نصر الله يدعو إلى الحوار بين النظام و«المعارضة غير التكفيرية» في سوريا

طالب بالتنسيق بين الجيشين اللبناني والسوري

نصر الله يدعو إلى الحوار بين النظام و«المعارضة غير التكفيرية» في سوريا
TT

نصر الله يدعو إلى الحوار بين النظام و«المعارضة غير التكفيرية» في سوريا

نصر الله يدعو إلى الحوار بين النظام و«المعارضة غير التكفيرية» في سوريا

دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أمس، خصومه الذين يعارضون تدخله العسكري في سوريا «إلى الذهاب سويًا إلى سوريا والعراق»، طالبا من الحكومة اللبنانية التنسيق مع الحكومة السورية حول ملف اللاجئين السوريين، والتنسيق بين الجيش اللبناني والقوات الحكومية السورية لمواجهة قوات المعارضة السورية والتنظيمات المتشددة في المنطقة الحدودية بين لبنان وسوريا، مشيرًا إلى أن استمرار القتال «عناد» لأن «المعركة انتهت»، مجددًا دعوته إلى الحوار بين النظام و«المعارضة غير التكفيرية» في سوريا.
تصريحات نصر الله، جاءت ضمن «الشهادة والوفاء» الذي أقامه حزب الله لإحياء ذكرى قيادييه الشيخ راغب حرب والسيد عباس الموسوي وعماد مغنية، وذلك في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأعلن أن لبنان «يتأثّر بما يجري في المنطقة أكثر من أي وقت مضى»، معتبرًا أنه «من يريد أن يقرر مصير لبنان يجب أن يكون حاضرا في مصير المنطقة». ودعا «شعوب وحكومات المنطقة إلى العمل سويًا لمواجهة التهديد الإرهابي الخطير والكبير»، مشددًا على أن «جميعنا قادرون على إلحاق الهزيمة به ومن وراءه سواء كانت إسرائيل أو أميركا».
وقال نصر الله إن «العالم كلّه سلّم أن التيار التكفيري وعنوانه (داعش) بات يشكل تهديدا للعالم، ما عدا إسرائيل التي لا تعتبره خطرًا، لأنّ كل ما يفعله يخدم مصالحها»، مضيفا: «فتشوا عن الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأميركية والبريطانية في أهداف داعش». وقال: «في السابق قلنا إن تهديد التيار التكفيري ليس تهديدا لبعض الأنظمة، بل لكل البلاد وكل الشعوب، وللإسلام كدين ورسالة». وإذ شدد على وجوب «أن نبادر لمواجهة هذا التيار التكفيري وعدم السماح له بالتمدد»، رأى أن «أميركا تستنزفنا وتؤسس من خلال (داعش) لأحقاد وعداوات كبيرة وتدمر المنطقة لمصلحة هيمنتها وقوة إسرائيل». كما شدد نصر الله على أنه «يجب اعتبار المواجهة الفكرية والسياسية والميدانية ضد الإرهاب دفاعا عن الإسلام»، قائلا: «إننا نعتبر أنفسنا ندافع عن الإسلام بكامله، وكل المسلمين مدعوون إلى أن يدافعوا عن دينهم، وأبشع تشويه في تاريخ البشرية هو ما يفعله داعش»، مؤكدا أن «أي سلوك يتناقض مع الفطرة الإنسانية لا يمكن أن يكون من الإسلام».
وفي الشأن الأمني اللبناني، أعلن نصر الله تأييد حزب الله الدعوة إلى «وضع استراتيجية وطنية لمحاربة الإرهاب»، مؤكدا على ضرورة أن «تحزم الدولة أمرها بالتعاطي مع خطر داعش وجبهة النصرة على سلسلة جبال لبنان الشرقية».
وجدد تأييده للخطة الأمنية في البقاع (شرق لبنان) التي أطلقتها الحكومة اللبنانية قبل 5 أيام لتوقيف المطلوبين والمتهمين بالاتجار بالمخدرات وسرقة السيارات وعصابات الخطف مقابل فدية، مشددًا على ضرورة استكمالها. وأوضح أن «منطقة البقاع عانت من اللصوص والمجرمين ومن الذين يخطفون الناس ونأمل أن تكون هذه المرحلة قد انتهت».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.