وزير الأشغال اللبناني يوقّع مرسوماً يوسّع المنطقة البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل

وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ميشال نجار (الوكالة الوطنية)
وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ميشال نجار (الوكالة الوطنية)
TT

وزير الأشغال اللبناني يوقّع مرسوماً يوسّع المنطقة البحرية المتنازع عليها مع إسرائيل

وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ميشال نجار (الوكالة الوطنية)
وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور ميشال نجار (الوكالة الوطنية)

وقّع وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار على تعديل مرسوم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة محيلاً إيّاه إلى الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء التي أحالته بدورها إلى وزارة الدفاع.
وأوضح نجّار في مؤتمر صحافي عقب توقيع تعديل المرسوم أمس (الاثنين)، أن هناك رسالة واضحة وجهها رئيس الجمهورية اللبنانية إلى الأمين العام للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) الماضي تتكلم عن تغييرات حصلت في مرسوم حدود المنطقة الاقتصادية البحرية الخالصة تؤكد أحقية لبنان بجزء من حقل «كاريش» النفطي، معتبراً أنّ هذه الرسالة كافية للتأكيد والحفاظ على حق لبنان في المياه الإقليمية وما فيها من ثروات نفطية وغازية تقدر بالمليارات.
ولفت نجار إلى أنّه وقّع المرسوم المتعلق بترسيم الحدود البحرية وأحاله إلى الأمانة العامة لرئاسة مجلس الوزراء، مشيراً إلى أنّ المرسوم يحدّد حدود المنطقة الاقتصادية وفقاً للوائح إحداثيات النقاط الجغرافية المبينة والموضحة على الخريطة البحرية الدولية الصادرة عن الأدمرالية البريطانية ليصار إلى عرضه على مجلس الوزراء وفقاً للأصول.
وفي الإطار، أكّد مصدر عسكري مطّلع لـ«الشرق الأوسط» أنّ وفداً من الجيش اللبناني ضمّ الأعضاء العسكريين الذين شاركوا في مفاوضات الناقورة، عقد اجتماعاً في وزارة الأشغال مع مسؤولين في المديرية العامة للنقل البري والبحري، موضحاً أنّ الاجتماع ناقش موضوع تعديل حدود المنطقة البحرية الخالصة للبنان قبل توقيع الوزير.
والمرسوم الأول، وضعته اللجنة التي شكلتها حكومة الرئيس فؤاد السنيورة في عام 2009 ووافقت عليها حكومة الرئيس سعد الحريري الأولى التي كانت تشارك فيها مختلف القوى السياسية، وعُرف الخط باسم (النقطة 23). وأودعت حكومة الحريري المرسوم آنذاك في عام 2010 في الأمم المتحدة.
وبعد انطلاق جلسات التفاوض غير المباشرة في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أظهر الوفد اللبناني المفاوض خرائط جديدة تزيد مساحة المنطقة المتنازع عليها بين لبنان وإسرائيل إلى 2290 كيلومترا بحريا، وعرف الخط الجديد باسم (النقطة 29).
ويدعم تعديل هذا المرسوم الذي من المفترض أن يوقّع من قبل رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ومن ثمّ رئيس الجمهورية كما يؤكد مصدر وزاري، مطالب الوفد اللبناني الذي كان أجرى مفاوضات غير مباشرة في أكتوبر مع إسرائيل برعاية أميركية حول ترسيم الحدود البحرية.
وتوقّفت هذه المفاوضات بعد أربع جلسات عقدت في مقر الأمم المتحدة في رأس الناقورة (جنوب لبنان) بعدما طالب الجانب اللبناني بـ1430 كيلومتراً بحرياً إضافياً انطلاقاً من تعديل المرسوم الذي أودعته الحكومة اللبنانية في الأمم المتحدة لتصبح المساحة المتنازع عليها مع إسرائيل 2290 كيلومتراً مربعاً عوضاً عن 860.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».