عقار جديد يمكن أن يحدث تغييراً ثورياً في علاج سرطان الدماغ

سرطان الدماغ قادر على التهرب من جهاز المناعة بطرق معقدة (الغارديان)
سرطان الدماغ قادر على التهرب من جهاز المناعة بطرق معقدة (الغارديان)
TT

عقار جديد يمكن أن يحدث تغييراً ثورياً في علاج سرطان الدماغ

سرطان الدماغ قادر على التهرب من جهاز المناعة بطرق معقدة (الغارديان)
سرطان الدماغ قادر على التهرب من جهاز المناعة بطرق معقدة (الغارديان)

ابتكر علماء بريطانيون دواءً جديداً قد يحدث تغييراً ثورياً في علاج سرطان الدماغ، حيث إنه يدمج ما بين عقارين خاصين بالمرض.
وبحسب صحيفة «الغارديان» البريطانية، فقد اختبر العلماء المنتمون لمعهد أبحاث السرطان ومستشفى رويال مارسدن في لندن، الدواء على 10 أشخاص مصابين بسرطان دماغي متقدم، ووجدوا أنه أدى إلى نتائج مبشرة للغاية لدى اثنين من المشاركين، أحدهما تعافى من المرض تماماً.
والدواء هو مزيج من عقارَي «أتيزوليزوماب» و«إباتاسيرتيب».
و«أتيزوليزوماب» هو علاج مناعي يعمل عن طريق إطلاق الجهاز المناعي لمهاجمة الأورام.
وقد أشار فريق العلماء إلى أن سرطان الدماغ قادر على التهرب من جهاز المناعة بطرق معقدة، وحتى الآن لم ينجح العلاج المناعي في علاجه بشكل فعال.
ومن ثم، فقد أشاروا إلى أن تناول عقار جديد يسمى «إباتاسيرتيب»، جنباً إلى جنب مع «أتيزوليزوماب»، قد يساعد في تقوية قدرة المناعة على التصدي للمرض.
وقال هاميش ميكورا (59 عاماً)، والذي تعافى من المرض بعد تناول الدواء، إنه تم تشخيص إصابته بالورم الأرومي الدبقي في أغسطس (آب) 2018، وتمت إحالته إلى مستشفى ذا رويال مارسدن في لندن لتلقي العلاج، والذي تضمن العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي مع الجراحة.
وعندما توقف العلاج بدأ السرطان في النمو في أغسطس 2019، وفقاً لميكورا الذي أشار إلى أنه قرر بعدها الانضمام إلى تجربة الدواء الجديد ليفاجأ باختفاء السرطان تماماً بعد مرور عشرين شهراً.
وأضاف ميكورا «كانت الرحلة التي خضتها خلال السنوات القليلة الماضية دراماتيكية، وبالنظر إلى خطورة تشخيصي، فمن المدهش أنني ما زلت حياً».
وتابع «في الواقع، بعد بضعة أشهر من التجربة، شعرت بأن كل الأمل قد تلاشى، حيث بدا أن السرطان الذي أعاني منه قد بدأ في النمو مرة أخرى. ومع ذلك، كشفت الجراحة أن النمو كان في الواقع التهاب ناجم عن الأدوية التي تهاجم الورم. منذ ذلك الحين، كنت في وضع رائع مع فحوصات تشير إلى أن مرض السرطان قد اختفى».
وقالت الدكتورة خوانيتا لوبيز، قائدة الدراسة «نعتقد أن هذا العلاج قد يحدث ثورة في علاج سرطان الدماغ، وإنقاذ حياة المرضى الذين يعانون من الورم الأرومي الدبقي والذين لديهم معدلات بقاء منخفضة للغاية، وخيارات علاج أقل».
وقالت لوبيز، إن النتائج ما زالت مبكرة، ولكنها أكدت أنه «من غير المعتاد وجود مثل هذه الاستجابة الجيدة لدى المرضى في تجربة مبكرة».


مقالات ذات صلة

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

صحتك صورة توضيحية تُظهر ورماً في المخ (أرشيفية)

الأول من نوعه... نموذج ذكاء اصطناعي يمكنه اكتشاف سرطان الدماغ

يفترض الباحثون أن شبكة الذكاء الاصطناعي التي تم تدريبها على اكتشاف الحيوانات المتخفية يمكن إعادة توظيفها بشكل فعال للكشف عن أورام المخ من صور الرنين المغناطيسي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك استهلاك الأطعمة التي تحتوي على «أوميغا 3» و«أوميغا 6» مثل الأسماك الزيتية يقلل معدل خطر الإصابة بالسرطان (جمعية الصيادين الاسكوتلنديين)

أطعمة تقلل من خطر الإصابة بـ14 نوعاً مختلفاً من السرطان

وجدت دراسة أن استهلاك «أوميغا 3» و«أوميغا 6»، وهي الأحماض الدهنية التي توجد في الأطعمة النباتية والأسماك الزيتية، قد يؤثر على معدل خطر الإصابة بالسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك فطر "الزر الأبيض" قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا (رويترز)

نوع من الفطر يبطئ نمو سرطان البروستاتا... تعرف عليه

أكدت دراسة جديدة أنَّ فطر «الزر الأبيض» قد يبطئ تطور سرطان البروستاتا عن طريق إعاقة نمو الورم، ودعم الخلايا المناعية المقاومة للسرطان.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك حقن فيتامين سي عبر الوريد تتيح تحقيق مستويات مرتفعة لا يمكن الوصول إليها عبر الأقراص الفموية (جامعة أيوا)

فيتامين سي يحسن نتائج علاج سرطان البنكرياس

كشفت دراسة سريرية أميركية عن نتائج وُصفت بـ«الواعدة» لعلاج سرطان البنكرياس المتقدم باستخدام فيتامين سي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك أطباء يحاولون إسعاف مريضة بـ«كورونا» (رويترز)

«كورونا» قد يساعد الجسم في مكافحة السرطان

كشفت دراسة جديدة، عن أن الإصابة بفيروس كورونا قد تساعد في مكافحة السرطان وتقليص حجم الأورام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
TT

ضجيج المدن يحجب فوائد الطبيعة في تهدئة الأعصاب

ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)
ضوضاء المرور تؤثر سلباً على الصحة النفسية والجسدية (وكالة الأمن الصحي بالمملكة المتحدة)

أثبتت دراسة بريطانية حديثة أن الضوضاء البشرية الناتجة عن حركة المرور يمكن أن تخفي التأثير الإيجابي لأصوات الطبيعة في تخفيف التوتر والقلق.

وأوضح الباحثون من جامعة غرب إنجلترا أن النتائج تؤكد أهمية أصوات الطبيعة، مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة الطبيعية، في تحسين الصحة النفسية؛ ما يوفر وسيلة فعّالة لتخفيف الضغط النفسي في البيئات الحضرية، وفق النتائج المنشورة، الخميس، في دورية «بلوس وان».

وتسهم أصوات الطبيعة في خفض ضغط الدم ومعدلات ضربات القلب والتنفس، فضلاً عن تقليل التوتر والقلق الذي يتم الإبلاغ عنه ذاتياً، وفق نتائج أبحاث سابقة.

وعلى النقيض، تؤثر الأصوات البشرية، مثل ضوضاء المرور والطائرات، سلباً على الصحة النفسية والجسدية، حيث ترتبط بزيادة مستويات التوتر والقلق، وقد تؤدي إلى تراجع جودة النوم والشعور العام بالراحة.

وخلال الدراسة الجديدة، طلب الباحثون من 68 شخصاً الاستماع إلى مشاهد صوتية لمدة 3 دقائق لكل منها. تضمنت مشهداً طبيعياً مسجلاً عند شروق الشمس في منطقة ويست ساسكس بالمملكة المتحدة، احتوى على أصوات طبيعية تماماً مثل زقزقة الطيور وأصوات البيئة المحيطة، دون تدخل أي أصوات بشرية أو صناعية، فيما تضمن المشهد الآخر أصواتاً طبيعية مصحوبة بضوضاء مرور.

وتم تقييم الحالة المزاجية ومستويات التوتر والقلق لدى المشاركين قبل الاستماع وبعده باستخدام مقاييس ذاتية.

وأظهرت النتائج أن الاستماع إلى الأصوات الطبيعية فقط أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات التوتر والقلق، بالإضافة إلى تحسين المزاج.

بالمقابل، أدى إدخال ضوضاء المرور إلى تقليل الفوائد الإيجابية المرتبطة بالمشاهد الطبيعية، حيث ارتبط ذلك بارتفاع مستويات التوتر والقلق.

وبناءً على النتائج، أكد الباحثون أن تقليل حدود السرعة المرورية في المناطق الحضرية يمكن أن يعزز الصحة النفسية للإنسان من خلال تقليل الضوضاء؛ ما يسمح بتجربة أصوات الطبيعة بشكل أفضل.

كما أشارت الدراسة إلى أهمية تصميم المدن بشكل يقلل من الضوضاء البشرية، ما يوفر للسكان فرصاً أكبر للتفاعل مع الطبيعة.

ونوه الفريق بأن هذه النتائج تفتح المجال لإعادة التفكير في كيفية تخطيط المدن بما يعزز التوازن بين التطور الحضري والحفاظ على البيئة الطبيعية، لتحقيق فوائد صحية ونفسية ملموسة للسكان.