اليمن يطالب بحماية دولية للنازحين من هجمات الحوثيين

وسط استمرار المعارك في مأرب وتعز

TT

اليمن يطالب بحماية دولية للنازحين من هجمات الحوثيين

على وقع المعارك المستمرة بين الجيش اليمني المسنود بتحالف دعم الشرعية والميليشيات الحوثية في مأرب وتعز وغيرهما من الجبهات، جددت الحكومة اليمنية دعوتها للمجتمع الدولي لحماية المدنيين والنازحين من هجمات الميليشيات المدعومة من إيران.
ونقلت المصادر الرسمية عن وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني أنه دعا أمس أثناء تفقده مخيمات النازحين في مأرب» الأمم المتحدة وهيئاتها المختلفة وكافة المنظمات الدولية العاملة في اليمن للقيام بدورها الإنساني والإغاثي لعشرات الآلاف من الأسر النازحة في مخيمات وتجمعات وتوفير الحماية اللازمة لهم وتلبية أهم احتياجاتهم ومتطلباتهم الأساسية وتأمين أبرز مقومات الحياة الكريمة لهم».
وشدد الوزير اليمني على أهمية «دور المنظمات الدولية العاملة في المجال الإغاثي والإنساني، من أجل مضاعفة تقديم الدعم والعون للنازحين، للتخفيف من وطأة المعاناة التي يعيشونها». وتعرف الإرياني من مدير الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين بمأرب سيف مثنى، على الجهود الإغاثية والإيوائية للوحدة في مخيم السويداء وأهم الصعوبات والتحديات التي يواجهها النازحون في المخيم الذي يستوعب فوق طاقته نتيجة نزوح عشرات الأسر من المخيمات التي استهدفتها ميليشيات الحوثي خلال الشهر الماضي.
ويؤوي المخيم حالياً 1870 أسرة، منها 620 أسرة نزحت خلال شهري فبراير (شباط) ومارس الماضيين من مخيمات (الميل وتواصل والخير) بعد استهداف هذه المخيمات من قبل الميليشيات الحوثية.
وأوضح الوزير اليمني أن «التدفق على مخيم السويداء جاء بعد جرائم الحوثيين الأخيرة واستهدافهم لمخيمات النزوح غرب محافظة مأرب بشكل مباشر، وقصفها بالأسلحة الثقيلة، مؤكداً أن النازحين في مخيم السويداء وباقي مخيمات مأرب يعيشون أوضاعاً إنسانية مأساوية نتيجة استمرار استهداف ميليشيات الحوثي لهم وقصفها المتكرر لمخيماتهم بالصواريخ الباليستية والقذائف المدفعية ومختلف الأسلحة الثقيلة واستمرارها في تعريض حياة مئات الآلاف من الأطفال والنساء للخطر». وأشار الإرياني إلى أن النزوح لهذه الأعداد الكبيرة من المدنيين من مناطقهم وقراهم، جاء بسبب استهداف الميليشيات الحوثية للمجتمعات المحلية وإجبار الناس على اعتناق أفكار دخيلة، وتعمدِ مشرفي الميليشيا على محو الولاء الوطني، إضافة إلى حجم الانتهاكات التي ترتكبها الجماعة، ما دفع مئات الآلاف إلى النزوح من مناطقهم وقراهم.
وحمّل وزير الإعلام والثقافة في الحكومة اليمنية «ميليشيات الحوثي الإيرانية المسؤولية الكاملة عما يتعرض له النازحون من انتهاكات وجرائم متواصلة، وما يواجهونه من معاناة وأخطار يومية، علاوة عن ضحايا القصف الحوثي الممنهج للمخيمات واتخاذ سكانها دروعاً بشرية».
وفي حين أشاد الإرياني بجهود السلطة المحلية والوحدة التنفيذية والمكاتب التنفيذية المعنية في محافظة مأرب في إغاثة وإيواء النازحين واستيعاب أكثر من مليونين و230 ألف نازح شردتهم ميليشيات الانقلاب من عدة محافظات وتوفير كافة الخدمات الأساسية لهم، ثمن في الوقت نفسه دور المملكة العربية السعودية لما تقدمه من عون ومساعدة لمخيمات النزوح، عبر مركز الملك سلمان للأعمال الإغاثية والإنسانية.
في السياق الميداني، يواصل الجيش اليمني في جبهات غرب مأرب وجنوبها التصدي للهجمات الحوثية البرية المستمرة باتجاه مدينة مأرب منذ فبراير الماضي، كما يواصل عملياته العسكرية في جبهات محافظة تعز (جنوب غرب). وتقول مصادر الإعلام العسكري في الجيش اليمني إن الأيام الثلاثة الماضية شهدت معارك هي الأعنف غرب مأرب إذ تحاول الميليشيات تحقيق أي تقدم للسيطرة على المحافظة النفطية، لكن هجماتها تنكسر باستمرار جراء التصدي لها وبسبب ضربات طيران تحالف دعم الشرعية لتعزيزات الميليشيات.
إلى ذلك، أفاد الإعلام العسكري للجيش بأن معارك احتدمت أمس (الاثنين) بين قوات الجيش الوطني وميليشيات الحوثي، في مناطق متفرقة بالريف الغربي لمحافظة تعز. وقال المركز الإعلامي لمحور تعز العسكري إن «المواجهات اشتدت مع عناصر الميليشيا الإرهابية في مواقع المطاحن والتبة السوداء، وجبل عاطف وتبتي الخزان والغبراء، وقرية القحيفة السفلى، في جبهة مقبنة» غرب المحافظة. في وقت يواصل الجيش تقدمه نحو مواقع وثكنات عناصر الميليشيا التي قال إنها «تعيش حالة ارتباك، وحالة فرار جماعي لعناصرها».
في سياق آخر، قال مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (مسام) إنه نزع ألف و665 لغماً خلال الأسبوع الأول من شهر أبريل (نيسان) الجاري زرعتها الميليشيات الحوثية المدعومة إيرانياً في مختلف المحافظات. وأوضح المركز في بيان أن الألغام المنزوعة تنوعت بين 5 ألغام مضادة للأفراد، و468 لغما مضادا للدبابات، بالإضافة لألف و149 ذخيرة غير متفجرة، و43 عبوة، ليرتفع بذلك عدد ما نزعه منذ بداية المشروع إلى 232 ألفا و257 لغماً، كانت زرعتها الميليشيات الحوثية بمختلف المناطق اليمنية.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».