربية والدولية امس، عن تضامنها مع مصر، اثر قيام تنظيم داعش المتطرف الفرع الليبي بذبح 21 من القباط المصريين في ليبيا.
ودعا رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينزي، أمس، إلى رد مدروس في ليبيا بعد محادثة هاتفية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مستبعدا في الوقت الحالي التدخل العسكري. في وقت تتواصل فيه الاتصالات المصرية مع مختلف الدول من أجل التنسيق لمواجهة خطر الإرهاب، بالتزامن مع دعوة فرنسا ومصر لاجتماع طارئ لمجلس الأمن الدولي من أجل اتخاذ تدابير جديدة في مواجهة «داعش».
وأدان أعضاء مجلس الأمن الدولي «بحزم» ذبح المصريين في ليبيا، ووصفوه بأنه عمل «جبان وشائن». وفي إعلان صدر بالإجماع، أعلن المجلس أنه «يندد بحزم بهذا العمل الجبان والشائن الذي يظهر مجددا وحشية داعش». وأضاف أن المجلس «يؤكد محددا ضرورة إفشال (داعش) والقضاء على عدم التسامح والعنف والكراهية»، مشيرا إلى أن «أعمالا همجية كهذه يرتكبها (داعش) لن تخيف الدول الأعضاء، إنما تزيد من تصميمها على محاربة المتطرفين».
وأدان الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الإماراتي، بشدة، الجريمة البشعة، وقال في بيان له اليوم إن دولة الإمارات العربية المتحدة تضع كل إمكاناتها لدعم جهود مصر لاستئصال الإرهاب والعنف الموجه ضد مواطنيها، وتؤكد وقوفها إلى جانبها وتضامنها التام معها.
وتلقى الرئيس السيسي اتصالا من الرئيس الفلسطيني محمود عباس قدم خلاله باسمه وباسم دولة فلسطين التعازي للرئيس وللشعب المصري في المصريين الذين قضوا نحبهم ضحايا لعمل إرهابي خسيس، منوها بأن مصر وشعبها العريق سينتصران في معركتهما ضد الإرهاب، وأن مثل تلك الأفعال الجبانة ستزيد عزم المصريين على مواصلة طريقهم وبناء دولتهم التي ينشدونها، وذلك بمساندة أشقائهم الذين يكنون لمصر وشعبها كل مودة وتقدير واحترام.
كما تلقى الرئيس السيسي اتصالا هاتفيا من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، الذي قدم للرئيس التعازي في الضحايا الأبرياء الذين سقطوا جراء عمل إرهابي حقير يجافي جميع معاني الإنسانية والرحمة، مضيفا أنه ليس غريبا على من يقترف جرائم قتل البشر حرقا أن يقوم بمثل هذا الفعل الشنيع.
كما أدانت سلطنة عمان الواقعة، قائلة إنه «عمل إجرامي بشع يعكس كرها متأصلا وإرهابا منظما، ويتعارض مع جميع الشرائع السماوية وحرمة النفس البشرية»، وأكدت على أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب واستئصال منابعه، كما أعربت عن تضامنها مع حكومة مصر وأسر الضحايا الأبرياء.
وعلى صعيد متصل، توجه فجر أمس وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى نيويورك لإجراء لقاءات عاجلة، والقيام باتصالات فورية مع كبار المسؤولين في منظمة الأمم المتحدة ومع أعضاء مجلس الأمن الـ15 بناء على تكليف من الرئيس السيسي، وذلك لاطلاعهم على تطورات الأوضاع الراهنة في ضوء الحادث الإرهابي، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته واتخاذ خطوات قوية وفعالة وحازمة ضد التنظيمات الإرهابية التي تشترك فيما بينها في تبني الآيديولوجيا المتطرفة.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».