«حماس» تنتخب مشعل رئيساً لـ«الخارج»

توقع احتفاظ هنية بمنصب رئيس المكتب السياسي

فلسطينيون في تجمع لدعم الأسرى بسجون إسرائيل وبينهم الأسير من {حماس} حسن سلامة (الثاني من اليسار) في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة في 5 أبريل الجاري (أ.ف.ب)
فلسطينيون في تجمع لدعم الأسرى بسجون إسرائيل وبينهم الأسير من {حماس} حسن سلامة (الثاني من اليسار) في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة في 5 أبريل الجاري (أ.ف.ب)
TT

«حماس» تنتخب مشعل رئيساً لـ«الخارج»

فلسطينيون في تجمع لدعم الأسرى بسجون إسرائيل وبينهم الأسير من {حماس} حسن سلامة (الثاني من اليسار) في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة في 5 أبريل الجاري (أ.ف.ب)
فلسطينيون في تجمع لدعم الأسرى بسجون إسرائيل وبينهم الأسير من {حماس} حسن سلامة (الثاني من اليسار) في مدينة خان يونس بجنوب قطاع غزة في 5 أبريل الجاري (أ.ف.ب)

انتخبت حركة «حماس» رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل رئيساً لها في إقليم الخارج، في ظل توقعات باحتفاظ إسماعيل هنية بمنصب رئيس المكتب السياسي.
وقال الناطق باسم «حماس»، حازم قاسم، في تصريح مقتضب، إنه «ضمن الانتخابات الداخلية المنعقدة في الأقاليم الثلاثة، تم انتخاب خالد مشعل رئيساً للحركة في إقليم الخارج خلفاً لماهر صلاح».
وأضاف قاسم: «حماس ستستكمل عملياتها الديمقراطية الداخلية في كل المستويات وصولاً إلى اختيار رئيس المكتب السياسي».
وتولى مشعل (64 عاماً) رئاسة المكتب السياسي منذ عام 1996 إلى 2017، وخلفه إسماعيل هنية الذي يتوقع أنه سيحتفظ بموقعه هذه المرة أيضاً ضمن الانتخابات التي تجريها الحركة.
وباختيار مشعل لإقليم الخارج، تكون الحركة أنهت الانتخابات في جميع أقاليمها: إقليم غزة الذي أعاد انتخاب يحيى السنوار رئيساً للحركة هناك، وإقليم الخارج الذي انتخب مشعل رئيساً له، وإقليم الضفة الغربية الذي يبقى اسم المسؤول فيه سرياً خشية اعتقاله من قبل إسرائيل، وإقليم السجون الذي انتخب الأسير سلامة القطاوي رئيساً للهيئة القيادية العليا للحركة في السجون قبل فترة طويلة.
وتجري «حماس» انتخابات في 4 أقاليم وتختار مكتباً سياسياً عاماً كل 4 سنوات، لكن وفق دورة طويلة ومعقدة بعض الشيء وفريدة ومختلفة عن بقية الفصائل ولا تقوم على الترشح.
وتم حتى الآن المضي في انتخابات متسلسلة في كل الأقاليم عبر انتخاب هيئة إدارية صغرى في المناطق التنظيمية الصغرى، ثم هيئة إدارية كبرى لمناطق تنظيمية أكبر، ثم أعضاء للشورى الأوسط الذين انتخبوا وينتخبون المجلس السياسي المحلي مثل قطاع غزة أو الخارج أو الضفة وفي السجون.
وبقي حتى الآن انتخاب المكتب السياسي العام واختيار رئيس المكتب إلى جانب انتخاب رئيس مجلس الشورى العام.
ويبرز اسم اسماعيل هنية بقوة من أجل البقاء في منصبه رئيساً للمكتب السياسي، لكن ينافسه أيضاً بارزون مثل نائبه صالح العاروري.
وبهذا يكون التغيير داخل «حماس» محدوداً مع الحفاظ على الأسماء الكبيرة في مواقعها.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.